كيف ستطور الكرة السودانية والمنافسة محصورة فقط بين فريقي المريخ والهلال، ولا ثالث لهما ، إضافة إلى سيطرت وتحكم الدكتاتور ( كش ) على جميع مفاصل اللعبة إداريا وفنيا وقانونيا، وعدم تقبله الرأي الآخر، وبالتالي لم يقدم أي أنجاز ولم يساهم في تطوير اللعبة ( بإتفاق الشيخين)، وإذا ما أحصينا المشاكل التي يفتعلها هذا ( الشداد ) خلال المنافسة مع الصحفيين والاداريين وكل القبيلة الرياضية تحتاج إلى مجلد. عدد الصحف الرياضية اكثر من عدد أندية الممتاز وبعيدة عن مفاصل اللعبة والتدقيق في رصد التاريخ الرياضي وتوثيقه وتكتفي فقط بأخبار الهلال والمريخ بالحديث المكرر عن الاداريين واللاعبين واصبحت العبارات محفوظة وبعيدة عن الواقع الرياضي. الهلال ضرب بقوة وصالح انصاره ومسح الاحزان بثلاثية في شباك الرومان، فييرا ينال النجومية ويحرز هدف عالمي وثنائية تخصصية للبرنس والغزال!!! المريخ يعزف السامبا البرازيلية ويؤمن الصدارة بأروع ثلاثية في مرمى الفهود!!! الأهلي المصري يطلب علاء الدين يوسف فييرا !!! هيثم مصطفى جئنا إلى الإسماعيلية لرد إعتبار الكرة السودانية!!! المريخ في لقاء ناري مع فهود الشمال!!! الكوماندوز أمام أسود الجبال!!! بوفوون الكرة السودانية يتحدى هجوم الهلال!!! صقور الجديان سيروضون الأسود غير المروضة!!! سندفن الدراويش في مقبرة الغزاة!!! وربما تجد غداً خبر بالمانشيت العريض تشلسي يطلب ضم عمر يخيت وبرشلونة يطلب موسى الزومة!!! أذا كان المتحدث مجنون فيجب أن يكون المستمع عاقلاً . يا اهل الصحافة إلى متى بيع الوهم والروايات الخيالية هل ستفيد هذه العبارات القارئ ؟ هل ستطور الكرة السودانية ؟ هل ستثقف اللاعبين ؟ الإجابات لا وتريليون لا. الملكة العربية السعودية وصلت إلى كأس العالم اربع مرات متتالية لديها صحيفتين رياضيتين فقط بينما نحن لدينا كمية كبيرة من الصحف الرياضية وانجازاتنا صفرية. أعضاء اتحاد الكرة أصبحوا مهتمين بالمناصب القارية والسفريات والبدلات والإستكانة في فنادق خمس نجوم وغض النظر عما يتحقق من نتائج سيئة متى تتخلص الكرة السودانية من أعضاء الاتحاد الفاشل الذين كل همهم الحصول علي الاعانات والتسابق في السفريات والصراع الذي يظهر بوضوح عند كل انتخابات لأختيار مجلس جديد لاتحاد كرة القدم !!! ملاك الصحف الرياضية يتقاتلون ليس من أجل رفع مستوي اللعبة وإنما من أجل الحصول على أموال المشجعين الغلابة الذين يبيعون لهم الأوهام والشتل والعبارات السوقية وكلمة (ماسورة) التي اصبحت علامة مميزة في صحافتنا الرياضية أعتقد هي أنسب كلمة تطلق على الصحافة الرياضية. وختاماً لا ننسى أن عدم الإهتمام والدعم المادي من الحكومة للمنشآت والملاعب من الأسباب الرئيسة في تراجع الكرة السودانية وقلة الانجازات وتردي المستوى الفني لكل الاندية والمنتخبات، مما أدى إلى الهزائم المريرة في كل المنافسات، جعلتنا نعيش الحزن ( أكثر من حزن الخنساء على صخر) ولذا لن تتطور الكرة السودانية إلا بعد زوال هذه الصعوبات والمعوقات.