بسم الله الحمن الرحيم يعتبر شرق السودان من أكثر أقاليم السودان تماسكا وإندامجا من حيث التجانس فى تركيبته السكانية التى تتمثل فى الأغلبية السكانية فيه,هذا العامل ساعد على عدم حدوث اى احتكاكات قبلية أوأثنية إلا فى أوقات إستثنائية خاصة فى السنوات الأخيرة من الثورة المهدية خاصة فى البحر الأحمرحيث أنشقت عنها بعض القبائل الكبيرة التى ساندتها اقوى مساندة فى بداية الثورة المهدية حتى حققت انتصاراتها التى تروى,وذلك نتيجة لخلافات صنعتها المخابرات البريطانية أدت لاعدام إثنين من أكبر زعماءها وقادتها مما أدى لمعارك كبيرة سجلت نهاية المهدية فى شرق السودان. ومن أهم المجموعات التى تمثل أغلبية السكان هى المجموعة البجاوية والتى تمتد أراضيها فى ولايات البحر الأحمر وكسلا حتى الخيارى, وهذه المجموعة توحدها الثقافة البجاوية والتراث والتقاليد الراسخة واللغة( البداويت)التى يتحدث بها معظمهم الى جانب لغة (التقرى)التى يتحدث بها البعض مع اشترك آخرين منهم فى (البداويت) هذه السمات التى يتميز بها أهل الشرق من دون أهل السودان الآخرين بصفة عامة ,بالرغم من أختلاف أنسابهم التى تنحدر معظمها الى الآصول العربية ما عدا القبائل التى بقيت من أصل البجا القدماء مثل( اللابت) وغيرهم,وبالتالى لا يوجد أصل واحد أو آب واحد يسموا به( البجا)؟!,ومن ثم تصاهرت هذه القبائل فيما بينها مما شكل مايسمى القومية البجاوية, التى أنجبت زعماء أفذاذ عملوا على خدمة قضية أهلهم بدون فرز أوتمييز بينهم ,وقد تفتحت عيوننا على أمثال هؤلاءالرجال من أمثال "الدكتور طه بلية, محمد بدرى أبو هدية ,ابوموس على, و كباشى عيسى ,عبد القادر أوكير,قاسم ضرار, ومحمد آدم موسى" وغيرهم الذين لا يسع المجال لذكرهم وهم النخبة التى قادت القبائل ووحدتهم تحت راية مؤتمر البجا, بينما جاء زمان اعتمد فيها القادة من السياسين وبعض من(الولاة )على النعرة القبلية الضيقة بكل آسف؟! جاءت هذه المقدمة تمهيدا لإلقاء مزيد من الأضاءات والتوتضيحات حول هذا الموضوع استجابة لطلب أخ كريم اعرف اخلاصه لقضية أهلنا فى الشرق لأنه ينحدر من صلب رجل عظيم له الفضل لجيلنا الحالى من المتعلمين وقادة العمل العام,وقد نقل لى عتاب ولوم من تجمعنى بهم صلة الارحام من الأهل والذين رأوا فى بعض ماجاء فى مقالى الأخيرحول "معايير الولاية الفاشلة" خاصة عن حديثى خليفة ترحيل( المحجرالبيطرى )الى ضواحى سواكن ما اعتبروه استهداف لهم ولمصالحهم فى المنطقة,والحقيقة ان قرارترحيل المحجر قد مر بعدة مراحل فى هذه ولاية التى عملت عدة (سيناريوهات) خلقت احساس عميق باستهداف مجموعة معينة فى المدينة بصرف النظر عن الأسباب الأخرى التى ربما رفعت لحكومة المركز لتوافق على ترحيل المحجر من مكانه القديم الذى تمسك به وزير الثروة الحيوانية السابق لتوفر كل البنيات التحتية من مياه الآبار التى كانت تسقى بورتسودان قبل أربعات من خور (موج) ذات المياه العذبة الى مكان لا تتوفر فيه المياه إلا مياه التحلية المكلفة ولا تتوفر فيه المعامل المجهزة والزرائب المسورة بالحوائط المبنية بالطوب والمواد الثابتة والطريق المسفلت الى داخل سورالمحجر وتفريعة قضيب السكة حديدالممتدة داخل المحجر القديم الذى يوفر وسيلة نقل رخيصة,حيث لا تتوفر كل هذه المطلوبات فى المكان الجديد , حيث كانوا يستندون فى