(كلما لاحت في الأُفق ذكرى استقلال السودان خالطَ النفسَ مزيجٌ من الغبطة والحزن ... وطافت بالخيال صُورٌ رائعة من لوحات النضال الوطني من أجل أن يستقلَّ السودانُ ويبقى واحدا ًموحداً ... هذه الصورُ الرائعة تزخرفها أحلام وآمال لم يتحقق منها إلا النزرُ اليسير ... وينظر الإنسان إلى ما آل إليه حال الوطن اليوم من شتات وتمزق واختلاف فيصاب بالحيرة والألم... وهنا كان على الشَّعْرِ أن يقول كلمته). وطني أراكَ حزيناً غَائمَ الأُفُقِ أخشى عليك من الطُّوفانِ والغرقِ ليلٌ يطولُ وأحلام يَُبدّدُها حالٌ من الشكَّ والتفريطِ والفَرَقِ (1) هذا القتالُ على الأسلابِ آن لَهُ أن يَسْتجيبَ لصوتِ العَقْل والخُلُقِ كُمْ مِنْ زعيم تفاءلنا بِطْلعَتِه باتَتْ طلاسِمه حِبراً على ورق كيفَ الخلاصُ وهل مِنْ رايةٍ جَمَعَتْ (1) الفَرَق هو الخوف روحَ الوفاقِ وهَلْ منْ فارسٍ لَبِق تَمْشِي الثعالبُ والقِطَطُ السَّمانُ ضُحىً مِثْلَ الأُسودِ على الساحاتِ والطُرق والشعبُ يَكْْدَحُ "كَدْحَ الوَيْل" ما حَصَدتْ يداهُ غيرَ جحيمِ الهمَّ والأَرقِ مالُ "الجنوبِِ" تَوالَى هَمُّهُ حِقَباً هل من سِراجٍ يُرى في مُظِلِم النَّفَق؟ وأيْنَ "دارفور" من أيامِ مَحْمِلها لكعبةِ الله ذاتِ الطيبِ والعبقِ؟ تَرْنو إلى السَّلْمِ لا تدريَ مَتَى غَدُهُ لم يَبْقَ في الرُّوحِ إلا غائرُ الرَّمََقِ و"الشرقُ" ... ما "الشرقُ" أخشى أن تعودَ به ريحُ الخِلافِ إلى تيهٍ ومُنْزلَقِ يا أيها الوطنُ المسحورُ يؤلمنا ما أنتَ فيه من الأهوالِ والحَرَقِ(2) لَيْتَ الزمانَ يعودُ القَهْقَري لنَرى في عارضَيْكَ جلاَل المَجْدِ والأَلقِ عِشناكَ حُلُماً جميلاً رائعاً أبداً عِشناكَ لحناً رخيماً فائقَ النَّسَقِ فانْهِضْ – فَدًَيْتُك – لا ترضى بمنزلةٍ دون النُّجوم ولا تُصْغِي لذى حَنَقِ(3) واحذرْ دسائسَ جَلاَّ ديكَ مَنْ نصبوا لَكَ الشراكَ تباعاً في دُجى الغسقِ فالفَجْرُ آتٍ وعينُ الشَّعبِ ما بَرِحَتْ ترعاكَ ساهرةً في القلبِ والحَدَقِ باريس في مطلع شهر ديسمبر 2007 (2) الحَرَقُ هو النَّارُ (3) الحَنَقُ هو الغيظُ Abdelwahid Yousif [[email protected]] الدكتور عبدالواحد عبدالله يوسف المستشار التربوي لوزير التربية والتعليم بمملكة البحرين