استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    مناوي ل "المحقق": الفاشر ستكون مقبرة للدعم السريع وشرعنا في الجهود العسكرية لإزالة الحصار عنها    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان يطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة العدوان الإماراتي    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنتوب مرة اخرى - بعد غياب - صورة وذكرى
نشر في الراكوبة يوم 18 - 06 - 2015

وتم لقاء الزعيمين المك نمر والزبيرود رحمه شرقى النيل الازرق عام1946
عندما افل نجم كلية غردون وبرزت من قرابها وادى سيدنا وانبرت من عرينها حنتوب عام 1946اولى المستر براون الى كبار معلمى الصرح الشامخ الذين اصطفاهم للانتقال معه مهمة اختيار اسماء داخليات المدرسة الوليده. وبدون تدخل منه توافقوا على اطلاق اسمى الزعيمين" المك نمر والزبير ود رحمه" على اثنتين من داخليات المدرسه اللتين تبدوان فى الصورة اعلاه (المك نمرعلى اليمين والزبير عن شمالها)من بين ما اطلقوه من اسماء بعض المشاهير من السودانيين على الداخليات ألأربع ألأخرى تخليدا لذكراهم وترسيخا لما قاموا به من اعمال جليلة ظلت باقية فى ابعاد اللانهائية والابديه فى اذهان طلاب حنتوب الاوائل والتابعين من اجيال الوافدين اليها عبرالزمان. فالمك نمركما عرفه اهل السودان والعالم اجمع وتناقلوا سيرته ظل علما على راسه نار طافت باسمه الآفاق .فهو نمر ود محمد ود نمر الجعلى السعدابى..كان مولده فى عام 1786. نشأ وترعرع بين قومه فى دار جعل.. حفظ القرآن الكريم وامتهن الزراعة فى ديار قومه ردحا من الزمن . عرف عنه التواضع والكرم واغاثة الملهوف والخروج عن نفسه ووهبها للآخرين فضلا عن الاقدام وشجاعة الرأى والقدرة على حسم الامور بالحكمة وفصل الخطاب واضحى"قريع رهطه وجنة اهله وهو بطبعه كريم نسب وماجد اعراق". عرف اهله ما كان لديه من صفات الزعامه فاولوه قيادهم واطلقوا عليه من الالقاب"فارس وارباب دارجعل". بعد مغادرته ديارالجعليين الى البطانه ومنها الى الحبشه عقب محرقة اسماعيل باشا بن محمد على فى مدينة شندى عام 1823 اضحى آخرملوك الجعليين. وبعد قرن من الزمان من انتقاله الى رحاب ربه فى عام 1846تشاء الاقداران يعود اسمه مجددا الى اسماع واذهان السودانيين ليتم اطلاقه على احد مواقع سكن طلاب صرح تعليمى كبير ويتم اسناد مهام رعاية طلاب ذلك الموقع المسمى باسمه "المك نمر" فى عام 1946 الى معلم الاجيال عبد الحليم على طه(عليه فيض من رحمة الله) الى حين انتقاله نائبا لناظر مدرسة خورطقت فى يناير 1950 فكان نعم الاب لابنائه الطلاب ونعم الاخ لرفاقه من المعلمين الملحقين الذين كان من بينهم تلميذه فى كلية غردون "الامين افندى محمد الامين سنهورى"(رحمة الله عليه) الذى اقام فى داخلية "المك نمر" (هاوسماسترا) منذ انتقاله من مدرسة ودمدنى الاميرية الوسطى الى حنتوب عام 1947 الى حين ابتعاثه الى بريطانيا فى عام 1951 ليحل مكانه "هاوسماسترا" معلم العلوم القادم من الخور الخصيب"محمد صالح محمد" العاشق لحنتوب والمفتون بداخلية المك نمر.كما حل الاستاذ ابوبكرافندى صالح معلم اللغة الانجليزيه (الذى عمل ناظرا للقسم الشرقى فى مدرسة ودمدنى الاهلية الوسطى عام 1945) تيوترا على داخلية المك النمرخلفا للاستاذ عبدالحليم على طه.خلال عامى 1950 و1951. الاستاذ ابوبكر (عليه فيض من رحمة الله) من ابكار خريجى كلية غردون فى ديسمبر 1930(بعد تخرج الاستاذ عبدالحليم بعامين) ولكنه التحق بمصلحة المعارف(وزارة التربية والتعليم فى منتصف الثلاثينات من القرن العشرين) كان صارم القسمات . ما عرف اثناء بقائه خلال ذينك العامين ان حنتوبيا اوقعه حظه العاثر فى قبضته افلت من "النوم" على الكنبه (قطعة الاثاث) الوحيده القابعه فى المكتب الكائن بين مكتب شعبة الانجليزى ومكتب البيرسر.لم يكن بطبيعة الحال نوما هادئا من اجل الراحة او الاستجمام ولكن كلمة "نوم" هى فعل امرقاطع لا مناص من ان ينصاع له من ساقهم حظهم العاثرمن الطلاب الى تلك الغرفه فى يوم نوبتجية الاستاذ ابوبكرلتقع على مؤخراتهم اشد واقسى الضربات الموجعه .. والويل لمن "يقيف او يحاول الوقوف على حيلو" اثناء توقيع العقوبه فتلك الضربة لن تكون معدودة وستكون بديلتها اقسى وامر..وما قصة الصومالى المسكين الذى دخل فى شر اعماله مناكفة "للألفه" اثناء فترة المذاكره فى يوم كان ابوبكر افندى صالح "ماسترا أون ديوتى".. وكما سبق ان ذكرت انه هو اليوم الذى اذا وقع "دبوس"على ارضية تالته بتهوفن فى اقصى الشمال الغربى من فصول حنتوب لنسمع صوت وقوعه فى محطة السكة الحديد جنوب ودمدنى من فرط الصمت المطبق فى كل ارجاء حنتوب فزعا وخوفا من الوقوع فى براثن الماستراون ديوتى فى تلك الامسيه ..