تعد تصريحات بعض منسوبي الحركة الشعبية لتحرير السودان , تصريحات تضع العراقيل في طريق الوحدة وتؤسس جدار الانفصال , وتنهش في جدار وحدة الوطن . فمنهم من قال إن الحركة كانت تقاتل منذ قيامها لا لأجل الوحدة وإنما من أجل الانفصال ، ومنهم من قال إن المؤتمر الوطني يدعم بعض التيارات الجنوبية الداعية والداعمة للانفصال , وبالتالي الحركة الشعبية هي أيضا تدعم حركات و تيارات جنوبية أخري داعية للانفصال ، فلماذا إذاً الدعم من الحركة إذا كانت نواياها غير انفصالية ، كما أن بعض منسوبي الحركة تغيرت مواقفهم بعد وفاة الدكتور جون قرنق ، وأصحبت تميل نحو الانفصال ، و الفرصة سانحة لهم لاعلان نواياهم الانفصاليه المكبوته قبل وفاة قرنق . السؤال هنا لماذا تبدلت مواقف هؤلاء الان ؟؟ الم يكونوا مع الزعيم الراحل في خندق واحد أيام نضاله ، ويعلمون نواياه الوحدوية , فهل هي صراعات دخل الحركة ؟ ام صراعات مصالح ؟ لكن واقع الحال كما هو معروف ومشهود أن الزعيم الهمام رجل الحرب والسلام ، رجل وحدوي ً، والدليل على ذلك أنه جعل على ميمنته منصور خال وعلى ميسرته ياسر عرمان ، ومنصور وعرمان كلاهما من أهل الشمال ، كما أن الحركة الشعبية استقطبت في أيام النضال العديد من أبناء الوطن ، شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه دون تحديد لجنس أو عرق بعينه ، بل جمعت كل الوان طيف القبائل السودانية ، بعد كل هذا ألم يكن قرنق وحدوياً ؟؟ فأقل الوفاء لهذا الرجل الزعيم ، أن يترحموا عليه في ذكري رحيله الخامسة - وبتمسكوا بميادئه التي ناضل ونافح وقاتل من أجلها - هي أن تسود العدالة والمساواة في ربوع هذا الوطن من اقصاه إلى أقصاه ، وأن تنال مناطق التهميش و أهلها الحظ في كل ممتلكات هذا الوطن ، الحكم ، الثروات والتنمية ، ولقد ظل الدكتور قرنق ينافح من أجلها حتي آخر لحظات حاته ، في تلك الرحلة المشؤمة ، ومات في سبيل وحدة هذا السودان الوطن الكبير .