تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأريخ الصراع والعلاقات بين السودان ومصر 32 ق م -7 م (3) .. بقلم: د. أحمد الياس حسين
نشر في سودانيل يوم 20 - 03 - 2021

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

1 عصر الولاة 7 – 9 م
تناولت الحلقتان الماضيتان تاريخ الصراع والعلاقات بين السودان ومصر في عصر الفراعنة والمرحلة الأولى من فترة الحكام الأجانب في مصر حتى الفتح العربي في القرن السابع الميلادي. وتتناول هذه الحلقة تاريخ الصراع والعلاقات بين البلدين من المرحلة الثانية لفترة الحكام الأجانب لمصر من القرن السابع وحتى القرن العشرين الميلادي. وتشمل عصر الولاة وعصور الأسر المستقلة بحكم مصر
مقدمة
وأرى قبل الشروع في تناول أحداث هذه الفترة ضرورة التوقف قليلاً لمراجعة فهمنا للبداية المبكرة لعلاقة السودان بالمسلمين في مصر، لأن فهمنا لتلك العلاقات في فترتها المبكرة يسوده الكثير من الاضطراب وعدم الدقة والوضوح. ويرجع ذلك بصورة رئيسة إلى سببين:
السبب الأول: يعود إلى الخلط وعدم الوضوح في المقصود من كلمة النوبة ومملكتهم في نصوص المصادر العربية التي تناولت حروب المسلمين المبكرة في جنوب مصر تحت مسمى النوبة. فمن هم أولئك النوبة؟
النوبة مفهوم واسع يختلف باختلاف العصور والمصادر. فالمصادر اليونانية والرومانية أطلقت اسم النوبة (Nubae) في القرون السابقة للميلاد والقرون الميلادية المبكرة على سكان شمال كردفان وشمال دارفور الحاليتين. (Strabo, Geography, Book xvii, p7) كما أطلقت المصادر اليونانية أيضاً اسم النوبة (Nubaei) على سكان بعض المناطق الشرقية للنيل (بليني، التاريخ الطبيعي، في سامية بشير دفع الله ص 70) الذين ربما كانت مواطنهم على النيل الأزرق (سامية بشر دفع الله ص 70)
وأطلقت المصادر الرومانية اسم النوباديين (Nubadae) على سكان مناطق الصحراء الغربية للنيل جنوب مصر والذين استقدمهم الرومان عام 296 م للاستقرار على النيل جنوب أسوان. (Mac Michael, Vol. 1, p 24: Arkell, p178; Milne, p 99; ونتر، ص 2)
وأطلقت المصادر الاثيوبية اسم النوبة Noba على قطاعات كبيرة من سكان مملكة مروي، يقول عنهم عيزانا في نقشه: "حاربتهم على نهر تكازى [نهر عطبرة] ... وأحرقت مدنهم المشيدة بالقصب والمشيدة بالطوب، وأخذت طعامهم وحديدهم ونحاسهم، وحطمت التماثيل في معابدهم وخربت مخازنهم وقطنهم، وألقيت بكل ذلك في النيل ... ووصل جيشي إلى حدود النوبة الحمر وهزموهم" (Arkell, p 122) هذا بعض ما جاء في وصف عيزانا عن النوبة.(تفاصيل ذلك في أحمد الياس حسين، السودان الوعي بالذات ج 1 صفحات 165 – 194، أحمد الياس حسين، مراجعات، صفحات 84 - 91)
وأما كلمة النوبة في المصادر العربية فلها دلالات متعددة وقد ناقشت ذلك بالتفصيل في الجزء الثاني من كتاب السودان: الوعي بالذات (صفحات 157 - 162) وفي كتاب مراجعات (صفحات 91 – 97) ويكفي هنا الإشارة إلى أن المصادر العربية أحياناً تطلق لفظ النوبة على سكان مملكة مريس (نوباديا) ومملكة مقرة ومملكة علوة، وأحيانا أخرى تحصر اسم النوبة على سكان مملكة مريس فقط. يقول ابن سليم الأسواني "أعلم أن النوبة ومقرة جنسان بلسانين كلاهما على النيل، فالنوبة هم: المريس المجاورون لأرض الإسلام، وبين أوّل بلدهم، وبين أسوان خمسة أميال" (ابن سليم ص 89) وأتى نفس المعنى عند المسعودي (مروج ج ص 18) والجاحظ (مسعد ص 405)
