انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بائع كيك السمسم والبطيخ (الحاج الرئيس) هل يحرر فلسطين ؟ ... بقلم : سليم عثمان
نشر في سودانيل يوم 07 - 06 - 2010


كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر:
هل يكفي أن نكافئ الشيخ رجب طيب أوردغان رئيس الوزراء التركي فقط بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام التي سلمها له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بم عبد العزيز ؟ نظير خدماته الجليلة التي قدمها للإسلام والمسلمين ؟ ام ينبغي علينا نحن معشر العرب والمسلمين أن نقدم إليه والي دولته أكثر من ذلك ؟ وأيهما كان الأجدر بجائزة نوبل للسلام أوردغان أم الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي لم يستطع بعد عام كامل من الحكم في البيت الأبيض أن يقول لإسرائيل ربيبة أمريكا في المنطقة ودلوعتها ،كفي عربدة وصلفا وطغيانا وغرورا. إن المال اليهودي هو صاحب القرار في أميركا وكثير من الدول الغربية، إذا أين المال العربي والإسلامي من هذه المعركة، ألم يكن في مقدرتنا تكوين لوبي اقتصادي داخل الدول الكبرى للتأثير على القرار؟
يري قادة الأمتين العربية والإسلامية اننا لسنا قادرين على خوض معارك حربية مع عدوتنا اللدود إسرائيل لأننا لم نعد لها ما استطعنا من قوة ويرون أننا يمكن بل من المؤكد سوف نخسر أية معركة معها لا محالة، ولا يري هؤلاء أن ما فعله حزب الله ضد إسرائيل يؤهلنا للمغامرة بحرب مع العدو الصهيوني ،لكن مهما كانت مبررات هؤلاء الاستسلاميين والانهزاميون يجب ان تكون معركتنا معها (إسرائيل )يجب أن تكون معركة عمل متواصلة ، معركة انجاز، معركة تطور وتعليم مستمرة لقد تركنا مركب الحضارة والشفافية والإصلاح والانجاز، ولم نبحر فيه وهو ما جعلنا نخسر معاركنا كلها رغم اننا أمة القران أمة أقرأ، الأمة التي وصفها الله تعالي بأنها خير أمة أخرجت للناس ، معاركنا ، إن العالم العربي ،لذلك كان طبيعيا أن نفرح لمجرد أن أحفاد العثمانيين الجدد ، حاولوا كسر حصار جائر ظالم علي أخواننا في غزة ،لكننا ونحن نتقزم ونتقهقر لم نحسن حتي التعبير عن الفرح ، فكانت مسراتنا خجولة وبائسة ،وتضامننا مع الذي استهدفتهم الآلة الحربية الإسرائيلية الغاشمة ،كان تضامنا صوريا محنطا لا روح فيه ولا صدق ،سيدة تركية يموت زوجها المجاهد في أحضانها في عرض البحر الأبيض المتوسط ، بعد أن أمطره جنود العدو الصهيوني ، وصبوا جام رصاصهم علي جسده الطاهر،وأمطروه نارا شيعت روحه السمحة الي بارئها مع دعوات من كانوا علي ظهر السفينة مرمرة وهي بالمناسبة تحمل أسم ذات الجامعة التي تخرج فيها السيد رجب طيب أوردغان ،هذه السيدة تقول وهي تحتضن زوجها الشهيد المضرج بالدماء القانية أن مصابها لا يساوي شيئا أمام معاناة أهالي غزة الذين تقتلهم إسرائيل بشكل بطيء كل يوم أمام سمع وبصر كل سكان العالم ،ونساء المسلمين والعرب يقدمن العري الساخن ومشاهد الجنس الرخيص علي شاشات الفضائيات التي لم يرتق معظمها الي مستوي التحديات التي تجابه الأمة ،وقادتنا الا من رحم ربك يخشون حتي من الإدانة والشجب للجريمة النكراء ولا زالوا متمسكين بمبادرتهم البائسة كأنها كتاب مقدس ،انزل علي نبينا محمد أو موسي او عيسي أو داوود ، فلكم أعزائي القراء أن تتصوروا حجم صرف العرب علي سفاسف الأمور ودنايا المقاصد من خلال الإحصائيات أدناه :
الحصيلة الشهرية من الرسائل الخلوية ،التي تظهر على الشريط الموجود أسفل الشاشة في بعض القنوات الفضائية العربية التي لا رسالة ولا هدف لها سوي تضليل الشباب العربي ، تقارب (8) ملايين دولار!
تكلفة إنتاج الفيديو كليبات الخاصة بأغاني التعري والفن الهابط في العالم العربي تقارب (16) مليار دولار سنويا
مجموع الدخل السنوي للخادمات في البيوت العربية هو (35) مليار دولار, أي ما يقارب (3) مليارات دولار شهريا!!
