التدبر في آيات القرآن الكريم والتفكر فيها توجيه رباني ورد في أربعة عشر آية قرانية, منها آيتان بصيغة (يتدبرون) في سورتين من السور: 1- الآية 82 من سورة النساء :( أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لو جدوا فيه إختلافاً كثيرا). 2- و الآية 24 من سورة محمد :( أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها ). أما صيغة:(يتفكروا) فقد وردت في آيتين في سورتين أيضاً وهما : 1- الآية 184 من سورة الأعراف :( أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنّة إن هو إلا نذير مبين). 2- و الآية 8 من سورة الروم :( أو لم يتفكروا في أنفسهم ماخلق الله السموات والأرض و مابينهما إلا بالحق وأجل مسمّي و إن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون). وأما صيغة :( يتفكرون ) فقد جاءت في عشر آيات هي : الآية : 44 من سورة النحل ؛ و : الآية : 42 من سورة الزمر؛ و : الآية : 176 من سورة الأعراف ؛ و: الآية : 13 من سورة الجاثية ؛ و : الآية : 21 من سورة الحشر ؛ و : الآية : 69 من سورة النحل ؛ و: الآية : 24 من سورة يونس ؛ و: الآية : 11 من سورة النحل ؛ و : الآية : 3 من سورة الرعد ؛ و : الآية :21 من سورة الروم . وخلال تفكري و تدبري في الآيات أثناء تلاوة القرآن لفت إنتباهي ورود العدد العديد من الأسماء في تلك الآيات بما يتطابق- من حيث اللفظ و المعني- مع ما يسمّي به السودانيون مواليدهم . ففكرت في إستقصاء هذه الظاهرة وسبر أغوارها بما يوفقني الله إاليه من تتبع لها و بحث وحصر , فكانت حصيلة ما توصلت إليه هذه الدراسة التي لا تدّعي كمالاً ولا تستنكف المراجعة والتصويب متي اتضح لغيري من الدارسين والباحثين مايستوجب ذلك. و لتسهيل مهمة القارئ في إستيعاب الأسماء الواردة في هذه الدراسة والتعرف علي التباينات والإختلافات التي إعترتها من حيث اللفظ و المعني , فقد صنفتها في واحد و عشرين عنواناً هي : 1- الأسماء ذات الصلة بأسماء الله الحسني وببعض سور القرآن الكريم . 2- التسمي بأسماء رسول الله (ص) ونبيّه والمشتق منها . 3- التسمي بأسماء الرسل والأنبياء و الملائكة . 4- الأسماء المتعلقة بالصفات التعبدية والمناسك والشعائر. 5- الأسماء التي تعبّر عن نعم المولي عز وجل ومنافعه وأفضاله و هباته . 6- الأسماء التي تتفاءل بحرز الله تعالي و قدرته و عونه . 7- الأسماء التي تحمل صفات المؤمن القوي و السبيل إليها . 8- الأسماء التي تدل علي الرضا والقبول والشكر لله . 9- الأسماء التي تقر بالإستسلام لله و الإعتماد عليه و الإبتهال إليه . 10- الأسماء التي تستمطر البركة وتدل علي الراحة المعنوية والجسدية ونعمة التوفيق . 11- الأسماء التي تدل علي جوامع الهداية والعلم و المعرفة و إقبال البشارة. 12- الأسماء التي تتصل بالمنطق و الحجة و البيان. 13- الأسماء الموحية بالسلطان و القوة و الغلبة. 14- الأسماء ذات الصفات المستحسنة حساً و معني. 15- الأسماء التي تعبّر عن الوجدان و العواطف الإنسانية و السمو و البشاشة. 16- الأسماء التي تناولت الجنة و أسماءها ونعيمها. 17- أسماء الكواكب و النجوم و النور والضوء. 18- معالم الأرض و مصادر المياه و الزروع و الأنعام. 19- الأسماء التي تتناول الأمكنة والأزمنة و المواقيت . 20- الأسماء المنبثقة عن الأجناس و الأعراق و أعمار الناس . 21- الأسماء الخاصة بالمال والمعادن والأحجار الكريمة. إن التفكر و التدبر في صلة أسماء السودانيين بما يطابقها من أسماء وردت في القرآن الكريم أو ماهو مشتق منها أو مقتبس , يفتح - في نظري - باباً قديماً جديداً من أبواب الذكر . فحين تتردد تلك الأسماء علي الألسنة ويتناولها التعبير الأدبي و الفني في الأشعار أو المدائح أو الأوراد أو الأناشيد أو الأغاني أو لوحات التشكيل , فإنها تنطوي علي أدق معاني التعبد و أرق دلالات التوحيد وحب صاحب الرسالة المحمدّية وتلقائية الإقتداء برسل الله , و إستجلاء آيات الله في الكون و خلق الإنسان و أخلاقه و تدبير حياته وتقرير مصيره في الدنيا و الآخرة . و ذكر الله بهذا الفهم اليقيني , لابد أن ينداح - من بعد - علي حياة مطلق الناس و إجتماعهم و معاشهم . و هو بهذا الفهم قمين بأن تنعكس آثاره علي الناس في السودان - وحياً ورسالةً - حيث الحاجة ماسة إلي مراجعة و إعادة تدبير و تنظيم شؤون البلاد و العباد بإعمال العقل وتفعيل القيم الربانية الفاضلة و شحذ العزائم و الإرادات القوية . و لعمري فإن التدبر و التفكر في أسمائنا , لهو من الذكر الذي يجلب البركةويفتح أبواب الأمل و يجيب الدعاء. - نواصل - عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.