واقع الامر فان الاستاذ ابو بكر كان ترس من تروس ماكينة النظام التعليمى والتربوى فى سودان تلك الازمنه ابتداءا من "الخلوه " التى كانت هى اساس سنوات التعليم الممتده فى لواحق سنواته وحيث كانت عبارة" ليكم اللحم ولينا العضم" هى وسيلة التاديب والتعليم فى آن واحد فى المرحلتين الاولية والوسطى ألآ ان العقوبة البدنيه فى المرحلة الثانويه لم تكن ذات صلة بالاخفاق الدراسى رسوبا فى امتحان مثلا اوتقاعسا عن اداء واجب اكاديمى كما كان الحال فى المرحلة الوسطى وانما كانت مرتبطة بتقويم السلوك اوتذكيرا للالتزام بالضوابط وعدم تخطى الخطوط الحمراء عند بعض المعلمين فمنهم من كان توقيعه العقوبة مصحوبا بقدر من العنف والتشفى والحنق واذلال الطلاب خاصة من بعض المعلمين البريطانيين الذين كان مسترويرسويك نموذجا لهم.. وحتى بعض معلمى ذلك الزمان من السودانيين الذين عملوا لبعض الوقت فى المدارس الوسطى قبل انتقالهم الى المدارس الثانويه تشبّعوا بروح الافراط فى توقيع العقوبة البدنيه وظلوا على قناعاتهم المتوارثه عمن سبقوهم من زملائهم او قدامى معلميهم ان العقومة البدنيه - الضرب بالعصا ايا كان نوعها هى الدواء الشافى الكافى لكل داء ولذا فان ما كان عليه الاستاذ ابوبكر من حزم مبالغ فيه او فيما بدت للطلاب من قسوة فى تعامله معهم فى حنتوب اوفى المدارس الوسطى معلما او ناظرا (فى مدرسة مدنى الاهلية الوسطى او فى غيرها) لم يكن يخرج عن مألوف نمط الحياة المدرسيه القائم على الانضباط واحترام النظام والالتزام بالاوامر والنواهى فى كل مكان والذى كان مبعثه الرهبه والخوف من السلطة اينما كانت مما كان يوجب على اهل السودان اجمعين اتخاذ الحيطه والحذرمن الوقوع تحت طائلة القانون...
وكان عام 1952 بردا وسلاما على ساكنى داخلية المك نمر بانتقال ألأأستاذ ابوبكر الى رئاسة وزارة المعارف ليحل استاذ العلوم محمد صالح محمد مكانه "تيوترا" للداخليه مع سكناه فيها الى حين "هاوسماسترا" فاتيحت له فرصة الجمع بين مهام الموقعين. "التيوترية والهاوسماسترشيب" مما مكنه من الالتصاق بطلاب الداخليه مثلما عرفوه عن كثب وتفاعلوا معه ودا واحتراما دام عبر السنين . فقدعرف طلآب حنتوب فى الاستاذ محمد صالح (رحمه الله)الوفيرمن اجمل الصفات والشمائل. حماسته الطاغيه لمن سعدوا بتدريسه اوبمن كانوا تحت اشرافه (رائدا لفرقتهم -ابا لفصلهم) او هاوسماسترا وتيوترا لداخليتهم)كان لسانه على الدوام يلهج ثناءا بالنابغين من طلابه ولا ينفك يذكرهم بمناسبة او بغيرمناسبه.. كان عاشقا للتعليم محبا لحنتوب. وبداخلية المك نمركان مفتونا وبطلابها كان معجبا يحملهم فى حدقات عينيه فى حله وترحاله.. يجوب ميادين مبارياتهم مع الداخليات الاخرى مشجعا ورافعا معنويات اللاعبين داخل الميدان ومثيرا لحمية زملائهم المشجعين فى خارجه وهم يشاركونه حماسته فترتفع معنويات اللاعبين وتلتهب جوانب الميدان تصفيقا وهتافا . وعند تحقيق طلابه فوزا حدّث عن حاله ولا حرج فتصيبه "هستيريا مك نمر" وتفيض مشاعره .. كان محبا لعمله ولطلابه بصورة غير مسبوقه ولعلى ذكرت فى مجال آخر حديثه عن حب المعلمين لطلابهم ولمهنتهم لما صار ناطرا لحنتوب فى وقت من الاوقات ..وانتقل الاستاذ محمد صالح الى مساكن المعلمين المتزوجين وخلفه استاذ اللغة العربية والتربية الاسلامية المرحوم محمد احمد محى الذين (عليه فيض من ررحمة الله)ضابطا مقيما فى داخلية المك نمر لفترة قصيرة ليحل مكانه استاذ التاريخ المرحوم ابراهيم عبدالله (بن جزيرة توتى المعطاءه) الذى بقى فى حنتوب لاكثرمن عشرة اعوام متصلة انتقل فى اواخرها الى داخلية على ينار هاوسماسترا وتيوترا قبل زواجه الميمون (رحمة الله عليه وعلى رفاقه فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين)
فى اواخر عام 1948 اجتمع الاستاذ عبد الحليم على طه وبقية العقد الفريد من المعلمين الملحقين بداخلية المك نمر ومعهم الاستاذ الامين سنهورى الضابط االمقيم ونثروا كنانتهم بين ايديهم وعجموا عيدانها وبعد فحص دقيق وتمحيص فى صبر واناة وقع اختبارهم على اثنين من خيرة طلاب السنة التالته المنتقلين الى السنة النهائيه هما(العميد بالقوات المسلحه لاحقا) محمد خير محمد سعيد(الشهير باسم "مخازن" لما حباه الله من صحة وعافيه وبسطة فى الجسم ..فضلا عن سمو الخلق واحترام النفس وحسن التعامل مع الطلاب كان من اعمدة الفريق الاول لكرة السله وقائد فريق العاب القوى المتميزفى رمى الجلة والرمح فضلا عن ضروب ذلك الجانب من النشاط الرياضى المتعدده) فاختير رئيسا اول كما اختاروا رفيقه (المرحوم) بابكر ايوب القدال (الذى بعد عمل متميز فى قسم الهندسه الميكانيكيه بادارة مشروع الجزيرة العملاق تولى رئاسة القسم خلفا لرئبس القسم البريطانى)رئيسا ثانيا.المرحوم قدال كان عدّاءا حنتوبيا لا يشق له غبار فى سباق المسافات الطويلة والقصيرة على حد سواء الى جانب ممارسته لعب كرة السلة والقدم..كان اختياررؤساء الداخليات يقوم على شتى المعايير فى مقدمتها قوة الشخصية و سعة الافق وحسن السيرة والتصرف ومعاملة الرفاق من الطلاب مع الحزم والانضباط والمشاركة فى اى من ضروب الانشطة المدرسيه..رياضية كانت اواجتماعيه فكان لداخلية المك نمربفضل تكاتف اساتذتها وطلابها واحساسهم بوحدة" الهدف والمصير" قصب السبق فى كثير من المنافسات الرياضيه..كرة قدم او سلة اوالعاب قوى على وجه الخصوص(ذلك المنشط الذى انتزعت ابولكيلك (الوليده) بطولته من "المك نمر" فيما يستقبل من السنين) ومن الذين عرفناهم فى بداية عهدنا بحنتوب من طلاب السنة الرابعة خلال عام 1949وقد نعموابالعيش فى داخلية المك نمروسعدوا برعاية استاذهم عبدالحليم على طه كان المرحومون ابن ودمدنى البارالقانونى الضليع عبد العزيزشدوالذى كان منذ صغره علم فى راسه ناربين شباب المدينة الفيحاء.وكان يرافقه فى المك نمر من ابناء الدفعه المرحوم المهندس على امير طه وعبدالرحمن على جلى وانضم الى مجموعتهم فى المك نمرلما آثر الانتقال اليها من داخلية النجومى فى لاحق من العام القانونى الكبير صالح فرح الذى طافت باسمه آفاق دولة ألأمارات.