مجموع ما تنفقه المرأة العربية على مستحضرات التجميل في السنة الواحدة هو (2) مليار دولار (منها 1.5 مليار حصة المرأة الخليجية)!!
مجموع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي هو (1.7) مليار دولار سنويا, أي ما نسبته (0.3%) فقط من الناتج القومي الإجمالي.
(للمقارنة: في فرنسا 2.7%, السويد 2.9%, اليابان 3% (أي 10 أضعاف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة), وفي إسرائيل 4.7% حسب إحصائيات اليونسكو لسنة 2004)
عدد العاطلين عن العمل في مملكة النفط يقارب النصف مليون مواطن سعودي أي ما نسبته (10%) من مجموع السكان
عدد الأميين في العالم العربي يفوق ال (100) مليون, يعني ثلث العرب لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة
المواطن الأمريكي يقرأ( 11 )كتابا في السنة والأوربي يقرأ( 7 )كتب أما العربي الذي ينتمي لأمة أقرا فيكتفي بربع صفحة في العام .
ليس هذا فحسب بل أن هناك 30الف مصري هجروا بلدهم وتزوجوا باسرائليات ،لم لا فهن كتابيات وشقراوات ،ولا يهمهم سحب جنسياتهم طالما هم يكثرون من نسل الصهاينة ،لم يقل احدا منهم أنه جعل زوجته تدخل في الإسلام ولا يهمه أن يصبح ولده أو بنته يهودية ومتصهينة ، وفي وقت تتصاعد فيه الدعوات عالميا لكسر الحصار تفتح مصر معبر رفح علي استحياء ، انحناء لعاصفة تهب علي إسرائيل وتلفح وجوه قادتها القميئة ،وسوف تتحين الفرص وتبحث عن أي سبب لإغلاقه مجددا ،فالعدو في نظر النظام الحاكم في مصر ليس إسرائيل إنما حماس التي يرونها امتدادا لحركة الإخوان المسلمين ،التي يضيقون عليها منذ عقود ، أين علماء الأمة وما دورهم في تحريض شعوبهم النائمة ،يقولون أنهم ربما يسيروا سفينة في الخامس عشر من يوليو المقبل ،أذا وجدوا من يمولها ، أين الصحفيون الشرفاء ولماذا لم يشاركوا في تلك السفن التي تحاول كسر الحصار علي غزة ؟ يقولون أنهم مشغولون بلقمة عيشهم ويصارعون أنظمة استبدادية لا تقل في بطشها عن إسرائيل ،تضعهم في السجون وتعذبهم عذابا نكرا ،لذلك فهم يطلبون من أهالي غزة ان يلتمسوا لهم العذر ،أين أساتذة الجامعات وأهل الثقافة والفن والقريض ؟ يقولون : أنهم لا يستطيعون مبارحة مدارج كلياتهم ، لأنهم يسابقون الزمن في اللحاق بإسرائيل وأمريكا وأوربا في التطور العلمي ، ويرون أن ركوب سفن الحرية مضيعة للوقت وأنه بالعلم والعلم وحده سوف يهزمون إسرائيل بعد خمسمائة عام من الان تقريبا ،أما المثقفون فيرون أن الكتابة عن البطيخ الذي كان يبيعه السيد رجب طيب اوردغان عندما كان يافعا مع كيك السمسم لمساعدة والده العامل البسيط في خفر السواحل أفضل من المشاركة في تلك السفن العبثية ،كون البطيخ مفيدا في حرارة الصيف ويرطب الأكباد ، في زمن الفجائع ،والسمسم مفيد هو الاخر كونه خال من الكولسترول الضار بصحة القلوب ،أما الشعراء الذين يتبعهم الغاوون والذين هم في كل واد ومحفل هائمون ،فهم أيضا مشغولون في وصف الفاتنات وبالكتابة عن جمال البحر الذي ابحرت فيه السفينة مرمرة سيما بعد اختلاط دماء الشهداء بزرقته ولعلهم الوحيدون القادرون علي تصوير مشاهد الصراع بين أولئك المتضامنين الذين القي بهم في عرض واسماك القرش التي التهمتهم وقد ينبري لنا أناس ويصفوننا بالجهل فيقولون لنا انه لا توجد اسماك قرش في مياه المتوسط إنما تماسيح نيلية مسالمة تماما كالجنود الاسرائليين الذي فعلوا ما فعلوا بالمتضامنين دفاعا عن النفس ،ليس الا ،
لكن تعالوا معي نقرا سيرة رجل عصامي فريد في عصره معتز بإسلامه ولغته التركية ،شجاع وجرئ هو السيد رجب طيب اوردغان الرجل الطيب الذي جعل أحفاد القردة والخنازير يرتعبون :
فالعلاقات الاجتماعية الدافئة من أهم ملامح شخصيته؛ فهو أول شخصية سياسية في تركيا يرعى المعوقين في ظل تجاهل حكومي واسع لهم، ويخصص لهم امتيازات كثيرة مثل تخصيص حافلات، وتوزيع مقاعد متحركة، بل أصبح أول رئيس حزب يرشح عضوا معوقًا في الانتخابات وهو الكفيف "لقمان آيوا" ليصبح أول معوق يدخل البرلمان في تاريخ تركيا.