فالنوبة هنا هم المريس المجاورون لأرض الإسلام" وتمتد حدود مريس جنوباً إلى الشلال الثالث. (ابن سليم ص 89) ولذلك عندما دخل المسلمون مصر كانت هنالك ثلاث ممالك على النيل وهي مملكة مريس تجاور حدود مصر الجنوبية، وتمتد حدودها إلى الشلال الثالث وعاصمتها بجراش (فرس) ثم تليها جنوباً بعد الشلال الثالث مملكة مقرة وعاصمتها دنقلة، (ابن سليم ص 92 - 96) ثم مملكة علوة وعاصمتها سوبة. "سوبة' تكتب في أغلب المصادر العربية المبكرة بالتاء المربوطة)
فمن هم النوبة المريس على حدود مصر الجنوبية؟ أجاب على ذلك المسعودي بقوله:
" كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لما افتتح عمرو بن العاص مصر كتب إليه بمحاربة النوبة، فغزاهم المسلمون، فوجدوهم يرمون الحدق وأبى عمرو بن العاص أن يصالحهم، حتى صرف عن مصر، ووليها عبد اللّه بن سعد، فصالحهم على رؤوس من السبي معلومة، مما يسبي هذا الملك المدعو بملك مريس المجاور للمسلمين من غيرهم من ممالك النوبة وغيرها من أرض النوبة المقدم ذكرها فيما سلف من صدر هذا الباب". (المسعودي، مروج الذهب ج 2 ص21)
فالمسعودي وضح أن النوبة هم سكان مملكة مريس الذين حاربهم عبد الله بن سعد وصالحهم على دفع السبي، وهو الصلح المشهور باسم "معاهدة البقط" فأين وقعت حرب عبد الله بن سعد مع النوبة سكان مملكة مريس؟ يوضح ذلك ابن حوقل حيث يقول:
"أسوان افتتحها عبد الله ابن أبي سرح سنة إحدى وثلاثين، وافتتح هيف وهي المدينة التي تجاه أسوان من غربي النيل، وقد تدعى قرية الشقاق، وافتتح ابلاق وهي مدينة في وسط النيل على حجر ثابتة وسط الماء منيعة الجزيرة وبينها وبين أسوان ستة أميال، وبحذائها على النيل من جهة الشرق مسجد الرّوينيّ وقصر آليه، وتحت المسجد بيعة النوبة، وهو آخر حد الإسلام وأول حد النوبة." (ابن حوقل، صورة الأرض ص 55)
فحروب عبد الله بن سعد كانت مع ملك مريس كما ذكر المسعودي الذي عاش في القرن التاسع الميلادي، ووقعت تلك الحروب في منطقة أسوان كما ذكر ابن حوقل الذي عاش في القرن العاشر الميلادي بخلاف ما ذكره المقريزي -الذي عاش في القرن الخامس عشر-أن المسلمين حاربوا ملك النوبة في دنقلة. فالخطأ الواضح في فهمنا لعلاقة المسلمين المبكرة مع السودان هو اعتمادنا فقط على ما ذكره المقريزي باعتباره حقيقة مسلم بها ونتجاهل ما ذكره المسعودي وابن حوقل.
السبب الثاني: في اضطراب فهمنا لأحداث العلاقات المبكرة بين السودان والمسلمين في مصر هو أن فهمنا لهذه الفترة تأسس على حدث واحد وهو معركة عبد الله بن سعد عام 31 ه 641 م باعتبارها المعركة الفاصلة بين المسلمين والنوبة من جانب، وبارتباطها في أذهاننا من جانب آخر بمعاهدة البقط التي نعتقد خطأً أنها تعتبر بداية دخول العرب في السودان وأنها وجهت العلاقات بين السودان والمسلمين في مصر في القرون التالية، بينما تناولت المصادر العربية عدد كبير من المعارك والمراجعات والتعديلات المتتالية للاتفاقيات والمعاهدات كما سيتضح فيما يلي.
