إلى الوطن المحسود: تسلية للشاعر الدكتور عبد الواحد عبد الله في أغنيته الحزينة للوطن المسحور شعر: إبراهيم الدلال – أم درمان الشعرُ أغمد في عينيك صارمَه والشمسُ كالقولِ ملقاةٌ على الطُرُقِ تطالعُ الليلَ في أكفان شملتهِ وتسكب الفجر في جامٍ من الألقِ وكأسُ جمشيدَ قد غالتك سوْرتُها والنخلُ يطفو على آلٍ من العرق كخيمة البدو كم ريح تحاصرها وجهَ النهار وأحيانا مع الغسق ولم تزل عزة القعساء فاتنةً وورّثتك طويل الهم والأرق وألهمتك قريض الشعر تكتبه قراضة من نضار الفكر والرهق سرى ووافاك سيفَ النيل في ألق حرفٌ يضمخ مِسكاً صفحة الورق يا واحدَ الشعر قد أثقلت كاهلنا والشعر يسرف في الأحزان والحُرق حركت بالشعر أوتاراً مدوزنةً فجاء شعرك لحنا رائع النسق وعبقر الشعر عافتني أوابده وهْناً أهلهلُ خلف الشاعر الزلق وموطني هامش ام درمان منفرداً فخلِّ عنك رهين المنزل الخلِقِ حمى البلادَ بلادَ النيل من قِدمٍ قومٌ كماةٌ رماةُ النّبلِ في الحدق مَنْ مثلُ شعبِ بلاد النيل في كرمٍ شعب نمته عروق التبر والورِق من يكرموا الضيف إذ يغشى تبالتهم شبعانَ يغمس في نيلٍ من المَرق سل عنهم النهر إذ جاشت قواربه سدّوا الصفوف ولاقوا النار بالدّرق سلِ ام دبيكراتَ عن صولاتِ فارسها كالفيلِ يحرنُ إذ طاشوا من الفَرَق سقى دروتي نجيعُ الشيخِ سيّدِنا جرى ذكيا يحاكي حُمرةَ الشفق ما زال في الناس تاج الدين سيرته عطرا تفاوحَ من تاريخه العبق ما خام بيرق عز نستظل به عالٍ يعانق زهواً نجمة الأفُقِ تكالب الشرُّ إذ جاءت جحافله هذا التحالف من لصٍ ومرتزقِ وأشعلوا الحرب في أطراف دولتنا وهدّدوا الحوتَ والتِّمساحَ بالغرق