[email protected] أعلنت الحكومة السودانية رفضها لأي شروط للحوار مع المعارضة السودانية . وقال قيادي بالمؤتمر الوطني الحاكم إن «قضايا الدستور وارتفاع أسعار السلع و المحروقات وإطلاق سراح المعتقلين مسائل سياسية ليست لدى المعارضة دور فيها ولا يمكن الاستجابة لها في هذا الشأن»، واعتبر أن «المعارضة لم تستطع تحديد أهدافها ومطالبها الوطنية والسياسية المتعلقة بالدخول في حوار مشترك يقود الأطراف إلى مخرج حقيقي»، واتهمها بوضع «الأجندات الشخصية والحزبية كأولوية على القضايا الكبرى، وهو ما جعلها مترددة في قراراتها. وأشار إلى «أن أي طرح تقدمه المعارضة يجب أن يتوافق مع اتجاهات المؤتمر الوطني كشرط أساسي للحوار». وأضاف أن الشرط الأساسي الذي وضعه المؤتمر الوطني أمام المعارضة هو تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة تشمل كافة القوى السياسية دون استثناء...... وكل ما عدا ذلك يعد خروجا على القانون والدستور القومي. هذا ما قاله أحد الرموز السياسية الهامة بالمؤتمر الوطنى كما أوضحنا ، عشية طلب الرئيس عمر البشير مقابلة السيد الأمام الصادق المهدى للتفاكر حول الوضع الراهن في البلاد بعد انفصال الجنوب..... والسؤال الذى يطرح نفسه هو .....اذا كانت المعارضة ليست معنية بقضايا الدستور وارتفاع الأسعار والحريات ...الخ فبماذا هى معنية؟؟؟؟؟؟ وما هى الضرورة التى تستدعى الأجتماع مع رموز المعارضة في الأساس؟؟........ السيد الأمام الصادق المهدى قال أن ما يمكن الحصول عليه بالحوار خير من الحصول عليه بالأسنان.....أو كما قال....ومع أحترامى واعجابى الشخصى بالسيد الأمام....الأ أننى عجزت عن فهم نوع الحوار الذى يقبل به المؤتمر الوطنى ولا يعتبره شروطاً مسبقة من المعارضة...هل يعتبر الحديث عن الحرية والديموقراطية وسيادة القانون وبسط العدالة شرطاً مسبقاً في عرف المؤتمر الوطنى ينبغى الأبتعاد عنه.....وهل الأعتراض على انفلات الأسعار بشكل غير مسبوق يعتبر غير متوافق مع اتجاهات المؤتمر الوطنى.... ماهو نوع المعارضة الذى يريده المؤتمر الوطنى؟؟؟؟؟؟ وما هونوع الحكومة العريضة التى يتبناها.....هل يعتبر المؤتمر الوطنى أن الحكومة العريضة لا تتعدى كونها مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يتم استوزارهم من هذا الحزب أو ذاك لترضية هذه الأحزاب واسكاتها ...أم هى مرتبطة بفلسفة وسياسات تمس جوهر الأشكاليات السياسية والأجتماعية من النوع الذى أخرج الشعب المصرى من سباته السرمدى..... النائب الأول لرئيس الجمهورية قال أنه لا مجال لتفكيك المؤسسات القائمة أو الدعوة لأنتخابات جديدة.....ومع ذلك يدعو للحوار المتحضر مع المعارضة...كيف ؟؟... اذا لم يتناول الحوار ضرورة اعادة هيكلة المؤسسات القائمة وافراغها من المحسوبية ...فكيف يكون الحوار متحضراً...... أحد قيادات المؤتمر الوطنى المعروفة قال أن الظروف الموضوعية لم تكتمل بعد لقيام الثورة في السودان.... يعنى هو يعترف بحتمية قيام الثورة ولكن بعد حين...... ولكن لعل الساعة تكون قريباً..... من جهة أخرى وصفت احدى الجرائد الحكومية على لسان أحد محرريها الأسلاميين المعروفين ، وصفت مظاهرات الطلبة في السودان بأنها تشبه سيرة البنات.....حيث عاد البمبان بصمة خشمو على حد تعبيرها – أى أن البمبان لم يجد رجالاً يفتحون صدورهم له لينفجر فيهم......ثم زاد الكاتب المعروف بأن ثورة مصر الحالية يقودها الأخوان المسلمون مثلما يحكم الأخوان المسلمون السودان.... هكذا.... وأنا لا أدرى هل سمع الأخ بثورة الشباب المبنية على التكنولوجيا الحديثة ومعارك المعلوماتية التى فضحت وتفضح الدور التآمرى للأجهزة الحكومية المتخلفة ..... وغير ذلك من الأدوات والمواعين التوعوية الشبابية ذات التقنية العالية التى رفعت الشباب الى مصاف الشرائح المستنيرة التى تعتمد عليها الأمم في أحداث التغييرات الدراماتيكية المتقدمة في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم الحر الذى لا يطيق سحل الناس وجلدهم وقتلهم بسبب المطالبة بالحرية ولقمة الخبز؟؟ هل سمع الأخ بأن حقوق الأنسان أصبحت مطلباً دولياً تتعاطف معه كل الشعوب ولم يعد حكراً لأمة دون أخرى..... هل سمع الأخ بأن البنات اللائى يتهكم عليهن لم يعدن مجرد بنات للسيرة والحريرة والضريرة ، بل هن بنات الحاسوب والرياضيات والشعر والطب واللغات..... هل سمع الأخ – وهو الذى يحتكر المعرفة الأسلامية – أن الملك لله يؤتيه من يشاء وينزعه عمن يشاء ولو بعد سنين ....وان العبرة بالخواتيم...فأما أن تكون الخواتيم كريمة أو مهينة كما نشاهد ونسمع.... ومهما يكن من أمر الوضع في السودان الذى ما زال يتشظى ولا يعرف مستقبله على وجه الدقه ، فان أسوأ نصيحة يمكن أن تقدم لشباب مصر في حراكهم الحالى هو تشجيعهم بأن يتبعوا نموذج السودان السىء....ذلك لأن مصر لديها ارث تاريخى غير مسبوق لا يسمح للأخوان المسلمين بلعب دور مفصلى فى قيادتها وذلك للأسباب التالية : 1. وجود قناة السويس كشريان مشترك للحياة بين مصر ونصف الكرة الشمالى والجنوبى ....بل والعالم أجمع....وان أى مساس بانسياب الحركة فيها سيجلب كل الشرور الظاهرة والمستترة. 2. وجود أتفاقية السلام بين مصر واسرائيل كأتفاقية مغلظة ينبغى حساب الربح والخسارة فيها جيداً اذا أريد المساس بها...وكما هو معلوم فان الأخوان لا يحبون الخسارة.. 3. وجود السياحة وهى من أنشطة الأقتصاد المصرى الذى يوفر الوظائف في الداخل ويجلب النقد الأجنبى من الخارج......ومن المعروف أن مصر تمتلك سدس ما لدى العالم من الآثار... ويعتبر الأخوان المسلمون أن الآثار هى من قبيل الأصنام والرجس الذى ينبغى ازالته والتخلص منه ( ولكم في حكومة طالبان السابقة خير مثال )... 4. وجود أقباط مصر الذين يمثلون مع المسلمين المصريين نسيج وطنى واحد ليس فيه مواطنون درجة أولى ومواطنون درجة عاشرة . 5. هيمنة دور مصر الأقليمى المميز بين الشرق والغرب وبين الأسلام والمسيحية وبين العرب والعجم. وفي تقديرى أن ما ورد أعلاه من نقاط هو من باب الصناعات الثقيلة التى لا يستطيع الأخوان المسلمون المحافظة عليها أو ضمان بقائها أو تغييرها الى الأفضل بحكم تشرنقهم وعدم انفتاحهم على العالم بسبب سياساتهم الأقصائية الأستعلائية ... وعدم قبول العالم لهم كذلك.. ولا بد هنا أن ندرك أن مصر تقوم على المؤسسية القوية منذ عهد محمد على باشا .....وتقوم على الخدمة المدنية الراسخة رسوخ أبى الهول.....بل أن الفرعون المصرى قبل الميلاد درج على تقديم الطعام والأمان بينما يقدم الشعب السمع والطاعة ..... وعلى كل ، فان الأخوان المسلمون المصريون أقلية في بلادهم ....ثم بعد ذلك أعربوا بوضوح عن عدم طموحهم فى الظهور والقيادة الا فيما يجمع كافة الأحزاب من السعى لتحقيق الحرية والديموقراطية والعدالة الأجتماعية وسيادة القانون. أن الشعوب المصرية التى منيت بطاغيتها ردحاً من الزمان ليست على استعداد بأن تأتى بطاغية جديد يتسربل بدثار الأسلام ونستلهم قول الشاعر: عبد الحميد حساب مثلك في يد الملك القدير سدت الثلاثين الطوال ولسن بالحكم القصير تحكم ما بدا لك في الكبير وفى الصغير ونختم أن رياح التغيير بدأت تهب بقوة على العالم العربى والأسلامى من المحيط الى الخليج بصورة تشبه كثيراً تفكك الأتحاد السوفيتى السابق.... والنظام السياسى الحصيف هو الذى يستشرف المستقبل ويتصالح مع شعبه قبل فوات الأوان خاصة أن البنيات السياسية الكارتونية سرعان ما تتخلى عن أولياء نعمتها اذا ما ادلهمت الأمور....ولكم فى الحزب الوطنى المصرى خير مثال..... لذلك احذروا الظلم....فالظلم ظلمات يوم القيامة ..وقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرماً بين المسلمين....وقد جاء في الأثر أن الله لينصر الدولة الكافرة العادلة على الدولة المسلمة الظالمة.