ذكر المقريزي: "وأوّل ما تقرّر هذا البقط على النوبة في إمارة عمرو بن العاص، لما بعث عبد الله بن سعد بن أبي سرح، بعد فتح مصر إلى النوبة سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وعشرين في عشرين ألفاً، فمكث بها زماناً، فكتب إليه عمرو يأمره بالرجوع إليه. فلما مات عمر رضي الله عنه، نقض النوبة الصلح الذي جرى بينهم وبين عبد الله بن سعد، وكثرت سراياهم إلى الصعيد، فأخربوا، وأفسدوا، فغزاهم مرّة ثانية عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهو على إمارة مصر في خلافة عثمان رضي الله عنه، سنة إحدى وثلاثين." (المقريزي، المواعظ في مسعد ص 300)
روى البلاذري عن شيخ من حمير قال: شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب، فلم أر قوما أحد في حرب منهم ... فدخلت خيولهم أرض النوبة كما تدخل صوائف الروم، فلقى المسلمون بالنوبة قتالاً شديداً ... فانصرفوا بجراحات كثيرة وحدق مفقوءة، فسموا رماة الحدق. فلم يزالوا على ذلك حتى ولى مصر عبد الله بن سعد بن أبى سرح" (فتوح البلدان، ص 236 ، 238)
صوائف الروم يعني بها غزوات المسلين من الشام على دولة بيزنطة المعروفة في المصادر العربية بدولة الروم في منطقة تركيا الحالية. وكان المسلمون يغيرون عليها مرتين في السنة مرة في الصيف ومرة في الشتاء. ويعني ذلك أن المسلمين كانوا دائمي الحروب مع النوبة منذ دخولهم مصر عام 641 وحتى عام 651م.
وجاء عند ابن عبد الحكم "اقتتلوا قتالاً شديداً وأصيبت يومئذ عين معاوية بن حديج وأبي شَمِر أبرهة وحَيويل بن ناشرة فيومئذ سموا رماة الحدق، فهادنهم عبد الله بين سعد إذ لم يطقهم" (ابن عبد الحكم، ص2)
وهكذا وقعت عدد من المعارك بين المسلمين والنوبة كما هو واضح في النصوص أعلاه، ويذكر نص ابن عبد الحكم أعلاه أن عبد الله بن سعد صالحهم إذ لم يطقهم. ويعني ذلك أن عبد الله بن سعد لم ينتصر عليهم وأن ملكهم لم يبد "ضعفاً ومسكنة وتواضعاً" كما جاء في نص المقريزي. كما يفهم من نص المقريزي أيضاً أن عبد الله بن سعد كان قد وقع صلحاُ مع النوبة في إمارة عمرو بن العاص أي قبل أن يتولى ولاية مصر وقبل موقعة عام 31 ه التي اقترنت بمعاهدة البقط. فهل وقع عبد الله بن سعد صلحين مع النوبة؟ وكيف كانت شروط الصلح الأول؟ ولماذا نتجاهل كل ذلك؟
من الواضح أن المسلمون خاضوا عددا من المعارك قبل معركة عبد الله بن سعد الأخيرة عام 31 ه 651 م، ثم خاضوا عددا من المعارك مع مملكة مقرة في القرون التالية كما يتضح من الجداول أرقام 1 و2 و3.
وكما انحصرت معرفتنا للعلاقات بين المسلمين في مصر وبين السودان على نص اتفاق واحد بين هو النص المشهور بمعاهدة البقط كما ذكرها المقريزي بينما توجد في المصادر العربية لتلك المعاهدة او الصلح عدد كبير من النصوص. فقد تتبعت نصوص هذه الاتفاقية في 12 مصدرًا وجدت نحو 40 نصا لذلك الاتفاق والتعديلات التي جرت عليه، وقد ذكر المقريزي نفسه ثمانية نصوص لذلك الاتفاق وتعديلاته (أنظر نصوص اتفاقيات المسلمين وممالك السودان في ملحق الفصل الرابع من الجزء الثالث من كتاب السودان: الوعي بالذات وتأصيل) وفي الجدول رقم 1 سبع إشارات لمراجعة وتعديلات المعاهدات بين مملكة مقرة وولاة مصر. ومع كل ذلك فإننا نرجع الى نص المقريزي فقط نستدل به ونوثق به كل ابحاثنا متجاهلين الكم الهائل من النصوص الأخرى.
