[email protected] أعجبني جداً المقال الذي تناول فيه الأخ قسم خالد الأزمة في الهلال. رفض قسم في مقاله فكرة التعيين في الهلال وعبر عن إصراره على الديمقراطية وهو كلام طيب وجميل. استنكر قسم فكرة تصفية الحسابات في الهلال مؤكداً انها لا تنسجم مع موروثات النادي وهي فكرة اتفق معها مليون المائة، حيث أن أي شكل من أشكال تصفية الحسابات مرفوض جملة وتفصيلا، رغم أن رئيس المجلس الحالي هو من أفسح المجال لهكذا أدبيات جديدة في نادي الهلال. قال قسم أن الرأي عنده هو أن يفعل صلاح إدريس لجنة الوفاق الهلالي التي سبق أن تكونت بقرار من المجلس لتوفير الآلية المناسبة لتسيير عمل المجلس الحالي حتى موعد قيام الجمعية العمومية، وفي هذا النقطة أختلف مع الأخ قسم لعدة اعتبارات. أول هذه الاعتبارات أن اللجنة طالما أنها تكونت بقرار من هذا المجلس الضعيف نفسه والذي لولاه لما شهدنا كل هذه المشاكل والخلافات فمن الصعب أن نتوقعها منها خيراً سواءً ضمت خيار أهل الهلال أم لم تتضمنهم. والاعتبار الثاني أن كلمة وفاق كثيراً ما وظفها صلاح إدريس من أجل كسب الوقت وفي كل مرة كنا نلاحظ أنه أبعد الناس عن تحقيق مثل هذا الوفاق الذي يدعو له الكثيرون. صحيح أن الأزمة مستعصية لكننا نرفض الحلول الوقتية وشخصياً أرى أن الأفضل هو التضحية بموسم كامل كثمن لتصحيح الأمور على المدى الطويل. الكثير من الأمور في الهلال لا تسير كما يشتهي الأهلة وحتى الديمقراطية التي نتحدث عنها لا يطبق منها شيئاً في هذا النادي خاصة في الوقت الحالي. تخوف قسم خالد من عدم قدرة الهلال على محاسبة مجلس معين وقال أن بإمكاننا الآن أن نحاسب صلاح إدريس ومجلسه من خلال الجمعية العمومية. لكنني أتساءل أي جمعية عمومية هذه التي يمكن أن تحاسب ولي نعمتها. فكلنا يعلم أن العضوية التي أتت بهذا المجلس والعديد من المجالس التي سبقته في الهلال عضوية مستجلبة. يعني بصريح العبارة يتم تجنيد بعض الأشخاص في مختلف المناطق لحشد أعداد تجهز لها الحافلات والوجبات وربما بعض المال لضمان الولاء وبعد ذلك يكتسبون العضوية ويأتون بمن يراد له أن يصبح رئيساً. هذه هي الديمقراطية التي تمارس في الهلال حتى وقتنا الحالي أخي قسم والمؤسف أن العديد من الكتاب ساهموا في هذا العبث. إذاً نتفق على أن الأزمة مستعصية جداً ولابد من حلول ناجعة. أشيد باجتهاد الأخ قسم، لكنني أرى أن الحل الأمثل هو أن نعيد الكرة إلى جماهير النادي. صحيح أن ذلك يتطلب أن يستمر المجلس الحالي بكل عيوبه وشوائبه التي لا تحصى، لكن ذلك في نظري هو الخيار الأفضل. فما دام الأمور وصلت لهذا الحد الذي صار فيه الهلال مهزلة وبهدلة فلنترك هذا المجلس يسير الأمور وحيداً ولا أظن أن فقدان كل الألقاب هذا الموسم سيعني نهاية الدنيا. المهم هو أن نتعلم من الدرس القاسي. المهم هو أن نتحدث مستقبلاً عن ديمقراطية حقيقية يلعب فيها كل هلالي مخلص وجاد دوره بعناية. وهو عمل يتطلب دعماً من أصحاب الأقلام الجادة والمخلصة. فلنفقد كل شيء هذا العام كقربان لغد أفضل. فإن ضمنا عضوية حقيقية يساهم كل فرد فيها برسوم عضويته ويحضر برجليه إلى النادي ليكمل إجراءاتها، سنتأكد بعد ذلك من حرص هذا العضو على منح صوته لمن يستحق. هذا هو الاتجاه الذي يجب أن ندعمه إن كنا نريد الخير لهلالنا فعلاً. أما الحلول الوسطى فرأيي أنها ستؤدي إلى المزيد من الكوراث. أي وفاق يحدث في هذا التوقيت معناه تخدير للجماهير وكسب وقت لهذا المجلس. وذلك سيمنحهم الفرصة لكي يأتوا مجدداً في دورات قادمة وهذا ما لا نريده. فمن ثبت فشله بالدليل القاطع يفترض أن يغادر من تلقاء نفسه إن كان قلبه على الهلال حقاً. وإن لم يغادر من تلقاء نفسه فمن واجب الأهلة أن يقصوه. والإقصاء لا يكون بقوة السلاح أو الحجر أو بتحريض الوزير أو الوالي يا رئيس الهلال، بل يكون عبر وسائل سلمية بحتة. تتحدث يا قسم عن لجنة الوفاق وفي نفس الأثناء نسمع رئيس الهلال يقول في أحاديثه الإذاعية أنه سيتبرع بالسيارات لمن يريدون تنظيم مسيرة إلى مكتب الوالي. المعني مفهوم طبعاً من رئيس الهلال فهو تحديات وبطولات زائفة واختزال للمشكلة في شخوص يناصبهم العداء ضارباً بعرض الحائط مشاعر الملايين التي تناصر هذا الكيان. لهذا أقول أن الأفضل هو أن نترك هذا المجلس وشأنه يا قسم مع التبصير المستمر بأخطائه ومحاولات البعض لتزييف الحقائق حتى يكون الأهلة على بينة من أمرهم في المرات القادمة.