من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستراتيجية الجديدة لحلحلة ازمة دارفور مؤسسة علي نظرية (ديك تشينى) الشهيرة !. بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 23 - 09 - 2010


[email protected]


ما هي الاستراتيجية الجديدة ؟

الاستراتيجية الجديدة , التي دشنها نظام الأنقاذ ( الاربعاء 29 يوليو 2010م ) لحلحلة ازمة دارفور , أجازها مجلس الوزراء ( الخميس 16 سبتمبر 2010 ) , وبدأ في تنفيذها بأجتماع للجنتها التنسيقية برئاسة الرئيس البشير ( يوم الاحد 19 سبتمبر 2010) . لجنتها التنسيقية مكونة من وزراء الدفاع , الداخلية , المالية , العدل , الشئون الانسانية , ولات ولايات دارفور الثلاثة والدكتور غازي العتباني , مسئول ملف دارفور !

الاستراتيجية الجديدة مؤسسة ( وقع الحافر علي الحافر ) علي نظرية ديك تشينى , نائب الرئيس الأمريكى بوش الابن ، والتى أطلقها بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 .

نظرية ديك تشينى تمت تسُميتها :

( الحرب الوقائية ضد الإرهاب )

وهي تبرر الضربات الاستباقية , حتى لو كانت نسبة الخطر المحتمل لا تتجاوز واحد فى المائة .

أثبتت نظرية ديك تشيني فشلها الذريع عند تطبيقها في العراق وافغانستان .

رغم موت اكثر من خمسة الف شاب وشابة من الامريكيين , ( لا داعي لذكر الشهداء من العراق وافغانستان فقد تجاوزوا حاجز المليون شهيد وبكثير ؟ ) . ورغم صرف اكثر من الف مليار دولار مما ادي الي الازمة الاقتصادية العالمية الحالية , ورغم الالة العسكرية الجبارة من طيور أبابيل القاتلة , رغم كل ذلك , كانت نتيجة تطبيق نظرية ديك تشيني في
العراق وافغانستان ... قبض الريح !

مصير تطبيق الاستراتيجية الجديدة في دارفور سوف يلاقي نفس مصير تطبيق نظرية ديك تشيني في العراق وأفغانستان ! ببساطة لان الاستراتيجية الجديدة مبنية علي نظرية ديك تشيني , التي تستبعد الحل السياسي , وتركز حصريأ علي الحل الأمني الأستباقي الوقائي !

وفي المحصلة النهائية , لن تستبق الأستراتيجية الجديدة حدثأ , ولن تقدم وقاية من أمور محتومة الوقوع !

اذا كان الداخل ( العدوان العسكري ) الي برنامج الاستراتيجية باطلأ , فالخارج ( أبادة جماعية ) منها لن يكون حقأ , فانت لا تجني من الشوك العنب !

الاستراتيجية الجديدة في دارفور يمكن أختزالها وتوصيفها بأنها الحرب الوقائية الاستباقية ضد (إرهاب ؟ ) الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح , وبالأخص حركة العدل والمساواة ! وهي حرب تبرر الضربات الاستباقية, التي تقوم بها مليشيات نظام الانقاذ وجنجويده ضد الدارفوريين الزرقة العزل من السلاح !

اخر مثال لتدشين الاستراتيجية الجديدة كانت مجزرة سوق تبرا في شمال دارفور في يوم الخميس 2 سبتمبر 2010 , حيث أغتال الجنجويد , بدم بارد , وبدون اي اسباب أو أستفزازات , أكثر من 50 دارفوريأ , لا أيدهم لا كراعهم ! ضربات الاستراتيجية الوقائية , كما في سوق تبرا , تمت رغم أن نسبة الخطر المحتمل (الواجب الوقاية الاستباقية منه) علي نظام الانقاذ وعناصره كانت صفرأ !