وأخيراً فإن اضطراب فهمنا للعلاقات المبكرة بين المسلمين والسودان وعدم دقة ذلك الفهم وما ترتب عليه من مسلمات غير سليمة يرجع في الأساس إلى اعتمادنا على نتائج معركة واحدة وصلح أو معاهدة واحدة مع عبد الله بن سعد عام 31 ه 651م.
أحداث العلاقات بين السودان ومصر 7 - 20 م
يمكن تناول هذه الفترة تحت المراحل التالية:
1. المرحلة الأولى فترة حكم الولاة في مصر بين القرنين 7 – 9 الميلاديين، وهي الفترة الممتدة من بداية فتح مصر حتى قيام الأسر التي استقلت بالحكم. أحداث هذه الفترة في الجدول رقم 1.
2. المرحلة الثانية فترة الأسر التي استقلت بحكم مصر بين القرنين 9 – 20 وسأتناول في البداية الأسر التي حكمت بين القرنين 9 – 13 الميلاديين وكونت دولها المحلية عندما فقدت الخلافة في بغداد سلطتها المركزية على الولايات في القرن التاسع الميلادي، مع اعتراف تلك الدول بالسلطة الاسمية للخلافة العباسية وهي: الدولة الطولونية والدولة الإخشيدية، ثم الأسرة الفاطمية التي أسست الخلافة الفاطمية. ثم عادت مصر إلى دائرة الخلافة العباسية اللامركزية في عهد الدولة الأيوبية. أحداث هذه الفترة في الجدول رقم 2.
3. فترة حكم المماليك بين القرنين 13 – 16 ثم فترة الحكم العثماني بين القرنين 16 – 20 الميلاديين.
وقد أخذت الجداول الموضحة لهذه الموضوعات من الجزء الثالث من كتابي "السودان الوعي بالذات وتأصيل الهوية" مع القليل من التعديل. وسيجد القارء الكريم تفاصيل أحداث هذه الجداول في الكتاب.
عصر الولاة القرن 7 – 9 م
يبدأ عصر الولاة في مصر ببداية فتحها في القرن السابع الميلادي، وقد بدأت العلاقات بين السودان ومصر مبكرا منذ دخول جيش المسلمين مصر. فقد انفرد الواقدي برواية استنجاد البيزنطيين بملكي النوبة والبجة، وذكر أن كليهما استجاب وأرسلا جيشين كبيرين لمساعدة البيزنطيين إبان حصار المسلمين لمدينة البهنسا. (فتوح الشام ج 2 ص 60) ولم تشر المصادر العربية الأخرى لهذه الرواية.
