كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالفيديو.. جنود بالدعم السريع قاموا بقتل زوجة قائد ميداني يتبع لهم و"شفشفوا" أثاث منزله الذي قام بسرقته قبل أن يهلك    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    السودان يردّ على جامعة الدول العربية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلكم مجانين ..وحدي العاقل -1- .. بقلم : سليم عثمان
نشر في سودانيل يوم 22 - 07 - 2010


كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر
كفاك بصحتك سقما وبسلامتك داء .
حكيم .
قال مسعر لعطية العوفي :
كيف أصبحت ؟ قال :في سلامة مشوبة بداء وعافية داعية الي فناء .
كثيرون منكم قرؤوا كتاب عقلاء المجانين للنيسابوري ، ومعظمنا يعتقد بل ويجزم و متأكد جدا أنه عاقل، ولم يخالط الجنون عقلة، ولم يصب بلوثة عقلية ،واذا وصفنا أحدهم بالجنون ، لابد أن نفتك به لإثبات أننا عقلاء ألف مرة منه ، لكننا مع إيقاعات الحياة المتسارعة ،وهمومها الكثيرة ، ونظرا لكم الاختراعات الهائل التي وفرت لنا ما نعيشه اليوم من رفاهية، وترف ورفاهية مجنونة ، من خلال وسائل مواصلات واتصالات حديثة ، كالسيارات والطائرات وشبكات ووسائط الإعلام المختلفة والكهرباء والهاتف بصرعته المتنوعة ، والأجهزة الالكترونية المختلفة ، وتقنيات استخراج النفط والغاز والأسلحة الجرثومية والنووية ، والمعدات والتقنيات الطبية و الإنترنت بفضائه الاسفيري الواسع،الذي خلق مجموعات كبيرة ومتنوعة من الناس انغمست في غرفه (يدردشون ( فلم نعد نري الكثير من المجانين يهيمون علي وجوههم ، في الشوارع حفاة عراة ،شعث الشعر، وربما نسي بعضنا في غمرة اللهاث وراء لقمة العيش، والانخراط في عالم الانترنت المتشعب، أن الله لم يخلق الدنيا دار زوال وفناء ،وكسب وتحصيل لدار بقاء وخلود .
عن فرقد السبخي قال :
مكتوب في التوراة:يا أبن ادم ،أنت في هدم عمرك مذ سقطت من بطن أمك وكثيرون منا لا يبالون بتساقط ساعات وأيام أعمارهم ، كأوراق الخريف بعضهم يقضي ثلثها أو نصفها، او أكثر من ذلك في عالمه الخاص ، عالم الإنترنت ، بعضهم يقضي جزء مقدرا من العمر في النوم ، وفي سفاسف الأمور ودنايا المقاصد ، والكل يحسب أن ما يقوم به ويفعله هو عين الصواب والعقل .
قال أبو القاسم الحكيم :
من عرف نفسه كان عند الناس ذليلا ، ومن عرف ربه كان عند الناس مجنونا ووصف رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بالجنون ،من مشركي مكة، حينما تحداهم بالجنون ، وفي غمرات الحياة ينسي كثيرون ، أن الشباب والقوة يتبعه شيب ووهن وضعف ، وأن العز يتبعه ذل وإنكسار ويتبع الغني الفقر ، والصحة السقم ، ولذلك لن تجد شخصا يعترف لك بجنونه ، رغم أن المستشفيات ملئي بالآلاف ممن فقدوا نعمة العقل ، كما أن الكثير منا لا يفكر مجرد تفكير ، في أن يذهب لاختصاصي في أمراض العقل والأمراض النفسية الأخري، التي انتشرت بسبب قلق حياتنا العصرية والصاخبة ، حتي لا يتهمه الناس بالجنون ، لكنه يسارع دائما الي مراجعة الطبيب لخلع ضرس العقل والرشد ،أو إذا أصيب بصداع او نزلة برد ، ولا تدخر النساء فلسا واحدا، في إجراء عمليات تجميل متعددة ، لشد وحشو أثدائهن بالسيلكون ،حتي يشعرن بأنهن مازلن صبايا وأبكارا ،لينجذب الرجال إليهن ولكي لا يتخلي الأزواج عنهن ، وأصبحت عيادات أطباء التجميل مزدحمة بعديد النساء، اللاتي يردن نفخ شفاههن وخدودهن ،ونظرة واحدة علي فضائياتنا العربية ،تجعلك تري قوس قزح من تلك الخدود، والشفاه الملونة التي تشبه البالونات ، مما يجعلنا معاشر الرجال ،لا نكاد نغمض أعيننا ( ومش حنقدر ) ونحن (نبحلق) في المغيرات خلق الله .