مشروع الاستراتيجية الجديدة لحل مشكلة دارفور من الداخل , بأجراءات عسكرية امنية جنجودية , استباقية ووقائية , بدون مصاحبة الحلول السياسية , تجاوز كثيرأ طموحات نظام الانقاذ ! لأن الطموحات نفسها ( حل عسكري بدون حل سياسي مسبق ) , كانت أبعد كثيرا من تحديات الواقع علي ارض دارفور .

الحل من الداخل ؟

في بدايات مشكلة دارفور , حاول نظام الانقاذ , حل مشكلة دارفور من الداخل ! وفشل في حلها من الداخل , لانه استبعد الحلول السياسية , وركز علي الحلول الامنية . وكانت النتيجة الكارثية أكثر من 300 الف شهيد , وحوالي اربعة مليون لاجئ ونازح , لا يزالون مشردين .
ولفشل نظام الانقاذ في حل المشكلة أمنيأ من الداخل , عمل المجتمع الدولي علي تدويلها , ومحاولة حلها , سياسيأ ودبلوماسيأ , من الخارج البعيد ! واصدر مجلس الامن اكثر من عشرين قرارأ بخصوصها , من بعض نتائجها قوات اليوناميد وامر قبض الرئيس البشير, والوجود الدولي الغليظ في دارفور !
اصبحت مشكلة دارفور مشكلة دولية وليست مشكلة سودانية ! أذهب الي اي مدينة امريكية لتري ملصقات انقذوا دارفور في الشوارع والمترو وعلي صفحات الجرائد المحلية !
ولكن بعد انتخابات ابريل المزورة , حاول نظام الانقاذ ايهام المجتمع الدولي بأن هناك واقعا جديدا افرزته هذه الانتخابات المضروبة , مما يستدعي الرجوع من المنطق الدولي الي الحل من الداخل , باستراتيجية جديدة .
وهذا تصور باطل , لانه مبني علي باطل الانتخابات المزورة , التي اتت بناس الانقاذ حصريأ , بل أتت بغلاة الانقاذيين , من أمثال معالي الدباب كرتي ومعالي الدباب سوار !
الوضع الماساوي , بعد الانتخابات المزورة , سوف يفضي الي مزيد من المواجهات في دارفور , والي اعادة انتاج الازمة !
الحل من الداخل , عبر الاستراتيجية الجديدة , كابوس ليلة صيف من كوابيس الانقاذ ! وسوف يصحو نظام الانقاذ من كابوسه بعد حين ! ليري مشكلة دارفور لا زالت قائمة , بل أكثر تأزمأ !

هل ينجح الحل العسكري هذه المرّة ؟

هل هناك أيّةَ مُسوِّغات منطقيّة , مع قرائن عمليّة مجرّبة , للتفاؤل والأمل بنجاح الإستراتجيّة الجديدة , في حلحلة أيِّ من القضايا الأساسية التي يُفترض أنّها جوهر القضيّة وخلاصتها المنشودة ؟

أم أنّها نفس مريسة الإستراتجيّات القديمة , ولكن في كناتيش جديدة ؟

هل كلمات الرئس البشير ( الاحد 19 سبتمبر 2010 ) لحل مشكلة دارفور أمنيأ , وليس سياسيأ , تحمل مسوّغات منطقيّة , تجعل فترة الأربعة أشهر الحرم القادمة , فترة يتمُّ فيها حل مشكلة دارفور امنيأ , أم أنّ كلمات الرئيس البشير , نوع من الكلام الساكت , يمكن إعتباره , في أحسن الأحوال , نوع من التطمين النمطي ولحماية القوات الدولية , التي تم استجلابها لحماية النازحين الدارفوريين , فاصبحت تحتاج لحماية عناصرها , كما برهنت أحداث مجزرة سوق تبرا في شمال دارفور ؟

سوف نعرف الإجابة علي هذه الأسئلة المفتاحية وغيرها , عند إنتهاء فترة الأربعة أشهر الحرم المتبقية علي نهاية عام 2010, وليس قبل ذلك التاريخ !