وبدأت بين السودان ومصر مباشرة بعد انتصار المسلمين على البيزنطيين، فقد ذكر البلاذري أن عمرو بن العاص لما فتح مصر بعث "إلى القرى التي حولها الخيل ليطأهم. فبعث عقبة بن نافع الفهرى، وكان نافع أخا العاص لامه. فدخلت خيولهم أرض النوبة كما تدخل صوائف الروم (البلاذري ص 238)
ثم توالت المعرك بين المسلمين والنوبة يغير كل منهما على الطرف الآخر حتى تولى عبد الله بن سعد إمارة مصر، وخاض المسلمون المعركة المشهورة التي انفرد المقريزي بوصفها حيث ذكر أن جيوش المسلمين حاصرت مدينة دنقلة عام 31 ه / 641 م ورموهم بالمنجنيق الذي لم تكن النوبة تعرفه " وخسف بهم كنيستهم بحجر، فبهرهم ذلك، وطلب ملكهم واسمه: قليدروث الصلح، وخرج إلى عبد الله وأبدى ضعفاً ومسكنة وتواضعاً، فتلقاه عبد الله ورفعه وقرّبه، ثم قرر الصلح معه على ثلاثمائة وستين رأساً في كل سنة. (المقريزي، المواعظ في مسعد ص 300)
ويلاحظ أن نص المقريزي الذي اقتطفنا جزءاً منه أعلاه لم يرد في كل المصادر العربية الأخرى. وتوجد في تلك المصادر العربية نحو 35 روايات أخر من روايات صلح عبد الله بن سعد لا تشبه هذه الرواية لا في محتواها ولا في حجمها (نصوص الروايات في ملحق الفصل الرابع من الجزء الثالث من كتاب السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية)
ولم تشر المصادر العربية إلى العلاقات بين المسلمين والنوبة بعد معركة عام 31 ه / 651 م وحتى مستهل القرن الثامن الميلادي حيث تناولت المصادر مراجعة والي عبد العزيز بن مروان لاتفاقية عبد الله بن سعد، إذ وجد من بين بنودها تقديم المسلمين الخمر للنوبة مقابل الرقيق، فاعترض على ذلك. فقد تضمنت كل نصوص صلح عبد الله بن سعد التي رواها الرواة المبكرين ودونتها كتب الفتوح والتاريخ منذ القرن التاسع الميلادي تضمنت كل تلك المصادر التزام المسلمين بدفع المقابل للرقيق مثل روايات ابن عبد الحكم البلاذري والطبري والمقريزي والنويري وابن الأثير وابن الفرات. ومن أمثلة هذه الروايات:
1. ذكر الطبري (ص 36) على النوبة: "هدية عدة رؤوس منهم يؤدونهم إلى المسلمين في كل سنة، ويُهدى إليهم المسلمون في كل سنة طعاماً مسمى وكسوة من نحو ذلك."
2. وأورد ابن خرداذبة (ص 34) رواية جاء فيها: "صالحهم على ثلاثمائة رأس هدية، ليست بجزية ولا خراج، ولهم على المسلمين العوض على الموادعة، وهم أصحاب الزرافة التي تهدى إلى الخلفاء."
3. ذكر ابن الأثير (ص 168) أن عبد الله بن سعد: "صالحهم على هدية عدة رؤوس في كل سنة، ويهدي إليهم المسلمون في كل سنة طعام. وأمضى ذلك الصلح عثمان ومن بعده ولاة الأمور"
4. ذكر كل من النويري (ص 222) وابن الفرات (258) رواية جاء فيها: "نعطيهم شيئاً من قمح وعدس ويعطونا رقيقاً، ولا بأس بما يشترى من رقيقهم"
5. ذكر ابن خرداذبة (ص 34) أن عبد الله بن سعد: "صالحهم على ثلاثمائة رأس هدية ليست بجزية ولا خراج. ولهم على المسلمين العوض على الموادعة"
بينما أتت الرواية التي ذكرت الرقيق فقط بدون عوض عند المسعودي والمقريزي.
وكان عدم التزام الطرفين ببنود الصلح التي تشترط دفع الرقيق بالمقابل من أهم أسباب الحروب التي نشبت كثيراً بين ولاة مصر ومملكة مقرة بعد ضمها لمملكة نوباديا نحو مستهل القرن الثامن الميلادي. كما كانت الخلافات بين المسلمين والأقباط في مصر تؤدي في كثير من الأحيان إلى تدخل مملكة مقرة عسكرياً للدفاع عن الأقباط.
وقد ذكرت المصادر أن مملكة مقرة لم تدفع ما تقرر عليها من الرقيق لأربعة عشر عاما فأنذرهم الخليفة العباسي المعتصم بالحرب ان لم يدفعوا ذلك. فأرسل ملك مقرة زكريا الثاني الذي حكم 822 – 872 م كما في قائمة مصطفى محمد مسعد أو 822 – 856 كما في قائمة مونرو Munro-Hay (أنظر قوائم الملوك في الملحق رقم 3 الفصل الثالث من كتاب السودان: الوعي بالذات) أرسل ابنه وولي عهده الأمير جورج لمقابلة الخليفة العباسي في بغداد.