فهل جنت بعض النساء ؟ لا والله إنهن يقلن للكل أنهن في كامل عقولهن وهل مطلوب من كل أمراة أن تشبه هذه النجمة او تلك ؟ ولماذا كل هذا الصرف البذخي ؟ ونادرا ما تجد أمراة أجرت عملية تجميل ، تعترف بفعلتها ، تماما كرفضها الاعتراف ، بسنها الحقيقي ،لذلك يقولون : سؤال المرأة عن سنها قلة أدب وعدم ذوق .
والجنون في اللغة الاستتار ، تقول العرب جن الشئ يجن جنونا ،إذا استتر، وأجنه غيره أجنانا ،إذا ستره قال لبيد :
حتي ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها .
يعني الشمس ألقت يدا في ليل مظلم وستر الظلام الفجاج والطرق.
وسميت الجن بالجن لاجتنانهم عن أعين الناس .
وللمجنون أسماء عديدة في اللغة :( الأحمق،والجمع حمقي والرقيع والمرقعان وهو الذي يتمزق عليه رأيه وعقله،ومنها الموسوس، الذي يتخبطه الشيطان،ومنها المخبل والمختبل ،ومنها الانوك ومنها البوهة (شبهوه بطائر) ومنها الذولة بالذال المعجمة ، ولا يقصد بها المراة السودانية ،ومنها المهوس ،وكثيرا ما كان الكبار يقولون لنا في صغرنا ، أقعد يا ولد أنت مالك شقي ومهوس كدا؟ ربما كنا مجانين في تلك السن الباكرة ،ومنها الهلباجة وهو الاحمق كثير الاكل ، تري كم هلباجة تعرف ؟ ربما كثير ، فمعظم الناس في زماننا هذا يحبون الأكل حبا جما ، ومنها الأهوج ،وهو ذاهب العقل، ومعظم الهائمين تجدهم ممن تعلقت قلوبهم بفتاة، أو امراة فهامت عقولهم ،وشردت قلوبهم ، والعاشق مجنون أيضا فالعشق ذل وجنون، ومنها الواله، وهو عند العرب، الذي فقد ولده ومنها الهبنقع وهو الاحمق المبالغ في حمقه ، فانظر لنفسك أيها الأعز الأكرم ويا أيتها الكريمة الفضلي ، أي صنف من هؤلاء أنت ،حتما ستقول ولا أي أحد ، أنا في تمام وكمال عقلي ، وعلي كل فقد قال أكثم بن صيفي حكيم العرب لبنيه:
إياكم وصحبة الأحمق ، فإنه الي ان يضركم أقرب منه الي ان ينفعكم .
وقد ساق العرب أمثالا عديدة في الحمق والحمقى مثل قولهم :
تحسبها حمقاء وهي باخس ، أي مع حمقها تظلم الناس ، ومنها قول الامام الشافعي :
جنونك مجنون ولست بواجد طبيبا يداوي من جنون جنون.
ولعل الضبع من اكثر الحيوانات اتصافا بالحمق بعد الانسان ،وتسمي العرب جنون الأبل بالهيام (سمعت أن لبن النوق سوف يتم تصديره الي أوربا ،وأخشى أن ترفضه دول الغرب بحجة أن الإبل العربية مصابة بالهيام ،وهو داء يأخذها فتهيم وتجن، ولو قال احدنا لكلب يا كلب يا كلب فإنه يقصد :يا كلب يا مجنون، والسعر ضرب من جنون النوق ، تقول العرب:
ناقة مسعورة وتأول بعضهم قوله تعالي (إن المجرمين في ضلال وسعر) أي جنون.
سوف أتناول في مقالي الثاني، بعض ما جاء في كتاب عقلاء المجانين ، لكني هنا سوف استعرض عناوين لأخبار حوادث وحكايات غريبة ، تصيدت معظمها من موقع( وكالة النهار الإخبارية ) في بحر اقل من عام واليكم تلك العناوين :
(بسبب نكد زوجته ، رجل يقتل بناته الثلاثة ، بلطجي يقتل سائقا لرفضه تزويجه شقيقته المتزوجة، مصرية تجمع بين زوجين بعقدين شرعيين وفي منزل واحد (أكدت دراسة أجراها مركز مصري متخصص أن المصريات تفوقن على جميع نساء العالم بضرب رجالهن، وذكرت الدراسة ، التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية نشرت أجزاء منها في بعض الصحف، أن نسبة النساء اللواتي يقمن بضرب أزواجهن بلغت 28٪ من مجموع النساء المصريات. ) تري أي الرجلين سينال علقة ساخنة من هذه الزوجة ؟.