وجاءت الاواخرمن ايام عام 1949 وختم الاستاذ عبد الحليم صلته بداخلية المك نمرمشاركا رفاقه من الاساتذة الملحقين ومعهم الامين افندى سنهورى وبعد استشارة طلاب السنة الرابعة المغادرين حنتوب بعد ادائهم امتحانات شهادة كمبردج (كما جرى العرف) وقع الاختيار على رؤساء داخلية المك نمر للعام 1950(وهو العام الذى فيه وفيما بعده صارالرؤساء ثلاثة بدلا من اثنين) فوقع الاختيار على "اللواء" لاحقا.. فضل الله حماد.. لاعب "الفيرست اليفين" الذى التحق بالكلية الحربية متخذا من القوات المسلحة مسارا تألق بين ضباطه وقياداته الى ان تقلّد فى لاحق من الزمان اعلى الرتب واختاره رفيق دربه جعفرنميرى فى وقت من الاوقات حاكما لأقليم كردفان .. وزامله على رئاسة الداخلية (الطبيب لاحقا) احمد خليفه ابو مدين رئيسا ثانيا ليكمل ثلاثيتهم (المرحوم) على يوسف شدو رئسا ثالثا. ولعل الذاكرة لم تسعفنى باستعادة اسماء من عاشوا فى داخلية المك نمر من خريجى صرحنا الكبير فى ديسمبر1950 الآ من سعدت بلقائه وبزمالته فى رئاسة وزارة التربية والتعليم لما جاءها منتدبا من وزارة الخدمة والاصلاح الادارى مديرا لادارة شؤون العاملين فى لاحق من السنين من بعد عمل لفترة من الزمان فى مجال التدريس وهو الاخ الكريم حسن الشيخ الطيب..الى جانب المرحومين الاستاذين الجليلين عبد العظيم على احمد وصالح عبد الرحمن الذى ظللت التقى به من حين لآخر وزاملته لفترة قصيرة جدا عام 1978فى مدينة الدمازين حاضرة مديرية النيل الازرق عند انتقالى اليها مساعدا للمحافظ للشؤون التعليمية والتربويه .. وكيف لى ألآ اذكر القانونى الكبير المرحوم يعقوب العوض الذى سعد كل من عاصره فى ذلك الزمان الزاهى الجميل بمساجلاته الشعريه وقفشاته الضاحكة الممراحه التى ظلت تزخر بها ليالى السمرفى داخليتى المك نمر وضيف الله حيث كان يقيم صديقه ورفيق دربه ووفيه الدرديرى ابراهيم (شفاه الله وعافاه ورحم كل من انتقلوا الى رحاب ربهم من زملاء صباهم فى الفردوس الاعلى)
وفى واخرعام 1950وفى اطارعملية اختيار رؤساء الداخليات وتحت اشراف الاستاذ ابوبكر افندى صالح كان لأبن شر ق السودان عبدالله عثمان - الفارع الطول القوى البنية الجسمانيه والعريض المنكبين الذى صال وجال فى ميادين كرة القدم وكرة السله وقاد فرق داخلية "المك نمر"فى كل منشط – كان له قصب السبق ان تم اختياره رئيسا اولا ..شاركه مسؤوليات ومهام الرئاسه زميله ابن ود مدنى البار ولاعب كرة القدم المتميز منذ ان كان طالبا فى المرحلتين الاوليه والوسطى المرحوم محمد عبدالله رمضان الذى كان فى مدرسة ودمدنى الاهلية الوسطى(عام 1947) نال ثقة زملائه ومعلميه وتم اختياره رئيسا لواحد من المنازل الرياضية فلا غرو ان ان يتم اختياره رئيسا فى حنتوب بفضل ما ازداد نضجا وسما قدرا بين رفاق دربه.وكان لاعب كرة السلة الضاحك الممراح ابن مدينة امدرمان المرحوم حسّان محمد عيسى هو من وقع عليه الاختيار ليكمل عقد الرئاسه فى داخلية المك نمرطوال عام 1951 فكان لثلاثتهم الفضل فى الحيلولة دون زيارة الكثيرين من رفاقهم للمكتب اياه و"النوم" على الاريكه الا فى القليل النادر..من ابناء الدفعة السادسة خريجو ديسمبر 1951 الذين سعدوا بالسكن فى داخلية المك نمركان النطاسى البارع الجيلى كرار ومن الاساتذة المعلمين الدكتور شريف الدشونى استاذ الاقتصاد الزراعى فى جامعة الخرطوم وصديقه ابن مدينة العلم والنور(رفاعه)الشيخ محمد احمد(ابوعصايه) الذى صال وجال فى مدارسها المتوسطة وفى ادارات تعليمها سنين عددا(متعهما الله بالمزيد من الصحة والعافيه) وفى المك نمراقام ابن مدينة ودمدنى البار المرحوم موسى محمدصالح (اعلى ابناء دفعته طولا ومن ارفعهم قدرا ومكانة فى رزانة وتعقل وخفة ظل وقلة حديث.مثلما كان الرياضى المنتشر فى كل ساحات الرياضه.. سباحة بضروبها المتعدده وتميزا فى سباق الضاحيه(الكروس كنترى)وبعزمه على الفوزبكاس المستر هولت المخصص كل عام للفائزالاول تمكن من التقدم على المرحوم عبدالرحمن الصومالى محرزا المركزالاول فى نهائى السباق عام 1950.. هوجعفرعلى الذى التحق بكلية الشرطه وعمل فى قواتها سنين عددا..وكان هناك دفع الله صالح لاعب كرة القدم المتميز فى "الفيرست اليفن" وفى جامعة الخرطوم والذى صار فى لاحق من الزمان مدير عام مصلحة المساحه. رحم الله من انتقل الى رحاب ربه ومد فى ايام من لا يزال ينتظر ومتعهم بالمزيد من الصحةوالعافيه.
