بسم الله الرحمن الرحيم حاطب ليل لن نبعد النجعة كثيرا اذا قلنا ان الاوضاع السياسية في بلادنا شمال وجنوب اصبحت تقوم على المحاصصة القبلية والجهوية وهذا ليس وليد اليوم انما منذ زمن ولكنه الان اسفر عن وجهه فاحزابنا كلها الناشطة والخاملة الحاكمة والمحكومة المترابطة والمفككة اليابانية والتايوانية اصبحت تراعي التوازنات التقليدية داخلها احيانا بصورة قبلية واحيانا في اطار جهوي وليس الامر وقفا على الارياف والاقاليم الموسومة بالتخلف حتى العاصمة نفسها ظهرت لها قبليات فانظروا لترشيحات الانتخابات الاخيرة فذاك الذي ادعى انه من اهل الخرطوم الاصليين واخر قال انهم محرروها وثالث قال انهم اصبحوا غالبيتها القبيلية كرابطة طبيعية امتداد للاسرة لااحد ينكرها فهي امر واقع لابل ليس فيها مشكلة في حد ذاتها بل يمكن ان تكون مدخلا لكثير من النشاطات الانسانية فالتكافل والتعاضد في حالة الفرح والكره والمرض الذي يقوم على الرابطة الدموية عمل ايجابي في حالة عجز الدولة الحالي لابل حتى التلاحم من اجل اخذ الحقوق امر ايجابي ولكن تبقى المشكلة اذا استغلت الرابطة القبلية من اجل مكاسب خاصة تتعلق بالافراد وليس الجماعة فاللاسف الشديد ان المحاصصة التي تتم الان ليست لمصلحة المجموعة القبلية بل لمصلحة الافراد اي النخبة لحظنا ان تقسيم المناصب في الوضع السياسي الحالي قد تمت فيه مراعاة الجانب القبلي والجهوي فالقبلي في الاماكن التي مازالت القبيلة فيها هي مصدر الحقوق والواجبات بالنسبة للفرد اما الجهوي ففي المناطق التي اصبحت القبيلة فيها رباط عاطفي وتجمعات في الافراح والاتراح ولا يستمد الفرد حقوقه منها وهذا في المناطق الحضرية او تلك ذات الاستقرار التليد ولكن كما ذكرنا ان هذة المراعاة للقبلية والجهوية تتم لمصلحة النخبة فبدلا من ان تتقدم القبيلة او الجهة بمطالبها الحياتية من مشاريع تنموية وخدمية تتقدم طالبة منصب والي او وزير اتحادي او وزير ولائي فالحمد لله لم تصل مرحلة المطالبة بمناصب مدراء الجامعات والبنوك وقادة القوات النظامية والجهاز القضائى وغيرها من وظائف الخدمة العامة (بالمناسبة المحاصصة الطائفية في لبنان فيها هذة الاشياء وبرضو يدقوا اولادنا يسئوهم عنصريا ) كنا نتمنى ان تطالب القبيلة او الجهة بمشروع لبسترة الالبان بدلا من والي ولاية او ري مشروع زراعي بدلا من وزير او مدرسة فنية بدلا من وزير ولائي او انارة كهربائية بدلا نائب والي وبالمناسبة ان مخصصات اي من هذة الوظائف يمكن ان تكون نواة لاي من هذة المشاريع فالحكاية (ما ساهلة) لااظنن ان القائمين بالامر لايدركون ان خدمة المجموعة اهم خدمة الفرد لكنهم هم الاخرين يريدون خدمة انفسهم فالشخص الذي يوزع المناصب يريد من هؤلاء الافراد الذين وزع عليهم المناصب ان يكونوا سنده وعضده في موقعة اي يدعمهم بوضعهم في المناصب السياسية ويدعمونه بان يرتكز عليهم هو في منصبه العالي وهؤلاء المدعومين والداعمين يكسبون النخب داخل القبيلة بخدمات ذاتية وبهذا تدور الدائرة الفردية وتخرج من الشغلانة المصلحة الجماعية وتصبح الانظمة الحاكمة تحت سيطرة الافراد وبنسق مترابط وتبكي المصلحة العامة حتى تفقد سوائل