ولا يستنكف أن يعترف بما لديه من قصور علمي لعدم توفر الفرصة له للتخصص العلمي أو إجادة لغات أخرى غير التركية؛ لذلك فقد شكل فريق عمل ضخمًا من أساتذة الجامعات والمتخصصين في شتى المجالات للتعاون معه في تنفيذ برامج حزبي الرفاه والفضيلة أثناء توليه منصب عمدة إستانبول.
يميزه احترام الكبار وأصحاب التخصص؛ فهو لا يتردد في تقبيل أيدي أهل الفضل عليه، ومن ذلك أنه أصر أن يصافح ضيوفه فردًا فردًا خلال "مؤتمر الفكر الإسلامي العالمي" الذي تبنته بلدية إستانبول عام 1996؛ مما أكسبه احترام العديد من الشخصيات الإسلامية الثقيلة . انتشل رجب طيب اوردغان بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7% بعد تعيينه رئيسا لها، بفضل عبقريته ويده النظيفة وقربه من الناس لاسيما العمال ورفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا، وقد شهد له خصومه قبل أعدائه بنزاهته وأمانته ورفضه الصارم لكل المغريات المادية من الشركات الغربية التي كانت تأتيه على شكل عمولات كحال سابقيه بعد توليه مقاليد البلدية خطب في الجموع وكان مما قال:
"لا يمكن أبدا أن تكونَ علمانياً ومسلماً في آنٍ واحد. إنهم دائما يحذرون ويقولون إن العلمانية في خطر.. وأنا أقول: نعم إنها في خطر. إذا أرادتْ هذه الأمة معاداة العلمانية فلن يستطيع أحدٌ منعها. إن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الإسلامية.. وذاك سيتحقق! إن التمردَ ضد العلمانية سيبدأ "
وعن سر هذا النجاح الباهر والسريع قال أردوغان: "لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه إنه الإيمان، لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام".
كانت فكرة الزواج حاضرة في ذهنه ولكنه لم يصادف سعيدة الحظ.. قام خطيباً في أحد تجمعات حزب السلامة وكان في الجمع شابة تركية محافظة خفق له قلبها وقالت لصديقتها: هذا هو فارس أحلامي الذي رأيته في المنام.
وتتلخص القصة في أن الفتاة (أمينة) ذهبت لهذا التجمع مع صديقتها الكاتبة التركية الإسلامية (شعلة بو كسلشنر) وقالت لها في الطريق: لقد رأيت في المنام شاباً وسيماً فصيحاً بليغاً يقف خطيباً أمام الناس، رأيته فارس أحلامي وأبا عيالي وسأبذل جهدي في البحث عنه.
عندما وقف أردوغان خطيباً خفق قلبها وانفرجت أساريرها عن فرحة غامرة وضغطت على يدها صديقتها الكاتبة قائلة: إنه هو! أنظري إليه إنه فارس أحلامي الذي ظهر لي في المنام.
تزوج الشابان (رجب وأمينة) في 4 يوليو 1978م، وسارا على درب واحد ببنيان أسرة مثالية ويشاركان في عملية البناء الوطني. رزقا ولدان وبنتان. أحد الأولاد اسمه نجم الدين تيمناً بالزعيم نجم الدين أربكان، وإحدى البنات تتلقى دراستها حالياً في أمريكا حيث لم يسمح لها بالدراسة في الجامعات التركية وهي ترتدي الحجاب ، لم يتردد اوردغان في إرسال بناته لأمريكا لإكمال تعليمهن، بعد أن أغلقت الأبواب أمامهن داخل تركيا بسبب ارتداء الحجاب، ولم يلتفت للحملة الإعلامية الشرسة التي تعقبته أثناء ذهابه للحج أو العمرة مع زوجته المحجبة؛ حيث راحت تستهزئ به ب أثناء دراسته بالمدرسة الإبتدائية سأل مدرس التربية الدينية طلابه عمن"يستطيع أداء الصلاة في الفصل ليتسنى لبقية الطلاب أن يتعلموا منه".
رفع رجب يده فناوله المدرس صحيفة (جريدة) ليصلي عليها. رفض الطالب رجب الصلاة على الصحيفة لأن بها صور نساء سافرات.. وأدى الصلاة صحيحة أمام زملائه. دهش المدرس وأعجبه تصرف الطالب الصغير فأطلق عليه لقب "الشيخ رجب".