عند تعطيل الدراسه فى بداية نوفمبر 1951 بعد مظاهرات طلابية متعدده ظلت تجوب ارض حنتوب كل مساء ختمناها باضراب شامل بسبب الغاء النحاس باشا- رئيس وزراء مصر– اتفاقية 1936 بين دولتى الحكم الثنائى من جانب مصر واعلان السودان جزءا لا يتجزأ من مملكة "الفاروق المفدّى"تحت التاج المصرى" بينما تمسكت بريطانيا بحقها فى مواصلة حكم السودان بموجب اتفاقية عام 1898.وقبل ان يغادر طلاب الثلاث سنوات الاولى داخلياتهم عائدين الى ذويهم تم اعلان اسماء رؤساء الداخليات للعام الدراسى 1952فكان القانونى الضليع الذى صارمن القضاة المشهود لهم بالكفاءة فى اشاعة العدل باصدارالاحكام المستقاة من روح ما كان امامه من قوانين وبينات من بعد ترو وتدقيق - المرحوم حسن على احمد (ابن منطقة شمال الجزيرة الفيحاء) الذى وقع عليه الاختيار لرئاسة داخلية المك نمرباجماع زملائه طلاب السنة الرابعه وموافقة الاساتذة الملحقين وتيوتر الداخليه – ابوبكر افندى صالح – عرفنا المرحوم حسن من المتقدمين اكاديميا فى كل المواد الدراسيه علمية كانت او ادبيه.مثلما كان من المتميزين رياضيا فى شتى ساحاتها عدوا وتعاطيا لكرة القدم.. قليل الكلام وفى همس وعند الضروره. وفى نظراته الثاقبه كانت تغوص فى شخصيته - منذ صباه الباكر- متطلبات الجلوس على منصة القضاء.. رحمه الله فى الفردوس الاعلى. وكان ابن ود مدنى الباراللواء خالد الامين الحاج (شقيق اللواء المقبول الامين الحاج - عليه الرحمة) من وقع عليه الاختيار لموقع الرئيس الثانى لداخلية المك نمر.. تميز سعادة اللواء دراسيا وعسكريا (فى فرقة الكديت الحنتوبيه) بفضل ما حباه الله بسطة فى الجسم والطول الفارع الى جانب علو شانه فى ممارسة كرة السله بين افراد الفريق الاول الذى كان من اعمدته الثابته.وكان المرحوم السيد النميرى من وقع عليه الاختيارليكمل منظومة رؤساء سنة 1952فى المك نمر(رئيسا ثالثا) تحت رعاية أستاذ العلوم المرحوم محمد صالح محمد اقامة (هاوسماسترا) وتيوترية فى آن واحد بعد انتقال الاستاذ ابوبكرصالح الى رئاسة الوزاره فى دسمبر 1951.