وتناولت مفاوضات الأمير جورج في بغداد أموراً متعددة، ووجدت مطالبه القبول من الخليفة. ووافق على إعفائهم مما كان عليهم من البقط، وجعل دفعه مرة كل ثلاث سنوات بدلاً من كل سنة، وأجرى لهم في ديوان مصر عند وصول البقط سبعمائة دينار وأشياء أخرى. وكتب له الخليفة كتاباً بذلك بقي في يد النوبة كما عبر المقريزي. وافق الخليفة على إطلاق سراح المقُرّيين المحبوسين في مصر. ووهب له الدار التي نزل بها في بغداد، وأمر بشراء دار له في كل منزل ينزله على الطريق لتكون دوراً لرسلهم. وكان الأمير قد امتنع عن دخول دار أيّ أحدِ في طريقه. (ابن المقفع ص 85 والمقريزي ص 305).
فهنا لدينا اتفاق جديد مع مملكة مقرة يعدل اتفاق عبد الله بن سعد تعديلا شاملاً، وموثق بكتاب من الخليفة العباسي ومع ذلك فنحن لا نرجع إليه، بل لا ترد الإشارة إليه في كل كتبنا الدراسية وفي أغلب الدراسات التي تتناول علاقة المسلمين بمملكة مقرة حتى أصبح نص اتفاق عبد الله بن سعد الذي ألغته التعديلات والمراجعات المتعددة كما يتضح في الجدول رقم 1 هو المرجع الوحيد في كتاباتنا التاريخية.
وكما اتسمت معرفتنا بالعلاقات بين مملكتي نوباديا ومقرة بالاضطراب وعدم الدقة تبدو كذلك عدم العناية بأحداث العلاقات بين البجة والمسلمين في مصر. فقد بدأت علاقة البجة قبل اكتمال الفتح العربي لمصر عندما طلب منهم البيزنطيين مساعدتهم في تصديهم لجيش المسلمين. فقد ذكر الواقدي (فتوح الشام ج 2 ص 60) أن البجة أرسلوا جيشاُ كبيراً لمساعدة البيزنطيين أثناء حصار المسلمين لمدينة البهنسا. ثم عقد المأمون مع البجة صلح شبيه بالصلح الذي وقع مع مملكة نوباديا.
ولم أجد في المصادر العربية ما يؤيد هذه الرواية ولكن بوركهارت -ونقل عنه بدج -أشار إلى هذا الحدث. وذكر أنه وجد في تاريخ مدينة البهنسا [Oxernchus في صعيد مصر] وصول جيش كبير من البجة والنوباديين بقيادة مكسوج ملك البجة وغالٍك ملك النوباديين لنجدة المسيحيين الذين حاصرهم المسلمون في مدينة البهنسا، وبلغ عددهم 50000 جندي ومعهم 1300 فيل. ووصف الجنود على الأفيال وسلاحهم بنفس وصف الواقدي" وأضاف بوركهارت أن وصول جيش البجة تؤيده سلسلة من الأدلة الموثوق بها. (Burkhardt, Vol. 2 f. n. 63 p 528; Bugge, Vol. 2 p 184)
بدأ أول اتصال بين البجة والمسلمين في مصر منذ عصر عبد الله بن سعد، فقد ذكر ابن حوقل: "فإن عبد الله بن أبي سرح لما فتح مدينة أسوان وكانت مدينة قديمة أزلية، وكان عبر إليها من الحجاز قهر جميع من كان بالصعيد وبها من فراعنة البجة وغيرهم" فربما كان المقصود بفراعنة البجة هنا البليميين الذين رأينا أنه كان لهم وجود في صعيد مصر. (ابن حوقل، صورة الأرض ص 55)
وربما المقصود بالبجة هنا هم المِجا سكان المناطق الواقعة شرقي أسوان، لأن ابن عبد الحكم ذكر عند حديثه عن حملة عبد الله بن أبي سرح على مملكة نوباديا: "فتجمع له في انصرافه على شاطئ النيل البجة، فسأل عنهم فأخبر بمكانهم فهان عليه أمرهم فنفذ وتركهم، ولم يكن لهم عقد ولا صلح، وأول من صالحهم عبيد الله بن الحبحاب." (ابن عبد الحكم، ص 10)
ولم يوضح ابن عبد الحكم أو المصادر الأخرى الأحداث التي أدت إلى هذا صلح عبيد الله بن الحبحاب. ويبدو أنه حدثت مواجهة بين البجة والمسلمين قد تكون انتهت بحرب أو بدون حرب ووقع الطرفان فيها هذا الصلح. وذكر ابن عبد الحكم:
