الدليل علي أن شركة دلة افكو بمطار جيزان الإقليمي كان علي رأسها علم ظلت كثير من الجهات والمواقع الأخري تطلب خدمات مترجميها متي ما دعت الحاجة إلى ذلك . وأنا مترجم حديث العهد بفنيات الترجمة وسحرها الفتان ومانتطلبه من حضور ذهن ورباطة جأش خاصة في التعامل الفوري الذي لا مجال فيه للتوهان والسرحان والمحركة التي تطيح باعتي المترجمين حتي لو كانوا من منسوبي المنظمات العالمية ذات الشأن والصولة واللمعان . استدعاني المستر ( دوغلاس ويلسون ) مدير الموقع إلي مكتبه وكان معه مندوب من سجن جيزان الكبير وسمعت من مديرنا الخواجة البريطاني بعض الكلمات فهمت منها أنني ساخرج مع الضيف المندوب الي مقر عمله ذلك المكان حيث يتواجد منكودوا الحظ وراء القضبان وأنني سأقوم بالترجمة اللازمة مابين بعض النزلاء وضباط السجن . اندهشت وزال كل توتر ملأ علي أقطار نفسي عندما استقبلني عدد من الضباط بحفاوة بالغة وكرم حاتمي وشرعنا في المهمة التي استدعيت لها وتمت بنجاح وبعدها أصر أحد الضباط أن يوصلني بنفسه إلي المطار حيث موقع شركة دلة افكو وحكي لي في الطريق ما أثلج صدري وافرح فؤادي وكانت عيونه تبرق من الحماس وعباراته تنضح بالصدق والعرفان بالجميل قال وكأنه يرتجل قصيدة عصماء في التغزل والهيام بجمال السودان البلد المضياف الكريم الذي قضي فيه هو وزملاء له من السعودية وبعض دول الخليج بل من بعض الدول العربية وأفريقيا اجمل لحظات أعمارهم وهم طلاب بكلية السجون السودانية هذه الكلية المتخصصة والوحيدة في كل العالم العربي والافريقي التي تخرج ضابط السجون عالماً في مجاله مسلحا بعلوم شتي ومعارف متنوعة هذا خلاف الضبط والربط والتعامل الإنساني عالي المستوي مع النزلاء مما يجعلهم يشعرون بأنهم في أيد أمينة وكثير منهم تبدل حالهم وانخرطوا في الحياة بروح جديدة مليئة بالتفاؤل وحب الآخرين اقتداء بحسن المعاملة والمهنية في أسمي معانيها التي وجدوها من ضباط السجون السودانية الذين كانوا محل عز وفخار لبلادنا الغالية . ودار الزمان دورته واطلت الإنقاذ بوجهها الكالح وامتدت يدها القذرة إلي كلية السجون السودانية وصفتها دون أن يرمش لها جفن كما فعلت مع حنتوب وبخت الرضا وسودان ايرويز والنقل البحري والمكانيكي وغيرها من معالم البلاد النابضة بالحياة المدرة للخير الوفير والعملة الصعبة والسمعة الرنانة التي جعلت من بلادنا شامة افريقيا ودرة العالم العربي ولكن بسبب جشع أهل الإنقاذ وحبهم للمال الحرام فقدنا الكثير وصرنا يدا سفلي ننتظر الاغاثات كلما جادت علينا السماء بمطر غزير وكلما فاض النيل ومعه الطمي وأسباب الحياة . هل من عودة هل لكلية السجون السودانية ... نأمل ذلك في القريب العاجل خاصة وقد انزاح كابوس الإنقاذ الي الأبد . حمدالنيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي . مترجم صف علي وزن ضابط صف . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.