الاستاذ محمد صالح كان عاشقا لحنتوب مفتونا بداخلية المك نمر وبطلابها وبكل ما كان لها به صله..و بعد قرانه ورحيله من غرفة الاستاذ المقيم تواصلت علاقاته الممتده بالداخلية وطلابها فى غدوه ورواحه الى داره العامره وكلما جاءها زائرا يدلف الى عنابرها واحدا وراء الآخر ويترفق بالمقيمين فيها متجاذبا معهم الاحاديث موجها وناصحا فى ظرف وابتسامة دائمه ولم يكن ينسى ان يدلف الى غرفة رؤسائها ولا بد له من وقفة مع مصطفى حران ( فرأش الداخليةوامين اسرارها - رحمه الله) يبادله الحديث وتراهما يفيضان مودة فى انفراج اساريرى متكامل ولم تكن اشادة الاستاذ محمد صالح تقتصرعلى طلاب المك نمر فقط فقد كان للمرحوم مصطفى حران قدروافر ونصيب عظيم منها. وبما ان كل طلاب حنتوب كانوا فى حدقات عيونه طوال فترات عمله فيها.. معلما او نائبا للناظر(فى معية هاشم افندى ضيف الله) اوناظرا لها من بعد سنوات قلائل فانه كان على الدوام يفاخر بطلاب داخلية المك نمرحتى وهو بعيد عن حنتوب – فى مروى الثانويه التى قامت على يديه وحظيت بالكثير من التقاليد والاعراف الحنتوبيه الى حملها معه اينما سار وانتقل. وعند تحقيق ابناء المك نمرانتصارا فى اى من الانشطه كانت السعادة تغمره من اعلى شعرة على راسه حتى اخمص قدميه(رحمه الله فى الفردوس الاعلى)
وفى المك نمر اقام نفر كريم من ابناء الدفعه (رحم الله من انتقل الى رحاب ربه ومد فى ايام من لا يزال ينتظر) كان من اوئل من رحلوا الى دار الخلود والقرارفى ميعة الصبا وريعان الشباب من ساكنى المك نمر المرحوم عبد الحميد عبد المعطى ولما يكمل دراسته الجامعيه كما رحل الى رحاب ربه بعد عطاء متميز فى التربية والتعليم المرحومون عمراحمدابراهيم والمنسى عبدالله عطر الله ثراهما وجعل الفردوس الاعلى لهما ولرفاق دربهما مقرا ومقاما . وكان احد وزراء الزراعة السابقين ابّان العهد المايوى عليه فيض من رحمة الله عثمان عبدالرحمن حاكم من بين الذين سعدوا بالاقامة فى رحاب المك نمر مع المرحوم القانونى الضليع والرياضى الكبير المرحوم انورآدم ادهم الذى اختاره الله الى جواره بالامس القريب بعذ صراع طويل مع المرض. كان المرحوم انور من ركائز فريق كرة السله الاول ميزه فى ذلك طوله الفارع ونحافة قوامه المترابط المتناسق فى غير ضعف اوهزال .كان تعامله مع الكرة السهل الممتنع ويتبادلها مع رفاقه فى رشاقة وخفة بينه ولا بد لها حال انطلافها من بين يديه ان ينتهى بها المطاف داخل حلقة مرمى الخصم نازلة تهز شبكة الحلقة الدائرية الحديديه.ورغم انه لم يكمل دراسته فى حنتوب الآ انه كان رقما لا يمكن ان تغيب عن الذاكره سيرته العطرة.. طيب الله ثراه فى القردوس العلى.. هو المرحوم الشاعرالدبلوماسى الفذ ابن الدفعة المرحوم صلاح احمد ابراهيم وهو العلم الخفاق فى سماوات الشعروالادب والخلق الرفيع وقول الحق غيرهياب ولا وجل وهو من تم فصله من حنتوب فى اعقاب اضراب طلابها عن الدراسة تضامنا مع طلاب المدارس الثانوية الحكومية والاهلية احتجاجا على ايقاف 119 طالبا من ابناء الخور الخصيب عن مواصلة دراستهم فى اكتوبرمن عام1950 ولما تكمل "العمارة عامها الاول من عمرها المديد الآ ان امرابعاده من حنتوب رغم ما وجده من اسناد ودفاع والحاح لبقائه من الاستاذ محمدصالح لم يكن لمشاركته فى ذلك الاضراب وانما تم بسبب عبارة "يسقط الاستعمار"التى كان قد هتف بها فى ختام كلمته الحزينة الباكية تابينا وتذكارا لسيرة ومحاسن المرحوم حسن عبدالرحيم طالب السنة الاولى الذى وافاه الاجل المحتوم على قطار الشمال عائدا الى ودمدنى بعد زيارة الى ديار الاهل والاسلاف فى شمال البلاد اذ كانت تلك العبارة شرارة لمظاهرة عارمة جابت ارجاء حنتوب فى تلك الامسيه ..رحمهم الله اجمعين وحفظ الدكتور ربيع عمر بشيرومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه. فى ختام ما جادت علىّ به الذاكرة عن داخلية المك نمرارجو ان اعتذر لمن لم يرد تذكار سيرتهم مع رفاقنا عبر سنوات ذلك الماضى الزاهى الجميل ولهم العتبى حتى يرضون.
وانتقل بكم شمالا لنلتقى ببطل مغوار وزعيم سودانى فذ تم اختيار اسمه ليكون اسما لمقر سكن مجموعة خيّرة اخرى من طلاب الصرح الشامخ فى عام 1946 هوالادارى الذرب والتاجر المحنّك فى ادغال جنوب السودان "الزبير بن رحمه بن منصور" الذى ينتهى نسبه الى العباس بن عبدالمطلب.. عم النبى الكريم.. فهو من اسرة اقامت فى منطقة الجيلى – على بعد اميال قلائل شمالى الخرطوم. حيث كان مولده عام 1831 فى جزيرة "واويسى".عاش حياة حافلة بالعديد من الانشطة التجارىة (تجارة الريش وسن الفيل بين بحرالغزال واواسط السودان) مثلما كان نشاطه السياسىى ممتدا ومتواصلا فى قوة عزيمة وذكاء وفيرمما جعل الكثيرين من المؤرخين يعدونه فى منظومة زعماء السودان الغر الميامين. عند وفاته فى عام 1913 تم تشييع جثمانه فى موكب رسمى مهيب على عربية "مدفع" ونكست الاعلام وتمت مواراة جسده فى مقابر مدينة الجيلى.. رثته الشاعرة السودانية الشهيرة بأسم "بت مسيمس" بقولها "فى السودان قلال الما بشبهوك الناس .. يا جبل الدهب الصافى الماك نحاس"