أربعة باكستانيين يغتصبون فتاة بمكة!(الناس تذهب الي مكة للحج والعمرة ومحو الذنوب، وهؤلاء يبحثون عن المزيد منها ) مغربي يقتل طفلته بسبب لعبة أطفال ، سوري يقتل شقيقته لتغيبها عن المنزل لمدة عام ، باعا طفلهما ب366وشتريا هاتفا ، قال له حرك السيارة ، فاخرج مسدسه وقتله لبنانية تضع السم لبناتها الثلاث في الطعام ، ثم تلحق بهن ( حتي اللبنانية الرقيقة تقتل ) تونسية تذبح عشيقها من الوريد للوريد ،(أين هذه من قوله تعالي .. ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ، لو دعت إليه أن يقتص لها لكان أفضل مما فعلت ) طفل الخطيئة طعاما للقطط ؟! ، تدفن عارها بعد تهشيم رأسه في حوض مرحاض بمساعدة عشيقها ؟! ( واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) ما يكون جوابهما ؟ مشعوذ يقتل فتاة ببندقية لعلاجها، يقتل ابنته بالسيف لأنها حملت سفاحا، تقتل أطفالها الخمسة بسبب الفقر( لو كان الفقر رجلا لقتلته . علي بن أبي طالب) يقتل زوجته ، يقطعها أربا ويدفنها ويزرع زيتونة فوق قبرها ،لأنه ربما اراد أن يعيش في سلام كون الزيتون رمز له ، خرجت من البيت ب10 ريالات وعادت ومعها ربع مليون ،في أي بورصة ضاربت هذه ؟ يا لها من تجارة رابحة خاسرة ؟ قتل أمه وزوجها وذهب يتنزه مع الكلب ؟ أي كلب هذا ؟ الم أقل لكم من قبل أن الكلب أكثر وفاء من بعض الناس؟ أما أن يكون أكثر وفاء من الأم ، فإن ذلك ربما نوع من الجنون، وآخر يقتل امه طعنا من اجل فتاته ، ليست هذه العناوين من صنع الخيال بل هي من واقعنا المعاش، ومن محيطنا القريب ، نواصل هذه العناوين المثيرة، أب يقتل طفلته لشكه بأنها إبنة حرام ؟ وأين كان هذا الغيور حتي رأت النور؟ السجن 22 عاما لأب اغتصب ابنته علي مدار سنوات طويلة ، مدرس مارس الجنس مع تلميذة280 مرة ، لا أدري سر الرقم ، لعله حاول تسجيل اسمه في كتاب غينيس للارقام القياسية، فتاة تسرق 750 ألف دولار لتقيم حفل زفافها (يا لحظ العريس أو المعرس السعيد من نومه لقي كومه) شاب عربي يخرج زوجته الي الشارع ويجلدها امام خلق الله ( كده الرجولة أو بلاش) سائق بص الطالبات يعترف بمائتي اعتداء جنسي (وبعد ذلك يفتي بعض اشياخنا، بأرضاع الكبير، لكن الحمد لله ليس من بينهم هؤلاء.) متزوج من 32 أمراة وأغتصب بناته القاصرات (ربما كان القصور في هذا الكم الهائل من الزوجات، اللاتي فشلن في هد حيله فلجأ لبناته اللاتي خرجن من صلبه ، وليس جنونا أصاب الرجل) طالبة تبيع عذريتها لسداد رسوم دراستها(أين مجانية التعليم في دولنا العربية؟ في الصين اثبت عاشق يدعى يو ليانج(27 سنة) بأن الحب لا يعرف حدودا، فرغم وفاة خطيبته زهانج جينج(25 سنة) بسكتة دماغية قبل الزفاف بعدة أيام الا انه أصر على عقد مراسم الزفاف.
العروس الميتة تم إلباسها ثوب الزفاف الأبيض ووضعت في كفن زجاجي بينما وقف العريس يرتدي البدلة الى جانبها ،وتم إجراء جميع مراسم الزفاف ،وتم عقد القران ، كما لو كانت العروس على قيد الحياة .
