[email protected] طالعت مقالاً مطولاً للبروفيسور الأمين أبو منقة، نائب رئيس جمعية الصداقة السودانية النيجيرية بصحيفة الرأي العام. دافع البروف في مقاله عن الدكتور علي مدو شريف، حاكم ولاية برنو بنيجيريا وأكد أن الرجل لا يدعو الفنانات السودانيات إلا بسبب حبه الجارف للغناء السوداني. نحترم الدرجات العلمية ونبجل العلماء ونقدر جداً جهود تعميق الأواصر بين مختلف الشعوب. لكننا في نفس الوقت نوظف نعمة العقل التي منحنا إياها الخالق إلى أقصى ما يمكن ولا نقتنع إلا بما يقنع. وللأسف الشديد يا بروف فأنت لم تقنعنا بمرافعتك عن الشريف ولا رحلات الفنانات الجميلات السودانيات التي صارت واحدة من ( محننا) في هذا الزمان. قلت يا بروف أن الشريف يهوى الغناء السوداني وأنه تربى في بيئة تغدق على الشعراء والفنانيين وأوردت عدداً من الأمثلة لمعايشاتك الشخصية لرحلات فنية لبعض المطربين السودانيين. وأوضحت أن أهل تلك المنطقة يحتفون بالمغنيين السودانيين وقدمت نموذجاً تمثل في تقديم هدية إلى الفنان محمد وردي كانت عبارة عن فروة صلاة (فاخرة)!!! وقلت أن الشريف قدم لوفد فني في فترة سابقة هدايا كانت عبارة عن ملابس. لكنك لم تحدثنا عن أي فنان سوداني ( راااجل) قدم له هذا الشريف هدية قيمتها عشرات الآلاف من الدولارات. إذاً ما يرد في الصحف ليس غمزاً ولمزاً. وأنت تعرف الملابسات التي أحاطت برحلات فنية سابقة وما تبعها من أحداث. وما جرى في الفترة الأخيرة نعتبره تصرفاً يسيء لنا كسودانيين ولا يمكن الدفاع عنه بأي شكل من الأشكال. كما أنك وقعت في تناقض غريب يا بروف أثناء مرافعتك عن الشريف حيث ذكرت في بداية مقالك أن الجمال شيء نسبي وما يراه أحدنا جميلاً قد لا يكون جميلاً في نظر غيره ولذلك ترفض فكرة أن تكون دعوات الشريفة مرتبطة بجمال المطربات السودانيات. لكنك في نهاية المقال قدمت إشارة غريبة حيث قلت أن من يرى زوجة هذا الشريف سيقتنع بأن زوجها الشريف ليس في حاجة إلى النظر لغيرها. فما دمت على قناعة بأن الجمال نسبي ما كان يجب أن تفترض أن كل من يرى زوجة الشريف سيقنعه جمالها وسيصدر شهادة براءة للشريف. وغض النظر عن ذلك فليس بالضرورة أن يمنع جمال الزوجة بعلها من النظر لغيرها. فهناك الكثير جداً من الرجال المتزوجين من ملكات جمال لكنهم رغم ذلك يبحثون عن نساء أخريات لأسباب تتفاوت من شخص لآخر. وفي الجانب الآخر هناك رجال متزوجون من نساء لسن على درجة من الحسن لكن الواحد منهم لا ينظر حتى إلى أجمل جميلات العالم. خلاصة القول أننا نشهد تردياً أخلاقياً مريعاً يا بروف ودونك ما يروى مؤخراً عن العصابة النسائية التي أمسكت بها السلطات الإماراتية في عجمان. من كان يتوقع أن يأتي يوم نسمع فيه عن نساء سودانيات يمارسن السرقة وعبر الحدود كمان! ومن كان يتوقع أن تأتي الجيوش الجرارة من بعض الساقطات السودانيات لممارسة هذا السقوط في بلدان عرفنا أهلها بدماثة الخلق والسيرة الحسنة. وما نتوقعه منكم يا بروف كجمعية صداقة سودانية نيجيرية هو أن تدعموا الصداقة مع الشعب النيجيري لكن ليس قبل أن تجتهدوا في حماية قيمنا ومثلنا. لذلك نتوقع منكم أن ترفضوا مثل هذه الرحلات التي تقوم بها بعض المطربات إلى نيجيريا أو غيرها من البلدان طالما أنها أصبحت مثيرة للجدل بهذا الشكل العنيف، لا أن تدافعوا عن شرفاء الولايات النيجيرية دون تقديم الأدلة القوية. صدقني عندما بدأت مطالعة مقالك كنت أمني النفس بالوصول إلى النقاط التي تؤكد صحة كلامك حتى ابعد ( طراطيش) الكلام السابق عن ذهني وأنوم مرتاح البال وأقول بالفم المليان : هي مجرد شائعات لا أكثر. لكن للأسف الشديد بعد أن أنهيت قراءة مقالك كاملاً وجدتني أتأمل العكس تماماً حيث زاد شكي في صحة ما قيل ويقال.