"ويزعم بعض المشائخ أنه قرأ في كتاب ابن الحبحاب فإذا فيه: ثلاثمائة بكر كل عام حتى ينزلوا الريف تجاراً مجتازين غير مقيمين، على أن لا يقتلوا مسلماً ولا ذمياً فإن قتلوه فلا عهد لهم، ولا يؤوا عبيد المسلمين، وأن يردوا أباقهم إذا وقعوا، وقد عهدت هذا في أيامهم يُؤخذون به ولكل شاة أخذها بُجاوي فعليه أربعة دنانير وللبقرة عشرة. وكان وكيلهم مقيماً بالريف رهينة بين المسلمين." (ابن عبد الحكم، ص 10)
ولم يؤد الصلح الذي وقعه ابن الحبحاب معهم (ابن عبد الحكم ص 10) إلى تحسين العلاقات. فقد أشارت المصادر العربية إلى غاراتهم المتكررة على صعيد مصر. وذكر ابن سليم (ص 105) أن "أذيتهم كثرت على السلمين" ودارت عدد من المعارك بين البجة والمسلمين مثل حملات حكم النابغي وابن الجهم والقمي – كما في الجدول رقم 1 -إلا أن كل ذلك لم يؤد إلى إنهاء التوتر في العلاقات طيلة عصر الولاة.
جدول رقم 1 العلاقات بين مملكتي نوباديا ومقرة والبجة مع المسلمين في عصر الولاة
التاريخ-ميلادي
الحدث
المصدر
641
جيوش ملك النوبة وملك البجة لمساعدة البيزنطيين
الواقدي، فتوح الشام، ج 2 ص 60
641-651 م
غارات على مملكة مريس (نوباديا) تقريباً 5 معارك
ابن عبد الحكم في مسعد ص 7 البلاذري ص 238
651
حرب وصلح عبد الله بن سعد
ابن عبد الحكم في مسعد ص 7 البلاذري ص 238
651
مصالحة عبد الله بن سعد للبجة شرق النيل
ابن عبد الحكم في مسعد، ص 10
قبل عام 707
الاعتراض على تضمين الخمر في الصلح النوبة
المقريزي، الخطط ص 304
700 – 710
ضمت مملكة مقرة مملكة نوباديا
Vantini, p 36; Adams, p 453
684 – 704
مراجعة والي مصر لصلح عبد الله ابن سعد
البلاذري في مسعد ص 304
718 – 720
مراجعة الخليفة عمر بن عبد العزيز لصلح ابن سعد
الطبري، في مسعد
قبل عام 723
صالح عبد الله بن الحبحاب البجة
ابن عبد الحكم، في مسعد ص 10
723 - 742
غزو المقرة: الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك
النويري وابن الفرات (مسعد ص 222 و258)
723 - 742
تعديل الاتفاق بعد حرب الخليفة هشام أعلاه
ابن المقفع، ص 82
749
جملة ملك مقرة على مصر
ابن المقفع، في مسعد س 78
قبل عام 758
شروط اتفاق مختلفة في رسالة والي مصر 758
Blumley An Eighth-Century Letter
758
رسالة والي مصر إلى ملك مقرة
مجلة الآثار المصرية، انظر حاشية رقم 10
754- 775
غزو المقرة: عصر المنصور
النويري وابن الفرات (مسعد ص 222 و258)
775- 785
مراجعة الخليفة المهدي لصلح عبد الله بن سعد
البلاذري (مسعد ص 27)
826
مراجعة والي مصر لصلح عبد الله بن سعد
المقريزي (الخطط مسعد ص 304)
827
هجوم البجة على مدينة قفط
ابن حوقل، صورة الأرض ص 57
827
حملة الحكم النابغي على بلاد البجة
ابن حوقل، صورة الأرض ص 57
831
كثرت غارات البجة على المسلمين
ابن سليم ص 109
831
حملة ابن الجهم على بلاد البجة
ابن سليم ص 109
831 - 857
تكامل الغرب بأرض المعدن بعد حملة ابن الجهم
ابن حوقل ص 57
قبل عام 833
وفد ملك النوبة للمأمون في مصر لعرض نزاع على أراضي بالقرب من أسوان
المقريزي، الخطط، موقع الوراق ج 1 ص 249
834 – 845
مراجعة الخليفة المعتصم لصلح عبد الله بن سعد
المقريزي (الخطط مسعد ص 305)
834 - 845
سفارة الأمير(ابن ملك مقرة) للخليفة العباسي المعتصم
ابن المقفع، ص 85
847 – 861
حملة اللقمي على بلاد البجة، ميناء صيحة/صنجة
البلاذري، فتوح البلدان ص 249، الطبري، ص 29
847 – 861
زيارة ملك البجة علي بابا (أولباب) بغداد
أبو المحاسن، ص 381، ابن حوقل 69
847 - 861
