بسم الله الرحمن الرحيم [email protected] كتبت ليك ...... لابيني بينك ريدة ...... لا قصة غرام ............ إخترت ليك أجمل حروف ........ وأصدق فواصل نادره من لغة الكلام .............. لا قصدي ألهو معاك بي كلمات غنا ...... لا شعري ليك مرجيحة من شعر الغمام .....كتبت ليك والله ياقمر الزمان. كان الوقت أصيلا ..... والسماء تتحلي بشفق المغيب ..... ونافذة محطة الوقود الزجاجية التي أعمل فيها...... ترسل أشعة خافتة من انفاس المغيب .... وبينما أنا منهمر في طقطقة أزرار آلة الحسابات التي أمامي ..... وطابور الزبائن مرصوص كحبل الغسيل ....... تنسمت عطر يفوق عطر الرياحيين ...... ورأيت إطلالة وجها مدهش يسحبني ..... إليه كشراع سفينه إلي شواطئ ميناء ...... كانت لحظة إبداع ساحرة ...... ما أجملها .... وما أروع تفاصيلها الرائعة . في تلك اللحظة ثارت آلاف البراكين الخامدة في داخلي .......... فقد كان وجها يستحق التقدير والإطراء .......... كان وجهها رسالة رائعة من الإبداع الإلهي في الأرض......كان وجهها بحر من الرموز .... والطلاسم ....ولوحة تستفذ وجدان الإبداع الإنساني .... وتأسره بسحرها الأخاذ . عندها أحسست أني متورط في داخل بحر من الأحاسيس التي تجبرني مياهة في الغوس أكثر ......عندها عانقتني بعطرها الفواح ...........حينما إقتربت مني أكثر وسكبت رحيق جمالها الأخاذ تلفح به آتون إعجابي المرهف...... ورشقتني بتحية تحمل في مضامينها كل لغات العالم ولهجاته المتعددة عندها صرعتني بعنف ....... ودوختني برفق ...... فالإحساس بعينيها وجع قومي وقضية كبري لابد من أن يتورط فيها كل من تسول له نفسه بسرقة نظرة ولو كانت خاطفة..... ففي تلك اللحظة أصبحت إمرأة مخزونة في الذاكرة ....... فمنذ طفولتي البائسة كثرت محاولاتي اليائسة في رسم خريطة جميلة لوطني الكبير ...... فدائما ما تبؤ محاولاتي بالفشل ولكنني تمنيت بصدق في هذه اللحظة أن يكون وجهها خارطة جميلة لوطني الكبير لما تحمله تلك الحسناء من سماحة خلق ....وجمال قوام ........ إنها صورة مصغرة لوطني الكبير ........ لان بلادي فيها الماء .....ينهمر من كل شلال .... وينبع من تحت كل حجر ......وفيه الورد والخضرة تكسو كل بقعة ...... وفيه وجوه حسناوات تسطر لوحة من الجمال....كانت تلك الحسناء ملكت قلبي كله لأنها محيط يتجمع فيه كل أنهر الأنوثه والخصوبة والجمال. كانت تسكن في مسامات جسدها كل النساء ...... ومن شفتيها تلوح ....قطرات شهد أصيل .......هي إمرأة في جسدها تسكن آلاف الأقمار ..... فقد إستهوتني تلك الحسناء .... وعندها عرفت أن الكائنات تزحف علي بعضها البعض مدفوعة بحافز الحب والإعجاب والعشق الجميل محكومة بوظائفه البيولوجية .......وعرفت ان الحب ليس مقرونا بالمراة فقط ولا بجغرافية جسدها الناعم ...... وعرفت ان الحب هو عناق الكون .... والتراب ...وإنصهار الإنسان داخل وحدة كاملة لاتعرف التفرق . الوطن قد يصبح في مرحلة من المراحل عشيقة فاتنة حسناء أجمل من كل النساء. والوطن إمراة تكتحل عينيها بحب أبناؤها الأبرار ..... وفي ليلها يلعب الأطفال الصغار (شليل وينو..... أكلوا الدودو , وغمضت لبدت , وجر الحبل , شدة , ) . الوطن ليس شكلا ذهنيا ..... أو رسم جغرافي ..... او مجرد فكر يقرؤها الإنسان علي سطور من ورق ...... إنه مزيج إرتباط روحي وقدسي , وإيمان وتضحيات جسام وعمق عقيدة كالإيمان ترسخ بالقول والعمل . شئ يشرفني ويسعدني أن أكون قشة تطفو علي نيل بلادي ....... ويبكيني ألف مرة حينما حينما أري وطني كقطعة ( كيك ) في وسط طاولة يحفها السياسيون من كل جانب ...... وفي يد كل واحد منهم سكينة وهم يقطعون الكيكة قطعة تلو أخري وهم ينشدون ( هابي بيرز دي تو يو ) . إن إنفجار القنبلة لا تلغي أبد أن تتفتح زهرة جميلة في مكان ما .... فبالحب يمكننا أن نسافر عبر وجدان الآخرين ونزرع الثقة والأمان في زوايا القلوب .....ونطلق حمامات سلام ........ فإنني أشعر بالفخر والإعزاز ....... والزهو والكبريا حينما أقرأ عن أجدادنا علي عبد اللطيف ..... وعبداللطيف الماظ ............ وعثمان دقنة..... والسلطان علي دينار ............. والفكي علي الميراوي.......... ومندي بنت السلطان ......وآخرون..... جميعهم عطروا صفحات التاريخ السوداني بأذكي آيات النضال والتضحيات الجسام ...فقد بنوا بنضالهم العظيم ترسانة نحتمي بها عند الشدائد . الوطن هو مسرح بشري كبير يضحك الناس فيه .... ويبكون أحيانا .... ويتشاجرون ويعشقون .... وينتصرون ,,,, وأحيانا ينهزمون ..... وفي نهاية العرض يقبلون التراب ويتصافحون . هي تلك سماحة الإنسان السوداني الذي يجمع في تكوينه الأخلاقي والخلقي خلاصة صفات نادرة وطيبة قلة ما نجدها في المجتمعات الأخري. إن حب السودان الوطن الكبير لا شك بأنه يشتعل في مراجل نخوتنا الوطنية ..... ويجري في دمائنا الثائرة دائما . ... ويمكننا جميعا ان نشحذ الهمم وأن نتضافر سويا حتي نخرج من الصخرة ماء ..... ومن الأرض العطشي عشبا ....ومن العتمة نجوما .... ومن بين جناحينا حمامات سلام ..... وأغصان من الزيتون . أطفالنا حمامات سلام تطير عبر المدن القصية ..... تحمل أمال المستقبل ....وتندد بوعد متجدد وفي عينيهم ألف سؤال عن المستقبل ؟؟؟!!! بالحب والمودة يكتمل السلام ...... وبالسماحة يقاوم الشتات والإنقسام .....وبتضافر الجهود تكتمل هندسة الوطن الجميل .