عاش الزبير احداثا جساما فى السودان ومصر التى التحق زمانا بجيشها ليشارك فى صفوفه فى الحرب الروسية التركيه وتم تعيينه ابان فترة الحكم التركى المصرى حاكما على مديرية "بحر الغزال" التى اطلق على عاصمتها اسم "ديم زبير" بدلا من بايو. ومنحه خديوى مصر لقب "البكويه" عام 1867 و"الباشويه" عام 1875 جزاء له على تمكنه من السيطرة على مقاليد الحكم فى بحرالغزال فضلا عن مساعيه لفتح طرق التجارة بين بحرالغزال وكردفان ..وعبروشايات تنوقلت بين حاسديه من الناس الى ان وصلت الى مسامع لورد كرومر(الحاكم ألأوحد بامره فى مصر تلك الازمنة) فضلا عن عملية تزوير لخطاب قيل ان الزبير كتبه لأبنه يحثه على التمرد والخروج على الحكومه فى السودان ولكن ثبت خطل الوشاية المدّعاة كما ثبت ايضا تزويرالخطاب بمشاركة او بمباركة من "لورد كرومر" الذى كان يكن للوبير قدرا من الكراهية غير مسبوق وظل على قناعة تامة ان ثمة علاقة كانت للزبير وابنه فى زعزعة استقرار الحكم فى السودان. فى عام 1879كان مقتل ابنه "سليمان" الذى اصبح واحدا من اسباب توترعلاقاته بمصر وبحكامها. ولعل مما لابد من الاشارة اليه ان كانت امنية الجنرال غوردون بعد عودة الصفاء بينه وبين الزبير(بعد تبيان واثبات عملية التزويرالمشار اليها) ان يعود الزبير معه الى السودان لمشاركته فى اكمال مهمة اخلاء السودان من القوات المصريه عقب انتصارات قوات المهدى المتلاحقه ايمانا منه بان الزبير كان اكثر السودانيين تأهيلا واقتدارا على تولى الحكم فى السودان بتنصيبه حاكما عاما وانه واثق وعلى قناعة كاملة ان الانصارلا بد ا ن سينفضوا طال الزمان اوقصر من حول المهدى حال وصول الزبير الى البلاد نسبة لما عرف عنه من ورع وتقوى وقوة شخصية جعلته يحظى باحترام السودانيين كافه الى جانب انتهاء نسبه الى عم الرسول الكريم الآ ان كراهية لورد "كرومر" للزبيرحالت دون الاستجابة لطلب غوردون رغم الحاحه على مرافقة الزبيرله الى السودان. ولقى الزبير باشا المزيد من عنت الانجليز بنفيه الى جبل طارق من عام 1885 الى 1887ليتم فك اسره ويعود الى مصرويسمح له بالعودة الى السودان بعد وساطة السيرريجنالد ونجت الذى خلف لورد كرومر حاكما عاما على السودان فى عام 1903ولكنه عاد الى مصر مرّة اخرى فى عام 1909 وبقى فيها الى 1912و كانت رحلته الاخيرة الى السودان حيث شهد عام 1913 انتقاله الى دار الخلود والقرار بعد حياة حافلة بالحركة والتنقل والنشاط التجارى والسياسى.. رحمه الله فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين.فلا غرو ان يجد التكريم من معلمى الاجيال بتخليد ذكراه فى صرح تعليمى شامخ يتناقل سيرته العطره الطلاب وتبقى ذكراه حية متقدةعلى مر الزمان.
وكانت داخلية "الزبير" التى تميزت بموقعها المجاورلقاعة الطعام و"شفخانة" حنتوب ان جعلتها ملتقى للطلاب القادمين الى القاعة او الزائرين لزملائهم المرضى وكان شانها شان رفيقاتها الداخليات الخمس ألأوائل مقرأ لأقامة خليط من الطلاب الوافدين من كلية غردون الى حنتوب فى اكتوبر 1946تحت اشراف ورعاية معلم جليل من اكابررفاق دربه الذين عرفوا بالحزم والانضباط هو"السنى افندى عباس ابوالريش" رئيس شعبة العلوم وامتدت فترة "تيوتريته"عليها اربع سنوات الى ان تمت ترقيته الى وظيفة نائب الناظرفى ينايرمن عام 1950 حينما آلت مهمة آلأشراف عليها الى المستر "كوين" معلم اللغة الانجليزيه الذى تولى كذلك الاشراف على فرقة التدريب العسكرى(الكديت). ألآ انه لم يكن من اقام "هاوسماسترا فى داخلية الزبير من المعلمين طوال فترة بقائنا فى الصرح الشامخ حتى نهاية ديسمبر1952وانما كان هوالمشرف على المختبرات (معامل العلوم) الريح افندى الامين الفارع الطول الداكن اللون قليل الحديث والذى كان يواصل نهاره بامسياته داخل المعامل اعدادا وتجهيزا لما كان يحتاجه معلموالعلوم من ادوات ومواد ومعدات لا تحصى ولا تعد يعاونه فى ذلك "عبد الباسط" الذى لم يكن يسمع منه غير"تمام وحاضر يافندم". رحم الله الرجلين (ان كان الريح افندى قد انتقل الى رحاب ربه) بقدرما قدّما وبذلا من جهود مقدرة فى تجرد ونكران ذات وجعل الفردوس الاعلى مقرا ومقاما لهما.