ذلك أنّ الرئيس البشير قد حدّد نهاية هذه الفترة , للأنتهاء من تفعيل وإنجاح الإستراتجيّة الجديدة , وحلِّ مشكلة دارفور أمنيأ , وليس سياسيأ !

تخريمة
تم عقد مناظرة ( الخرطوم – الخميس 16 سبتمبر 2010 ) حول تحديات الوحدة والانفصال , شارك فيها سياسيون من كافة ألوان الطيف السياسي ، في الشمال والجنوب . وكانت مناظرة في موضوع وجودي لبلاد السودان , يستحق التحليل , والدراسة والبحث من كافة مثقفي السودان .
وشد أنتباهي أمران في هذه المناظرة الهامة :
الأمر الأول :
كان السيد الأمام , رئيس حزب الأمة القومي , رئيس الحزب الوحيد الذي شارك في المناظرة . بقية المشاركين كانوا من الصف الاول والثاني وربما الثالث في احزابهم . كان يمكن للسيد الامام أن يبعث بأحد مساعديه الأكفاء , وهم كثر , لتمثيل حزب الامة القومي في المناظرة . ولكنه لم يفعل ذلك , وأثر المشاركة الفاعلة بنفسه وبشخصه ! لأنه يحترم نفسه , ويحترم موضوع المناظرة , ويحترم المستمعين
هذا يؤكد , بما لايدع مجالأ لأي شك , بأن السيد الأمام مسكون بهموم بلاد السودان . ويؤكد ان السيد الامام يثمن عاليأ الأهمية القصوي لموضوع المناظرة ( وحدة بلاد السودان ) , الذي يوليه عناية ومتابعة شخصية مباشرة . السيد الأمام لايهظر في المواضيع كافة , وخاصة في ما له علاقة بمستقبل بلاد السودان . السيد الامام يأخذ كل المواضيع , سياسية أو خلافها , حتي التافه منها , مأخذ الجد , ويشارك في منتدياتها مشاركة شخصية مباشرة وفاعلة . الجدية لا تعني الصرامة وصرة الوش والتحمير للسيد الأمام ! ولكنها تعني له الإحاطة , والتركيز علي التفاصيل , والأتقان ! يقول السيد الامام عن الهظار نفسه , إنه ليس عبثا ! ويأخذه دومأ بجدية ! كما وضح في كتابه :
الفكاهة ليست عبثا!
صرح سفير بلد عربي معتمد في الخرطوم بأنه طلب مقابلة السيد الأمام ! وكم كانت دهشة السفير كبيرة عند مقابلته السيد الامام , عندما سلمه السيد الأمام ملفأ كاملأ , أعده السيد الأمام بنفسه , حوي كل شاردة وواردة حول الموضوع الذي حضر السيد السفير لمناقشته مع السيد الامام . ونفس الفيلم السيريالي يتكررمع كل من هب ودب , وحضر لمقابلة السيد الامام , حتي في أتفه الأمور !
هظار , ولعب قعونج , وأمور الثلاثة ورقات ملوص , وبيع الترماجات ما فينا مع السيد الأمام !
فلذلك تجد الدكتور عبده الغالي , الساعد الأيمن للسيد الأمام بعد الكنداكة , في حالة وردة مستمرة , لضغط العمل العقلي القاسي في رحاب السيد الأمام !
غابت معظم الأحزاب الشمالية والجنوبية عن المناظرة . حتي الأيقونة هاله عبد الحليم , رئيسة حركة حق , ومفخرة نساء السودان , غابت عن المناظرة ؟
كانت مشاركة الأيقونة هاله في المناظرة تضمن لنا اصطياد أكثر من عصفورة بحجر واحد .
اولأ :
ضمان مشاركة المرأة السودانية في المناظرة ! فقد غابت المرأة السودانية عن المناظرة ولم نسمع متحدثة بأسمها , رغم كثرة المنضمات المبصرات بين عوين السودان !
ُثانيأ :
ضمان مشاركة رئيس حزب سوداني ثاني , بدلأ من كون السيد الأمام رئيس الحزب الوحيد المشارك قي المناظرة , رغم اهميتها .
ثالثأ :
حرمتنا الايقونة هاله من سماع والأستمتاع بفكرها الثاقب , ورؤيتها التي تحاكي رؤية زرقاء اليمامة , ومقترحاتها النيرة المتألقة كشخصيتها المبدعة ؟
لو كنا اخذنا بأقتراح هاله في ملتقي جوبا العام الماضي بأعتماد الرئيس سلفاكير مرشحأ رئاسيأ موحدأ واحدا أحدأ لكافة قوي تجمع احزاب جوبا المعارضة , لما كنا وجدنا أنفسنا في هذا الحيص بيص الحالي , ولتجنبنا تفتيت بلاد السودان , ولكان السودان ... اقتباسأ من مقولة يكون أو لا يكون الشكسبيرية ّ!
غابت هاله , وغابت المرأة السودانية , وغاب جميع رؤوساء الأحزاب السودانية !
وحضر السيد الامام !
وتاني !
وتيب !
الأمر الثاني :