وقد بذل العريس جهدا كبيرا لإقناع أهل عروسته، بالموافقة على إجراء الزفاف بهذا الشكل الحزين(إنه أيضا نوع من الوفاء وليس جنونا كما قد يتبادر الي عقول البعض) وما زلنا نقرأ تلك العناوين الغريبة التي تقود البعض الي القتل والاغتصاب والسرقة، وغيرها من الجرائم وكلها جرائم قل أن يرتكبها الإنسان في حالة توازن نفسي، وليت القضاة في كل مكان يأمرون بعرض هؤلاء المجرمين الي اختصاصين في الطب النفسي ، قبل الحكم عليهم ، بالإعدام او السجن أو غيره نطالب بذلك كحق تكفله كل الشرائع السماوية،والقيم الأرضية دون إقرار بالطبع بجرائمهم ، ربما يكونوا مجانين حقا، والمجنون في ذمة العاقل، ويكفي أن الصلاة وسائر الشعائر التعبدية تسقط عنه ، كثيرات من النساء يقتلن أزواجهن بطرق بشعة كصب الزيت الحار ، علي أجسادهم ، أو من خلال ساطور أو آلة حادة ، بسبب خيانة أو شجار ، أو زوجة أخري، ويفعل الرجل ذات الشئ وربما لذات الأسباب ،والذي يغتصب بنته أو أخته أو والدته مجنون والعياذ بالله ،والذي يقتلهن لأي سبب كان أشد جنونا ،لذا لا ينبغي أن يقتل امرئ يؤمن بالله واليوم الاخر ، نفسا بريئة لمجرد ظن بالخيانة أو حتي تثبت منها والشبلي قال ذات يوم لاصحابة :
ألست عندكم مجنونا وأنتم أصحاء زاد الله في جنوني وزاد في صحتكم ، ثم أنشد :
قالوا جننت بمن تهوي فقلت لهم ما لذة العشق الا للمجانين.
وقال بشر بن عمرو:
أتق الأحمق فليس للأحمق خير من هجرانه.
وقد يصفك الناس بالجنون إن كنت ثرثارا،أاو كنت منعزلا عنهم ،لكن لا عليك كن عاقلا ولا تحاول إرضاء الناس ، ذلك أن إرضاؤهم جميعا غاية لا تدرك ،كل ما يعجبك، وألبس ما يعجبهم ،وأتبعهم في كل شئ، إن كنت إمعة، لكن لا تنسي أبدا الحكمة التي تقول :
من راقب الناس مات هما .
عش في جنونك مرتاح البال،ولا تستغني عن عقلك لحظة واحدة ،فالعقل زينة كما يقولون.
وعلي أية حال الجنون فنون ، والجنون أنواع ومذاهب، فالذين يجلسون الساعات الطويلة أمام الحواسيب يناجون ربا غير الله ويتواصلون مع عالم وهمي،من صنع خيالهم ،ومع شخصيات متوهمة ،ينشدون سعادة زائفة قلقة معظمهم إما مجنون، أو في طريقه الي شكل من أشكال الجنون ، التي اشرنا اليها آنفا، وعلي كل يقولون : المجانين في نعيم
وهناك مثل يقول :
خذوا الحكمة من أفواه المجانين مفاده:
ان رجلا ثريا توفى في بلد بعيد ، ووصل خبر وفاته الى أولاده وحدد ولده الأكبر يوما للعزاء ، ولكن إخوته طالبوا بالميراث، فقال لهم انتظروا حتى ننتهي من مراسم العزاء ، وبعدها لكم ما أردتم ،ولكنهم رفضوا ،وقالوا بل نقسم التركة اليوم فرفض مطلبهم .
و قال لهم :
إنه عار علينا ماذا ستقول الناس ان رأونا نقسم التركة قبل انتهاء العزاء؟ وذهب إخوته فورا الى القاضي يشكون أخاهم ، فأرسل القاضي له أمرا بالحضور فاخذ يفكر ماذا يفعل ؟ ذهب الرجل الى احد عقلاء البلد ليستشيره وكان صاحب رأى سليم ،فسرد عليه القصة وقال انظر لي مخرجا فقال له الحكيم اذهب الى فلا نفلن يفتيك ويعطيك الحل غيره قال له: ان فلان مجنون فكيف يحل مشكله عجز في حلها العقلاء؟!
قال: اذهب إليه فلديه ما تريد فذهب إليه وقص عليه القصة :فقال له المجنون : قل لإخوتك :هل عندكم من يشهد بان أبي قد مات؟ قال الرجل : أصبت والله ، كيف لم أفكر في هذا ، ولكن : خذوا الحكمة من أفواه المجانين.
قالوا : ان أبانا توفى في بلد بعيد ، وتلقينا الخبر ولا يوجد شاهد على ذلك قال لهم القاضي : آتوا بالشهود، وظلت القضية معلقه الى سنه ونصف، وقال لهم أخوهم : لو صبرتم أسبوعا واحدا ، كان خيرا لكم وأعقل .
وذهب قوله مثلا: حذو الحكمة من أفواه المجانين ، نسأل الله السلامة لكم جميعا
قيل لحكيم : أي الأشياء خير للمرء؟
قال : عقل يعيش به .
قيل : فإن لم يكن ؟
قال : فإخوان يسترون عليه .
قيل : فإن لم يكن ؟
قال : فمال يتحبب به إلى الناس .
قيل : فإن لم يكن ؟
قال : فأدب يتحلى به .
قيل : فإن لم يكن ؟
قال : فصمت يسلم به .
قيل : فإن لم يكن؟
قال : فموت يريح منه العباد والبلاد.
نواصل
Saleem Osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.