إحتفل جنوبيو جوبا بالأمس، بقيام دولتهم الجديدة، وكانت فرحتهم لا مثيل لها، بعكس البكاء والنحيب، الذي نشهده من أبناء الجنوب بالشمال، ولم نرى إحتفالات أبناء الجنوب في المدن والولايات الجنوبية الأخرى، وكان الاحتفال بحضور دولي كبير، لم يغيب عنه قيادات السودان حكومة وأحزاباً، ووصف جنوبيو جوبا ذلك، بأنه إنتصاراً لنضالهم الذي قاده الراحل قرنق، وعضدت سوزان رايس مندوب اميركا بالامم المتحدة ذلك بقولها: أن الاستقلال حقٌ أخذ بالعنوة، كل ذلك حدث ولم نرى الدكتور منصور خالد بين الحضور ولم نسمع له صوتاً. نحن نعلم أين ياسر عرمان وأين عبد العزيز الحلو وأين مالك عقار بإعتبارهم قيادات في الحركة من ابناء الشمال ولكننا نبحث عن منصور خالد فمن يرشدنا إليه أو يرشده الى أبناء وطنه المنقسم ومهدد بالمزيد. أنا لا أسخر من الدكتور منصور خالد، حاشا لله أن أفعل ذلك،( فهو عمي) فضلاً عن أنه أحد الشخصيات السودانية الشهيرة وكاتباً ومفكراً يشار له بالبنان، ولكن ارتباط اسمه وخاصة بالنسبة لنا (جيل ما بعد نميري) بالحركة الشعبية، وظننا أن رجلاً بقامة منصور وفكره، لن يعمل ويناضل فيضيع عمله ونضاله سدىً، فهو كان كما ورد الينا مستشاراً للحركة ولزعيمها، وبعد إتفاقية السلام المشؤومة بنيفاشا، التي أدت الى ما أدت إليه، ظهر منصور خالد بالعاصمة الخرطوم، وهو مستشاراً للرئيس السوداني، ولكن لفترة من الوقت، لم يطل علينا الدكتور لا عبر شاشات التلفاز ولا المنابر العامة ولا عبر دور النشر، عسى أن يكون الرجل مشغولاً بكتابة مذكراته وبخاصة دوره في الحركة الشعبية واتفاقية نيفاشا. حتى موقفه من الانفصال لم يتضح بالنسبة لنا،. كنا نتوقع من الدكتور منصور خالد أن يأتينا بتبريرات لما حدث، حتى ولو بقول : (ان الحركة الشعبية إنحرفت عن مسارها وتغيرت أهدافها بعد رحيل زعيمها)، ولكن لم يحدث ذلك. كان الرجل سباقاً في تحليل المواقف والاحداث وكاتباً ساخراً وجريئاً في الاعتراف بأخطائه ولكن هذا لم يحدث فماذا حدث لمنصور خالد؟ لعل الداعي خير؟. wasila mustafa [[email protected]]