زار ملك مقرة بغداد
انفرد ابن حوقل ص 69 بهذه الرواية
المراجع
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية
- البلاذري، فتوح البلدان. بيروت: دار الكتب العلمية 1983
- بليني، التاريخ الطبيعي، في سامية بشير دفع الله، السودان في كتب اليونان والرومان.
- أحمد الياس حسين، السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية، الجزء الأول, الخرطوم:مركز بناء الأمة للبحوث والدراسات 2018.
- أحمد الياس حسين، السودان: الوعي بالذات وتأصيل الهوية، الجزء الثاني الخرطوم:مركز بناء الأمة للبحوث والدراسات 2012.
- أحمد الياس حسين، مراجعات في تاريخ السودان، الخرطوم: مركز بناء الأمة للبحوث والدراسات 2018.
- ابن حوقل، كتاب صورة الأرض. بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة 1979
- ابن خرداذبة، المسالك والممالك، في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية
- سامية بشير دفع الله، السودان في كتب اليونان والرومان، الخرطوم: جامعة السودان المفتوحة 2008.
- ابن سليم، كتاب تاريخ النوبة
- ابن عبد الحكم، فتوح مصر وأخبارها، تحقيق محمد الحجيري. بيروت: دار الفكر 1996.
- ابن عبد الحكم، فتوح مصر وأخبارها، في مصطفي محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية
- ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام والعصور بسية الملك المنصور قلاون في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية
- ابن الفرات، تاريخ الدول والملوك في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية
- بو المحاسن، النجوم الزاهرة في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية
- المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر. القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى، 1958\
- مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية: مجموعة النصوص والوثائق العربية الخاصة بتاريخ السودان في العصور الوسطى الخرطوم: جامعة القاهرة 1972.
- المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، في مصطفي محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية
- المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، موقع الوراق
- ابن المقفع، أنظر تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية في مسعد، المكتبة السودانية
- النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب في مسعد، المكتبة السودانية ص 222.
- الواقدي، فتوح الشام، بيروت: دار الجيل.
- Arkell, A. J. (1955), A History of the Sudan from the Earliest Times to 1821. London: University of London.
- Blumley, Martin "An Eighth-Century Letter to the King of Nubia" Journal of Egyptian Archeology Vol. 61 (1975)
- Blumley An Eighth-Century Letter
- ; E. A. Wallis Budge, The Egyptian Sudan: its History and Monuments. London: Kegan Paul, Trench Trubner &Co. Vol. 2 184
- Burckhardt, John Lewis, Travels in Nubia, London: Draft Publishers Limited 1987, f.n. 63 p 528
- Mac Michael, H. (1967). A History of the Arabs in the Sudan. London: Frank Cass & Co. Ltd. 2nd ed.
- Milne, J. G. A History of Egypt under the Roman Rule.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.