أرتجل كل المشاركين في المناظرة كلماتهم. الأ السيد الامام فقد قرأ مداخلته من ورقة مكتوبة ! ليس لان السيد الامام عيي لا يستطيع أن يرتجل كما الاخرون ! فهو بعد ابو الكلام , وافصح لسان في بلاد العرب قاطبة !
هو الذي نظر الأعمي الي ادبه , واسمعت كلماته من به صمم !
لا ... لم يرتجل السيد الامام كلمته , وقرأ من ورقة مكتوبة , ليس لانه عيي وعاجز عن الارتجال ! لم يرتجل السيد الامام كلمته لانه يحترم ويقدر جمهور المشاركين في المناظرة , مع أن معظمهم من الرجرجة والغوغاء ! لم يرتجل السيد الامام كلمته لانه يحترم ويثمن موضوع المناظرة ! لم يرتجل السيد الامام كلمته لانه يحترم عقول ووقت جمهور المشاركين , ولذلك يريد ان تكون مداخلته مختصرة ومفيدة ومركزة ! ثم ان السيد الامام يريد أن يتكلم في موضوعات محددة , ويخشي أن يستدرجه الحماس وتشيله الهاشمية , فينسي , في أرتجاله , ألاهم مما جاء من أجله !
لم يرتجل السيد الامام كلمته , وقرأ من ورقة مكتوبة , لانه يحترم نفسه قبل ان يحترم المستمع اليه !
كل من يحترم نفسه , ويحترم مستمعيه , يتحدث ويحاضر ويخطب من ورقة مكتوبة !
كان تشرتشل يخطب دائمأ من ورقة مكتوبة , ولا يرتجل أطلاقأ ! فبقيت خطبه , كما خطب السيد الأمام , مراجع فكرية في السياسة والأدب. أما ملك الملوك فانه يرتجل جميع خطبه , ولا يقرأ من ورقة , فيضطر المستمع الي الاستماع له لمدد تفوق الثلاثة ساعات في كل خطبة !
القوم في بلاد السجم والرماد يعيبون علي الذي يخطب من ورقة ! القوم في بلاد السجم والرماد يعيبون علي الذي لا يرتجل ! والعيب فيهم وفي خطبائهم !
كل زعيم يحترم نفسه يقرأ خطبته من ورقة مكتوبة ! هل رأيت أوباما في خطبة القاهرة ؟ كان يقرأ من جهاز ، تماما كقراء نشرات الأخبار، يبدون كأنهم يرتجلون , والحقيقة أنهم يقرأون ...
كل مسؤول يحترم نفسه لا بد أن يقرأ من ورقة !
نقطة علي السطر !
ولكن أحترام السيد الأمام لنفسه وللمستمعين , وبالتالي قراءته من ورقة , أديا الي عكس النتيجة المتوقعة في مناظرة الخميس .
كيف , يا هذا ؟
كانت مداخلة السيد الامام حنيثية , مركزة غاية التركيز , ومحددة , ودثمة ودسمة غاية في الدثامة والدسامة , لانها مكتوبة ومعدة مسبقأ , وحصيلة ساعات من الجهد العقلي والفكري للسيد الامام شخصيأ ! بالاضافة الي مراجعات ومشورات مع اخوانه وبنيه في الحزب ! وبالتالي كانت مداخلة السيد الامام تحتاج لهدؤ وعقلانية وحسن انصات , لتدبر مراميها , وفهم مقاصدها , واستيعاب محتواها وجوهرها .
أنت , يا هذا , لا تستطيع شرب المركز من العصير , كما تشرب موية الله والرسول الزرقاء ! تحتاج لمصه في تؤدة وبشويش , وجرعة جرعة , والا شرقت , يا هذا ! وبالمثل كانت مداخلة السيد الامام تحاكي العصير المركز , وتتطلب الهدؤ وحسن الانصات والتركيز , حتي تنساب في سلاسة الي داخل العقول .
ولكن , وللأسف كانت هذه المقومات معدومة تماما في مناظرة الخميس ! كانت الجموع الغوغائية مشحونة عاطفيأ ! أعطت عقولها أجازة ! وبالتالي لم تستطع جماهير المستمعين من الغوغاء والرجرجة استيعاب مداخلة السيد الامام وفهمها ! طارت كلمات السيد الامام الحكيمة فوق رؤوس القوم ! فالاذان كان بها وقر غليظ , وعلي القلوب والعقول أقفالها ! فرأينا حالات صخب من الرجرجة , الذين حاكوا التيران في مستودعات الخزف . رغم ان السيد الامام دعاهم , دعوة أبوية , لعدم الخلط بين الرأي والعاطفة ! بعدها أثر السيد الامام , احترامأ لنفسه , وأحترامأ لمستمعيه , أنهاء قراءة كلمته المكتوبة !
السيد الامام أمة !
قال له احد المعجبين المبصرين :
أراك ياامام تجسد الأية 43 من سورة الأعراف , وكأنها تمشي علي رجلين !
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ . تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ . وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ . لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ . وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .
﴿ 43 _ الأعراف ﴾