مطالبتهم لسبب واحد وغريب! وهو (شكوى المواطنين )وتضررهم من الأمراض التى أصابتهم بسبب وجود (المحجر) وسط الأحياء التى يسكنون فيها, بينما شيد المحجر فى آوائل الثمانينات فى أطراف المدينة ثم جاء السكان بعد ذلك خاصة الذين يعملون حوله فى العمل وفى الزرائب وتجارة الاعلاف والجزارة وغيرهم ,ولم يشتكوا كل هذه السنوات من الامراض بل جاء الوقت الذى أعادت فيها السلطات البلدية تخطيط تلك الاحياء حول المحجر حيث يسكن فيه الكثير من الموطنين الذى اعتمدوا فى معيشتهم على خدمات المحجر بما في ذلك الممرضين البيطرين وفنى المعامل والمصدرين من أبناء المنطقة, حيث يتحدث الأهل عن المسرحية التى أعدتها السلطات المحلية بناء على أوامرالأجهزة العليا فى الولاية عند جلبوا مواطنين من غير سكان الاحياء حول المحجرباللوارى ليمثلوا دور سكان الاحياء!! يطلبون بترحيله لأنهم تضرروا منه صحيا وعندما اقتنع الوزيرالسابق من الهدف من وراءهذه المسرحية سيئة الاخراج رفض الاستجابة لهذا الطلب حتى صدر مؤخرا القرار من مجلس الوزراء الذى رفعت له الكثير من الشكاوى بعد ترحيله من بعض المتضررين من المصدرين ثم المواطنين والفنيين والعاملين وهذا الأمرالذى ستظهر آثاره السلبية على صادر الهدى هذا العام بما يسبب خسارة كبيرة على الخزينة العامة. والجدير بالزكر أنننا قد لاحظنا فى السنوات الأخيرة ظهور ظاهرة جديدة على الشعب السودانى وهى ظاهرة "شهودالزور"المحترفين بالأدلاء بشهادة الزور فى المحاكم مقابل الثمن ولا نعقد أن الحالة قد سأت بالناس حتى يطلبوا ترحيل مصدر مرض إليهم أذا كان هنالك ثمة مرض أصلا وهو أمر لم يشكوا منه مواطنى "الكدرو"الذين يسكنون جوار المحجر الرئيسى حتى هذا اليوم!! يعرف الأهل من كل القبائل أننا مارسنا العمل العام التنفيذى منه والسياسى فى هذه الولاية فى نسختها الأولى عندما كانت محافظة فهل وجدوا منا اى تفرقة او فرز بينهم بسبب لأنتماء للقبيلة؟؟بينما يشكوا الأهل من واليكم الحالى الذى وجد منا كل المساندة فى يوم من الايام ضد من هو أقرب إلينا رحما !! وهويكرس الآن التفرقة حتى فى وظائف "المواصفات" ا!! وقد قسم القبيلة التى ينتمى إليها نفسها الى شيع وطوائف واتباع وأبعد كل القادة من ابناء القبيلة المؤثرين من الخيرين والشرفاء خاصة أبناء الزعماء الذين سبق زكرهم ؟! ومن ثم عمل على التفرقة حتى بين البسطاء من أهلنا عندما وجدهم يعملون فى الاعمال الهامشية مثل عمل "الجبنة"وغيرها على شاطىء( الكورنيش), حيث يحكى بعض الأخوة بكل مرارة ما حدث من تصرف منكرمنه عندما وجد شأثنين من الموطنين من أهلنا البجا أحدهما يعمل( جبنة) والآخر يعمل "سلات" وكان الأول من شيعته والأخر لم يكن منهم فأمر قواته بطرد الذى ليس منهم ,هل كنتم تقبلون مثل هذه المعاملة منا عندما كنا مسؤولين فى هذة المديرية أو محافظة؟؟ هذا مثال واحد وصغيربل هنالك الكثير من القصص والمظالم التى نحتفظ بها للوقت المناسب وعليه نطرح السؤال الآتى لجميع الأهل فى البحر الأحمر00بل فى كل الشرق, إذن من منا عمل ليفسد فى الحرث والنسل حتى يلام ويحاسب ؟؟ونستند فى ذلك على قوله تعالى:- )(ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما فى قلبه وهو الد الخصام * وإذاتولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد)) صدق الله العظيم ...