تحية طيبة خرجت صفحاتكم الإلكترونية بالعنوان التالي (الوظيفة الأولى للبرلمان السوداني القادم) ، واحتوت علي مضمون أن البرلمان القومي القادم (برلمان منسجم إلى أقصى حد ممكن وهذه ميزة فريدة كبرى له) . وهذه فرية كبري لا أعتقد أن أحداً يصدقها علي الإطلاق ونربأ بأن تنشر ولكنها بمجرد نشرها فلابد من الرد عليها . السيد الكاتب ، من المعروف أن ما يسمي بالبرلمان المبجل الذي كتبت عنه كأنه ناجم عن ديموقراطية ويستمينستر تم اختيار أعضائه قبل قرابة العامين وقد ناداهم الأرباب وقال لهم ، ما ديرين دوشة جبناكم نحن وصرفنا قروشنا عليكم . هذا يعني أنه برلمان نعم . ولكن صدقتم في شيئ واحد وهو أنه له ميزة فريدة وهي أنه كله برلمان نعم وما في ملاواة فيه ، أمضي ، يمضي ، أمشوا بيوتكم يمشوا بيوتهم بلا دوشة ولا إزعاج . أما قولكم في أنه : لا يُشغل بمهام برلمانية عظمى وسينشغل حتما بمهام سياسية صغرى هي جماع الإحن والضغائن، والحزازات والاشكالات القبلية والجهوية . وأن هذا آخر ما نرجو أن ينشغل به هذا (البرلمان العظيم) الذي جاء حسبما نصت الرسالة بتكوينه الحالي (فخرا لدولة الإنقاذ والحركة الإسلامية والشعب السوداني العظيم) . فهذه كانت أقوالا مشابها لما يأتي في نشرات المؤتمر الوطني وهو متوقعاً من بعد الفوز العظيم . يا أخواننا ، إلي متي هذا النفاق وإلي متي المداهنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل نستمر إلي خراب سوبا ، أم أن المقتولة ما بتسمع الصيحة ؟؟؟ البلد في حالة تشليع وكاتب المقال لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم وإن فهم لا ينفذ وإنما يذهب إلي إتجاه الدمار . ما هو الاتجاه القومي الإنمائي الذي يمكن أن يتجه البرلمان ، إن أعضائه خاوين العقول ولا يشغلهم شيئاً إلا أن تأتيهم مأكلة من فضلات السادة الكبار ولن يكون لهم هماً إلا تحقيق أكبر المكاسب في أسرع الوقت قبل أن يأتي الطوفان . وكيف تصبح مهمة البرلمان الأولى تحقيق التنمية الرشيدة المتوازنة في الوطن ، أين هو المال . لقد تبخر في الانتخابات والباقي كبوه في السلاح . كيف يراقب البرلمان القادم المال العام وهو لا يملك في أيديه سلطة أو عقل يدير به أدبخانات المجلس الوطني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم يأتي الحديث الأكثر اضحاكا عن علماء السياسة السودانيين ممن أجادوا دراسة هذه المسائل والذين ظن كاتب المقال أن عددهم كبير موفور . ثم رشح أحدهم وهو الدكتور إبراهيم البشير عثمان ووصفه بأنه أحد أبرز علماء السودان في مجال الاقتصاد السياسي وأوجب أن يكون في طليعة هؤلاء وعينه سلفاً كمشيرا وموجها للبرلمان في هذا المجال وفي كل مجال . لن أعدد العلماء السودانيين ولكني أقول كفاية لقد قضيتم علي السودان بأنانيتكم وتهميشكم لأبناء الشعب وتزييفكم للحقائق . أعاف قراءة مثل هذه المقالات وأعاف أن يكون التعيين لوظائفكم بهذه الوسيلة . إذا كنتم تريدونها فهي لكم بدون منازع لأن لا يوجد شريفاً يحب وطنه يمكنه التعاون في هذه المأساة . III MMM [[email protected]]