زمبرة، عندما كان صغيروني كانت ترسله والدته عليها الرحمة والرضوان لدكان نجار في الحي كان يستأجر جزء من بيتها الذي تركه لها ولديها كمصروف شهري. زمبرة كان يحب ولايحب إن يذهب لاحضار قروش الايجار. يحب الذهاب لأنو من خمس جنيهات الايجار، كان له النصيب. ابخمسة!، بحاله. وهو يكفي للسينما ومعاهو سندوتش..وايضا كان لايحب، لأنو النجار عكليته، وجلدة!. لا بدفع المبلغ في مواعيده، مع إن والدته تطالب بالايجار يوم خمسة من كل شهر. فكم مرة رجع زمبرة، خالي الوفاض. واحيانا ، تقطع وتقسم طيلة الشهر وندفع بالقطارة..المدهش انو النجار لا يشكو بيته، أبدا من قلة الفئران. بل كان يستمتع بلحم الغزلان!. مرة ، زمبرة كان في اجازة مع شقيق روحه القاضي. كان القاضي يسكن لوحده في مدينة كوستي. بعد قليل سمع زمبرة، طرقا على الباب. ذهب وفتح الباب. وجد شابا بالباب يحمل في يده ورقة. قدمها لزمبرة. كانت هناك كارو!،يجرها حمار بالقرب منه عليها شاب آخر، ثم صبي الكارو والتي عليها متاع بسيط.. على الورقة كان مكتوب، " أرجو السماح للشابين حاملي هذا المكتوب بالسكن بالبيت"..عرف زمبرة، لاحقا أن الشابين من مدينة ربك، ويدرسان بكوستي الثانوية. كانا يستاجران غرفة من سيدة، نجحت في كسب قضية اخلاء لتعذر الشابان من دفع الايجار.. في بداية الثمانينات من القرن الماضي، كان زمبرة يزور بيت ايجار مشهور في حي ودنوباوي بأمدرمان. البيت كان يسكنه السيد كرار عليه الرحمة والرضوان وهو من أبناء كسلا وكانت تسكن معه ثلة من ابناء كوستي...كان البيت يمثل احدى مراكز تواجد أولاد كوستي بالعاصمة المثلثة. زمبرة، كثيرا ما يقضي عطلة نهاية الاسبوع معهم.، حيث يحلو السمر ويبددون رهق وهموم العمل والدراسة. فكانت هناك حلة القطر قام الشهيرة!. وققشات كيمو الدولي، التي ترد الروح، ونقاشات هلال مريخ التي لا تنتهي. عمل زمبرة باحدى منظمات الاغاثة التي كانت تهتم باطفال الشوارع. كان اولا، يسكن مع قريبه. ثم استاجر احد البيوت بالحاج يوسف لمدة ثلاثة أشهر..الطريف في الأمر، مع أنه دفع مقدم الايجار للثلاثة اشهر، إلا أنه لم يسكن فيهو ولا يوما واحدا. وذلك مرده، أن أسرة صديقه، تسكن بالقرب من محل عمله، كانت تريد إن تسافر لزيارة ابنها بامريكا وتبحث عن شخص ليحرس البيت..فكان زمبرة..مرت الأيام، وغادر زمبرة البلد، ثم عاد للزيارة في 2006 ووجد كل شئ مختلف. زار منزل شقيقه العزابي، وايضا في ودنوباوي، وهو مستأجر أحد البيوت. كانت تسكن معه أيضا مجموعة من أبناء كوستي. زمبرة، حاول دخول الحمام، ثم خرج بسرعة البرق. فقد خربته بلاد الهجرة!. سأله شقيقه ما الخطب؟. فقال زمبرة، ياخي الحمام ده، نادية كومانشي ذاتا لا تستطيع استخدامه!. عندما وصل زمبرة لندن، أول شئ لفت انتباهه هو قصة الايجار بالاسبوع دي..شوية شوية بلعها على مضض وقطعها في حنانو. ثم فجأة، جدع الباسبورتي وقبض الانكم سبورتي!. ويا روح ما بعدك روح!. من وين يعني يجيب ليهم قروش الايجار الاسبوعي ده..ديل بهظرو ولا شنو..وكمان بالاسترليني.. مقدمو اللجوء في بريطانيا تقدم لهم الدولة خدمات السكن والإعاشة حتى يجدوا العمل. أما في امريكا، فتاكل نارك من الأيام الأولى لقدومك..فالخيار عندك هو تدق صدرك وتركب ظلط العمل لتغطي قروش الايجار. او تجازف اهلك أو معارفك أو اصدقائك حتى تجد عمل ، ثم تتوكل بعد ذلك لتبحث لك عن سكن خاص..كتر خير السودانيين ما بقصرو ابدا، ودائما أهل مروءة وحارة في وقوفهم مع القادم الجديد راكبين رأس!. مرة، سوداني دخل امريكا بطريقة غير شرعية عبر المكسيك- شكيتو على الله- ده دخل كيف المكسيك ذاتا!. قبضت عليه السلطات وادخلته سجن في مدينة دنفر بولاية كلورادو..كان هذا الشخص، حلو المعشر وعظيم السلوك، داخل السجن، وقبل محاكمته، طلب من ناس الشرطة، بأنه يريد إن يقابل أحد السودانيين بالمدينة. سألته الشرطة، اعطينا الاسم والعنوان. فقال لهم لا اعرف!. فقالوا له، هل انت جادي؟. قال لهم، نعم. اذهبوا واحضروا لي أي سوداني!؟.. بعد أيام احضرت الشرطة له سوداني!. فدار بينهما حوار مقتصر، ثم ضمن المواطن السوداني المتهم!، ثم اخذه معه إلى بيته المستأجر.. لم تمر مدة طويلة، حتى قبلت الحكومة طلب لجوءه، ثم حصل على عمل ورحل لبيت إيجاره الجديد!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////////