ألأ تسمع المنادي يأ أمام ؟

قالوا نعم !

فأذن مؤذن بينهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون !

رد السيد الامام في تواضع العالم العارف :
بل قل الاية 32 من سورة النجم :
) الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش , إلا اللمم , إن ربك واسع المغفرة ! هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض , وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم , فلا تزكوا أنفسكم . هو أعلم بمن اتقى ) .
( 32 – النجم )
حقأ وصدقأ السيد الأمام من الذين أحسنوا بالحسنى , من المحسنين الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش , ولا يتعاطون المحرمات الكبائر , وإن وقع منهم بعض صغائر الذنوب ( اللمم ) فإنه يغفر لهم ويستر عليهم ! كما قال تعالي في الآية 31 من سورة النساء :
( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) .
( 31 - النساء )
وليس هناك بمعصوم غير الرسول الكريم .
بخ بخ ... روعة وقمة في التواضع وعدم تزكية , مع احترام , للنفس ... فهو اعلم بمن اتقي !
أعطني مثلأ أعلي , وموديلأ , وقبسأ يهتدي به , ومرجعية لشباب بلاد السودان أعلي قامة وأكثر أشراقأ وتألقأ من السيد الامام ؟
السيد الامام ... ابو الكنداكة ... هذا الليث من تلك الشبلة !
وأنعم به من ليث وانعم بها من شبلة !

يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.