فى اواخرعام 1948 اختير لرئاسة الداخليه الطالب عبد الساتر محمد عبد الساتر(رحمه الله رحمةواسعة بقدرما هدى وارشد رفاقه وزملاءه فى داخلية الزبيرطوال عام 1949وما بعدها كمعلّم وناطرمقتدراعطى وبذل وانتفع طلابه بعلمه وخبرته فى التعليم المتوسط. وكان ألأدارى الذرب المحنّك فى سلك ألأدارة العامة على رأس كل موقع تم اختياره لتولى مهام النهوض به هومن كان تذكار اسمه ثنائيا "عبدالله عمر" كافيا لمعرفة من الرجل (حفظه الله ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه) الرئيس الثانى فى ذات داخلية الزبير يشارك المرحوم عبدالساتراعباء الرئاسة وقيادة رفاقهما من طلاب الداخليه بما استحقاه من ثقة تيوترها السنى افندى عباس والمعلمين الملحقين. زاملهما من ابناء الدفعة الرابعه(خريجى ديسمبر1949) عبدالعزيز النصرى حمزه (سفير السودان فى الولايات المتحده فى لاحق من الزمان(رحمة الله عليه بين الصديقين).. ومعلم اللغة الانجليزيه الفذ فى المرحلتين المتوسطة والثانوية الخيراحمد حسن( رحمه الله).. فى اواخر العام اودع عبد الساتر وعبدالله عمر قياد رئاسة الداخليه لاثنين من رفاقهما التحقا بعد تخرجهما بوزارة المعارف وتنقلآ سنين عددا فى مؤسساتها التربوية تعليما داخل حجرات الدراسة وادارة بذلا وعطاءا لم تحده حدود وانتقلا الى رحاب ربهما يجنيان الخلد والأجرمن رب غفور كريم ..احدهما من ابناء كردفان هوالرياضى المتمكن الطيب سيف الدين (سنترفرود الفيرست اليفن ) رئيسا اولا وعمر الامين من ابناء مدينة العلم والنور"الدويم" رئيسا ثانيا. وشاركت مدينة ودمدنى فى رئاسة الداخليه فى شخص ابنها "يونس عبدالوهاب" مكملا عقد الرئاسة الثلاثى الاضلاع .. اقام فى داخلية الزبير من رفاق الدفعة الخامسه ممن اتخذوا التعليم مهنة ومسارا بعد المرحلة الثانويه المعلمون المرحومون احمد عبد العظيم وعمر خالد مضوى اللذين ذاع صيتهما بين معلمى المرحلة المتوسطة الا ان الاجل المكتوب عاجل المرحوم عمر فى ريعان الشباب وواصل احمد مسار حياته متنقلا بين اقسام وزارة التربيه الى ان انتقل الى رحاب ربه وهو يعمل ملحقا ثقافيا وممثلا للوزارة فى "اليونيسكو" فى باريس وهو من شهدت له اللغة الانجليزية باجادتها تعبيرا وتحريرا ..ومن الاطباء عاش بين رفاقه يفيض رقة وانسانية وتعلو محياه ابتسامة دائمة هوألأأديب المتحدث فى هدوء وترو وسكينة,, على عبدالرحمن الذى جمع بين الطب والادب وهو الذى كانت له اسهامات ومداخلات متعددة فى اركان النقاش والمنافسات الشعريه ومسابقات الخطابة على مسرح حنتوب وداخلية الزبير وغيرها .. من الاداريين كان المرحومون احمد بابكر عيسى وكيل مجلس الوزراء ابان العهد المايوى والشهير ب "احمد افندى" لأنضباطه قولا وفعلا . ورحم الله موسى عبد الغنى حمدون الذى عاجلته المنية فى بدايات سنوات عمله اداريا فى مدينة مريدى ابان التمرد فى عام 1955 ولما يكمل اربعة اشهر بعد تخرجه فى كلية الآداب بكلية الخرطوم الجامعيه فى ابريل من نفس العام.. كان رحمه الله الضاحك الممراح ..المنفتح على الدنيا.مستشرقا ما فيها من مستقبل كان يرجو ان يمتد به ليتذوق حلاوة العمل فى الاداره التى ظل طوال عامه الجامعى الاخيرمتشوقا ومتطلعا للانخراط فى احدى وطائف نوّاب مآميرها وهى الوظائف التى اصبحت لاحقا تحمل اسم"مساعد ضابط "فى المحالس البلدية اوالريفيه عند تغييرالنظام الادارى بانشاء نظام الحكم المحلى .. لن ننسى تغنيه وفرحته بقرب انهائه دراسته فى الكليه وهو يسارع الخطى للالتحاق "بالاداره" التى كانت قبلة خريجى جامعة الخرطوم لما كان فيها من "بريستيدج" اجتماعى وبهرج سلطوى مستمد من النظام الادارى الحاكم فى السودان.. فهاهوموسى (رحمه الله)كان يتغنى مع الكثيرين من رفاقه متطلعين الى ذلك المستقبل الزاهى الذى كانوا جميعا يحلمون به فى رحاب "مراكز" المديريات وهم يشاركونه الغناء مرددين: " يا اداره جئناك وبنلبس الكاكى .. يا طيبة الاخلاق" اشارة الى زى نواب المآميرالذين كان ينتهى بهم المطاف فى لواحق الزمان الى تولى وطائف مديرى مديريات السودان التسع ونوابهم. وفى الزبيراقام ايضا صاحب الشخصية الفذة الذى كان يفيض ظرفا منقطع النظيرولاتكتمل البهجة بين ابناء الدفعة الا فى حضوره ..هو"الزبير رجب " وكفى بالاسم تذكرة لكل من سعد بزمالته فى الصرح الشامخ..او لما ذاع صيته ابّان العهد المايوى سنين عددا..كان من اصدقاء المرحوم جعفر نميرى المقربين منذ ايام حنتوب وامتدت العلاقة الوطيدة بينهما سنين عددا كما ظل مع زميليه المرحوم محمد احمد عبد الواحد وطه صالح(متعه الله بالصحة والعافيه) ريحانة منظومة رفاق دربهم خريجى الدفعة الخامسه فى ديسمبر 1950 و لأ بد ان ياتى عند تذكار سيرة افراد تلك المنظومة الخيره الفريده من طلاب تلك الدفعة ان يطل المرحوم عثمان محمد الحسن (عليه فيض من رحمة الله) بوجهه الصبوح وبابتسامته المشرقه وخفة ظله وهو الذى عاصر التجربة البرلمانيه والتشريعيه فى السودان من "ديى ون" (بعد تخرجه فى كلية الخرطوم الجامعيه عام1955 ) عبر سنوات الديموقراطيه ألأولى وابّان عهود الحكم الشمولى العسكرى مترجما واداريا نشطا فى البرلمان السودانى الاول بعد الاستقلال ومن بعده فى المجلس المركزى ومجلس الشعب المايوى) اداريا ومترجما ذربا متمكنا من ناصية اللغتين تحدثا وتحريرا لينتهى به مطاف عمله وخبراته الديوانىه مديرا لقسم الدراسات الاضافيه فى جامعة الخرطوم..
