أسماء وجهات ودوائر معروفة ظلت تهاجم السودان عبر جميع الحقب مع تبدل الحكومات والأشخاص ، وهو أمر يفقدها المصداقية بل يبرهن على سوء نيتها تجاه السودان الوطن وليست الحكومات . ويبدو ان عبد الرحمن الراشد الذي يعيش عزوبية مترفة وهو يحبو نحو عقده السادس ، احد هولاء ، فهو يجد متسعا من الوقت يخصصه للنيل من السودان وقياداته الوطنية ،بل هو دائم الهجوم على كل الرموز السودانية في كل حين . فالرجل لايرى في السودان إلا الفشل والخراب ، والتبلد السياسي . وطوال السنوات الماضية لم يسجل الراشد موقفا ايجابيا واحدا للسودان بل يراه بصورة سوداوية ،دون أي مستقبل قريب أو بعيد . كتب الراشد أخيرا يحث الرئيس البشير بأن يتحدى محكمة الجنايات بتسليم نفسه وتجهيز مرافعته القانونية ، ويشير إلى ان الدول العربية منشغلة بهمومها ولن تفرط في أوراقها التفاوضية من اجل البشير .. ويعبر عن انزعاجه لزيارة اكبر وفد إيراني إلى الخرطوم عقب أزمة الجنائية ، ويقول بان إيران ورطت السودان من قبل ،وأفسدت علاقاته العربية . فلأعجب ولاغرابة فالراشد شخص وهب نفسه لخدمة " الاخر "، فمنذ انتقل من الشرق الأوسط إلى قناة العربية ، هو يرسم السياسات التي تخدم القضايا الأمريكية، للحد الذي جعل احد المع مذيعي قناة العربية وهو " مهند الخطيب " يسارع لتقديم استقالته ، بعد ان تأكد له بأنه قناة العربية التي يديرها الراشد تخدم أمريكا بل تغازل الصهيونية العالمية ، ويقول مهند الخطيب مبررا خطاب الاستقالة : " مع تسلم الأستاذ عبد الرحمن الراشد مقاليد الأمور في القناة ان الأمور بدأت تسير سيرا سيئا تجاه الوقوع في براثن التحيز والبروباغندا، حيث هجوم معلن وصريح ضد المقاومة في العراق وفلسطين بطرق " استخباراتية " .. ويزيد الخطيب :" القناة بدأت تستوعب مذيعين معروفين بصلاتهم الاستخبارية المشبوهة " .. ولانعرف من يمول القناة ومن يدفع رواتبنا .. ومن يملك السلطة العليا ؟؟؟؟؟!!!!. هكذا كان المدعو الراشد في الشرق الوسط ..وفي قناته " العبرية" .. وهو صحفي كان يتوجب عليه ان يزور السودان ودارفور طالما ارتضى دور المحرض على انتهاك سيادة السودان عبر مذكرة اوكامبو المشبوهة حتى يتمكن من طرح وجهات نظره بعد معايشة الواقع بدلا عن الكتابة من العواصمالغربية البعيدة . ويبدو ان الراشد الذي يعشق حياة " العزوبية " لايشعر بأن البلاد العربية أسرة واحدة ذات مصير مشترك ،وعدو يتربص بها جميعا ، وإلا ماكان ليذكرنا بأن الدول العربية مشغولة بهمومها ولن تفرط في أوراقها التفاوضية.. فأي قضية أهم واخطر من إعادة استعمار اكبر دولة عربية .. وأي أوراق تفاوضية تظل حبيسة الإدراج ومجموعة من شذاذ الأفاق يريدون سوق رئيس عربي مسلم لمحاكمته بقوانين فصلت خصيصا للذين ينحازون لإرادة شعوبهم . .. ثم نتساءل عن سر هذا الهلع من قبل الراشد جراء زيارة وفد إيراني إلى الخرطوم ، فإذا كانت إيران شيعية فالشيعة يحظون في الخليج باحترام كبير ويمارسون شعائرهم وحياتهم دون كدر، أما إذا كان لإيران خلاف مع أي دولة عربية ، فمعظم الدول العربية تعيش توترات مشتركة .. أما اذا كانت إيران تمثل اكبر متحد للغرب ، فهذه لن تكون جريمة إلا بتقدير الراشد .