قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن الاستفتاء على مصير منطقة أبيي الحدودية بين شمال السودان وجنوبه لن يجرى في التاسع من يناير/ كانون الأول المقبل كما كان مقررا له. وأضاف أمام الصحفيين "اعتقد أننا مدركون أن هذا الاستفتاء لن يجري في التاسع من يناير، لكننا نواصل تشجيع الاطراف على العمل للتوصل الى حل". يذكر أن الاستفتاء على مصير أبيي هو أحد بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان الموقعة عام 2005 برعاية أمريكية وأفريقية. ونصت الاتفاقية كذلك على إجراء استفتاء على مصير جنوب السودان، حيث يختار الجنوبيون في التاسع من يناير أيضا بين البقاء ضمن الشمال الموحد أو تكوين دولة جديدة. وكان التوتر قد ازداد خلال الفترة الماضية بين قبيلتي المسيرية الشمالية ودينكا نقوك الجنوبية على خلفية من يحق له التصويت في استفتاء أبيي. ويأتي الاعلان الأمريكي بشأن استفتاء أبيي قبل أقل من خمسة أسابيع على موعد التاسع من يناير، وفي وقت لا تزال فيه الكثير من الخلافات عالقة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب بشأن تطبيق اتفاق السلام. 32 مليون دولار في هذه الاثناء اعلنت مسؤولة العمليات الانسانية للامم المتحدة في جنوب السودان ليز جراندي أن المنظمة الدولية تحتاج الى 32 مليون دولار فورا لمساعدة سكان جنوب السودان الذين يعودون بكثافة مع اقتراب موعد الاستفتاء. وأضافت جراندي في مؤتمر صحافي في جوبا عاصمة جنوب السودان ان اكثر من الف جنوبي يغادرون شمال السودان يوميا للعودة الى اراضيهم, مما يرفع عدد العائدين منذ 30 اكتوبر/ تشرين الاول الى 51 الف شخص. ويقدر عدد الجنوبيين الذين سيعودون من الشمال بحلول مارس/ آذار المقبل بأكثر من 150 ألف. ووفقا لإحصاء أجري عام 2008 يقدر عدد الجنوبيين في الشمال بحوالي 500 ألف، بينما تقول السلطات في الجنوب إن عددهم حوالي مليون ونصف. "قصف جوي" وفي موضوع ذي صلة، طالبت الحركة الشعبية مجلس الامن الدولي بالتحقيق في ما وصفته بقصف الجيش السوداني الجوي المستمر لمناطق في جنوب السودان. وقال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وزير السلام في حكومة جنوب السودان في مؤتمر صحافي في الخرطوم "نطالب مجلس الامن بارسال فريق محققين الى المنطقة وتأمين عملية السلام في السودان". واتهم اموم حزب المؤتمر الوطني بأنه يريد العودة إلى الحرب لعرقلة الاستفتاء. واضاف "لكننا لا نريد العودة الى الحرب، بل نريد اجراء الاستفتاء في الموعد المقرر".