وسارت الايام بابناء الدفعة السادسه(حريجى ديسمبر1951) ساكنى داخلية الزبير يتقدمهم المرحوم حسن احمد الحويرص الذى تسلم الراية من الطيب سيف الدين (عليه فيض من رحمة الله)رئيسا اولا لذاخلية الزبيرخلال عام 1951 وفى معيته زميله سبيل ابكر رئيسا ثانيا يشد من ازرهما النطاسى البارع دكتوراحمد على الطيب(الشهير ب"قندران" ) رئيسا ثالثا مكملا المنظومة الرئاسية ..زاملهم اقامة طوال سنوات دراستهم من ألأطباء المقتدرين ادارة وعلما الضاحك الممراح خفبف الظل والحركة احمد ايوب القدال (متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه) الذى ظل مشرفا على عمليات استئصال الملاريا سنين عددا واصبح عميدا لكلية الطب فى جامعة سنارلاحقا. ومن الذين كان لهم نصيب فى الاقامة فى داخلية الزبير من المعلمين استاذ العلوم المتفرد وبحرها الزاخر ابن مدينة بارا المرحوم عبدالحميد محمد مدنى الذى صال وجال فى مختبرات المدارس الثلاث الكبرى وتولى "النظارة" قائدا للعملية التربوية فى الخورالخصيب والخرطوم الجديده مثلما حظيت مدرسة الابيض الثانويه للبنات من مساره الادارى التربوى سنين عددا. سعدت بزمالته فى حنتوب عام اليوبيل الفضى وبصداقته فى لواحق السنوات والايام..وفى اواخر سنوات عمله اختير لتولى ادارة التعليم بكامل مراحله فى الاقليم الشمالى وما ان بلغ سن التقاعد بعد حياة حافلة كان له لقاء محتوم مع كتابه المسطورحالما بلغ الستين من العمر فانتقل الى رحاب ربه فى الاواخر من شهر ستمتبر عام 1992يجنى الخلد والاجرمن رب غفور كريم جزاءا لما قدم وبذل واعطى وعلم وارشد وهدى (رحمة الله عليه فى الفردوس الاعلى) زامله فى ساحات التعليم والتربيه كما زاملاه العيش فى داخلية الزبير الشيخان الجليلان ابن الحصاحيصا البار مبارك عبد الوهاب المنصورى الذى صال ايضا وجال فى ميادين كرة القدم و مدارس المرحلة المتوسطه بعد تخرجه فى حنتوب ثم فى المدارس الثانويه لينتهى به المطاف اداريا محنكا فى جامعة الجزيره وكان ثالثهما ابن مدينة العلم والنور (رفاعه) رفيقهما ألأستاذ مصطفى محمد سعيد (شقيق العميد محمد خير محمد سعيد رئيس اول داخلية المك نمرعام 1949 ).
ولما هل عام 1952 كان احمد ابراهيم على (دريج) فد تبوأ مقعده على رأس قائمة القياديىن فى حنتوب ورؤساء داخلية الزبير..دريج علم فى راسه نار منذ التحاقه بالصرح الشامخ فى فبراير1949 متفردا بين زملاءالدراسة بطوله الفارع ومتميزا بذكائه الوقّاد وبخفة حركته وظله واطلاق نفسه على سجيتها بين ابناء حنتوب القادمين اليها من كل فج عميق فى سعة افق وحلاوة حديث وابتسامة مشرقة دائمه. كان المشارك فى المناشط الرياضية على اختلاف انواعها..فى كرة السله صار واحدا من ركائز فريقها الاول وفى العاب القوى تفوق فى العاب الميدان (القفز العالى والطويل) اكثر مما كان له باع فى سباقات العدو. بعد تخرجه فى جامعة الخرطوم كان له مسار طويل فى مختلف مواقع الخدمة المدنية والسياسيه فى مصلحة العمل ..خاض غمار السياسة ابّان الفترات الديموقراطيه نائبا برلمانيامفوها وزعيما للمعارضه ووزيرا وحاكما لأقليم دارفور. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه. رافقه على رئاسة الداخلية رئيسا ثانيا المعلم الكبير المرحوم كمال عبدالعزيزحارس مرمى حنتوب عام 1952( تقبله الله بواسع من رحمته مع رفيق دربه رئيسا ثالثا المرحوم النطاسى ابراهيم عوض رحمه الله بين الشهداء والصديقين)
من رفاق الدرب خريجى الدفعة السابعه فى ديسمبر1952اقام فى داخلية الزبير المرحوم عبدالسلام بابكر الازيرق الذى سعدت بزمالته فى كل فصول مدارس مراحل تعليمنا الثلاثه ليلتحق بادرة مشروع الجزيره مع نخبة مختارة من زملاء الصبا تم ابتعاثهم الى بريطانيا للتعرف والتدرب على عمليات "فرز" القطن قبل ارساله الى آلات المحالج. عاجلته المنية وهو ريعان الشباب (رحمه الله رحمة واسعة) مع من لحقوا به من ابناء تلك الدفعه.. المهندس محمد عبدالكريم عساكرالذى تدرج فى وظائف وزارة الرى الى ان تم اختياره وكيلا للوزاره ثم تعيينه مفوضا فى حكومة الاقليم الاوسط برئاسة المرحوم عبد الرحيم محمود ابّان العهد المايوى.ورحم الله ابراهيم عبدالرحمن الخبير فى مستشفى الذرّه وفى ادارة الابحاث الطبية التابعة للمجلس القومى للبحوث سنين عددا. وكان من بين تلك المجموعة الخيّرة من رفاق الدرب المرحوم احمد محمد الهادى الذى انهى حياته بنفسه (نسأل له الرحمة والمغفرة) .. ومد الله فى ايام الدكتور صلاح الدين السعيد وا بن العيلفون الباراحمد محمد الامين مدير ادارة التامينات بوزارة المالية سابقا. وابن مدينة كسلا البار ألأدارى الذرب سليمان عثمان فقيرى الذى بدأ حياته معلما بالمدارس الثانويه وانتقل الى مجال الادارة مرتقيا سلم وظائفها الى ان تم تعيينه محافظا لمديرية كسلا ابّان الحقبة المايويه. وكان ممن اقاموا فى داخلية الزبيرعبد العزيزحاجى دعاله الصومالى الجنسيه..الشقيق الاصغر لخريج الدفعه الخامسه فى ديسمبر 1950 احمد حاجى دعاله.
وبأذن واحد احد تتواصل الذكريات عن المكان الساحرفى حلقات قادمات عن داخليتى صاحب الطبقات والقائد ود النجومى اللتين تكملان مصفوفة الداخليات الثمان قبل بناء داخليتى ودعدلان وجماع فى لاحق الزمان..فابقوا معنا راجيا لكم صياما وقياما واجرا ومغفرة. والى لقاء.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.