التحق رجب طيب اوردغان بمدرسة الإمام خطيب الدينية وواصل دراسته حتى تخرج في الثانوية بتفوق انتظم للدراسة بكلية التجارة والاقتصاد في جامعة مرمرة باسطنبول .
والسيد اوردغان يعد بحق نموذجا للقيادة الواعية واحد ابرز الإسلاميين الحركيين الفاعلين والمستنيرين علي الساحة الدولية . وقد قال
ردا على مذبحة أسطول الحرية:( قد تكون صداقتنا قوية وأيضا عداوتنا كذلك قوية) وقال : (لن ندير ظهورنا لغزة) لقد أطلق عددا من الكلمات أشد من الرصاص الذي صبه إسرائيل من قبل علي غزة وأمطروا به جنودها أجساد من كانوا علي ظهر الجميلة مرمرة هزت كلماته شعوب العالم، وأسمعت من به صمم وخرجت الآلام الحمراء في مختلف بلاد العالم لتشيد بشجاعته وجرأته، لأنهم لم ينسوا ما قاله في القمة العربية في سرت بليبيا عندما أسمع العالم لغة جديدة: (نحن نريد في هذه (نحن نريد في هذه المرحلة رؤية نهاية الطريق، وليس خارطة الطريق فالقدس هي قرة عين جميع العالم الإسلامي). "... و إن احتراق القدس يعني احتراق فلسطين، وبالتالي الشرق الأوسط برمته ولا يمكن تسوية المشكلة في ظل الاعتداءات "الإسرائيلية. وأضاف : (تعالوا لنحطم الأحكام المسبقة ونعدل الصور والأفكار الخاطئة المتعلقة بنا.. تعالوا لنؤسس معا مستقبلا يؤسس بين الحضارات، وليس فيه صراع بين الحضارات، وبهذا المنظور لا أحد يستطيع الزج( بالإسلاموفوبيا ) بالعالم الإسلامي.. من يتهمنا بذلك يرتبكون جرائم إنسانية.) هذه الكلمات القوية لم يجرؤ أحد من القادة العرب والمسلمين التفوه بها ، وهو ما جعل شعوبنا من المحيط الي الخليج تري في الرجل صلاح الدين الأيوبي الجديد القادم من جبال الأناضول لتحرير فلسطين السليبة ، ولذلك فان موقفنا المتخاذل من قضية شعبنا الفلسطيني تستحق منا توقفا ومراجعة للنفس ، اذا لا يعقل أن ننتظر من الا وربين والأتراك أن يحرروا القدس من أيدي الصهاينة ونحن نعجز حتي عن صياغة بيانات شجب وأدانه لأفعال المحتل الصهيوني ، ويجتمع قادة الأمة العربية بعد فوات الأوان ثم لا يصدرون سوي بيان باهت كوجوههم ،يقدم الهدايا والجوائز للصهاينة نظير قتلهم لأهل غزة وكل من يحاول التعاطف والتضامن مع قضيتهم ، لماذا لا تسير كل دولة عربية سفينة مثل مرمرة تحمل فيها شبابنا العاطل ليجدوا وظائف تقودهم الي الجنة طالما لم يجدوا في أوطانهم عيشا كريما ،لماذا لا يمول المقتدرون وأثرياء الأمة سفن دعاة الحرية من الغربيين وغيرهم لكسر الحصار ، كيف يتسني لأولئك المتخمون السمان وضع أموالهم في البنوك الخارجية ويبخلون بها علي الجوعي من بني جلدتهم لتكوي بها جباهم وجنوبهم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم ، وكيف يقابل هؤلاء الله بقلوب سليمة وهم لا يحسون بمعاناة أهل غزة ، وانينيهم تحت سياط جلاديهم من الصهاينة البغاة ؟ وأذكر ان الامام الخميني عليه الرحمة قال ذات يوم لو حمل كل مسلم علبة ماء صغيرة بحجم علبة الصلصة لأغرقنا إسرائيل، لكن أين تلك الأيادي التي تحمل علب الصلصة ؟ للأسف صارت أيادينا ترتجف وترتعب خوفا من بطش الصهاينة ،وصارت لا تجيد حتي رفع الدعاء الي عنان السماء بأن يزيل ما بنا من غمة .لكن مهما يكن من أمر فلابد من توجيه التحية لتركيا وقيادتها الواعية الشجاعة والخزي والعار لقادتنا ،ويبدو ان شعوبنا أصابها ما أصاب حكامها ولا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم . فلن يردع خوفنا وهواننا إسرائيل ويثنيها عن مجازرها ولن يساوي عندها كل العرب والمسلمين جلعاد شاليت ،لكنها تري في اوردغان وبلده أمة جديدة قد ولدت وربما تؤدي الي نهايتها باذن الله .
Saleem Osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.