اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروايه السودانيه والثقافه والفكر عقب رحيل الطيب صالح .. بقلم د. احمد عكاشه احمد فضل الله
نشر في سودانيل يوم 13 - 04 - 2009


الروايه السودانيه والثقافه والفكر عقب رحيل
الطيب صالح
روائي سودانى عالمى 1929---2009
بقلم د. احمد عكاشه احمد فضل الله—باحث فى الفكر والثقافه السودانيه لاهاى –هولندا
هذه مادة تعليميه لا تهدف الى نقد او تقييم الاعمال الروائيه للروائ المشهور الطيب صالح(رحمه الله وطيب ثراه وذكراه)وكذلك لا تتعرض لدوره فى ادب وثقافه بلادنا ولكن هذة الدراسه تتخذ من انتقاله الى عفو الله منطلقا للنظر فى حال وفى ماقد يكون هذا الحال بشأن الروايه السودانيه والفكر والثقافه عامه فى بلادنا
وتأتى الاشارة الى الفكر والثقافه نسبه لان جهد الطيب صالح لم يقتصر على كتابه الروايه بل انه عنى بالشأن العام وكان الراحل الكريم مترددا فى الافصاح بجرأة عن ارائه فى ما يتعلق باحوال بلادنا ومواطنيها و لم يعالج الطيب صالح الشأن العام من منطلق السياسه الفجه بل من منطلق ما سماه فى حوارة مع سودان نايل (تنميه فكرة التحرر) وعنى بها التطور المتلاحق للادب والفكر والثقافه ورقيها وارتباطها بالفكر والثقافه فى عالمنا المعاصر وكذلك عنى دقرطتها
وقبل الاستمرار فى تناول هاتين المسألتين لابد من الاشارة الى حقائق رئيسيه حول الادب السودانى
-عرف فى الستينات من القرن الماضى كتاب روائيون الى جانب الطيب صالح عرف من بينهم د-ابراهيم الحاردلو (باحث فى الاداب الشرقيه و روائى) و ابى بكر خالد مضوى (مربى و اديب قاص) على سبيل المثال الا ان اعمالهم الادبيه لم تلق القبول العالمى والعربى الواسع الذى لقته روايات الطيب صالح لقد قرأ اعماله مثال موسم الهجرة الى الشمال وعرس الزين وبندر شاة بجزئيها ضوالبيت و المريود قرأها جمهور عربى واسع وترجمت روايه موسم الهجرة الى الشمال الى لغات اوروبيه
وعد لقاء نجاحه الكبير هذا روائى من الدرجه العالميه
من بين ادباء القرن الماضى
()
-على الرغم من النجاح الهائل للطيب صالح وادبه الا ان الروايه السودانيه لم ينظر اليها حتى الان كمفهوم ذى معنى
(ameanful concept
ولم تعد الكثير من الروايات السودانيه كاسهمات ادبيه اصلي(original cont
ribution)
ولم يسجل للروايات السودانيه نجاح كبير فى وصف الحياة السودانيه او المأزق الاجتماعى ولم يسجل لهذة الروايات نجاحا فى مجال الادب القصصى
واخيرا لم تفلح روايات سودانيه كثيرة فى بلوغ مرتبه فنيه راقيه او نجاحا فى ارقام التوزيع او الانتشار
يوجد هنالك ادباء سودانيون معرفون على المستوى العالمى فقد عرفت روايه فرانسيس دينق(cry of the owl 1991 )
وعرفت روايات جمال محجوب منذ عام (1989) ومن بين اعماله
(In the Hour of Signs)(1996) ,و (Nubian Indigo)(2005)
وكذلك عرفت ليلى ابى العلا باعمال روائيه ناجحه شملت
(The Translater 1999 ) و (The Musen 2001) و (Minaret 2005)
,وترجمت اعمال جمال محجوب وليلى ابى العلا الى الفرنسيه
-واخيرا يعرف حاليا روائيون سودانيون فى المهجر (الخليج واوروبا) مثال امير تاج السر (مرايا ساحليه) وحسن البكرى (احوال المحارب القديم) وطارق الطيب (مدن بلا نخيل) واحمد الملك (الخريف يلتى مع صفاء) وخالد عويس (الوطن خلف القضبان)و(الرقص تحت المطر)
وما من شك فى ان درجات النجاح الادبى تتفاوت على النحو الذى بيناة من وجهه نظر النوعيه الادبيه واصاله الاسهام غير ان اعلى تقيم نالته روايه سودانيه هو الذى لقيته روايه الطيب صالح موسم الهجرة الى الشمال
فقد اشارت Annie cagiano
المقيمه للادب المنشور فى اطارالمكتبه الافريقيه و اشارت الى ان هذا العمل الروائى يشكل عملا كلاسيكيا (اى اثر ادبى من الطراز الاول للادب الافرو عربى و فى ترجمته الانكليزيه عملا ادبيا اوروبى الطابع فاضحى اثرا ادبيا--- واضافت قائله وانه يعد كذلك
ان هذا العمل البالغ التعقيد استطاع ان يكون فى ذات الوقت لطيفا ومروعا
وقد اوردت الناقدة الادبيه ملاحظاتها هذة فىاستعراضها للترجمه الانكليزيه للروايه التى انجزها Dengs Johnson Davies
ونشرت ضمن سلسله
Penguin classics فى 2003
وكانت الاديبه المغربيه الاصل ليلى العلمى قد كتبت المقدمه لهذة الترجمه واشارت فيها بالقول بان موسم الهجرة الى الشمال من القمم العالميه للادب العربى المعاصر واضافه(عملا الصراحه والامانه اللاذعه والغنائيه المتوهجه) لقد منح هؤلاء المتحكمين فى عالم الاداب العالميه الاديب الروائى الطيب صالح درجه ادبيه رفيعه من بين سائر الاعمال الروائيه السودانيه وهى احكام قد خلدت
مما جرى ذكرة يتضح ان النقد العالمى كان مجمعا على حقيقه وجود ادب لسودانين عرف ب افرو عربى وعرفناة نحن كادب السودان وحقا حينما نشرت روايه موسم الهجرة الى الشمال عام 1967 كان مثل هذا الاجماع فيما يتعلق بوجود الاداب السودانيه(وجود ادب سودانى قومى) ممكنا وحقيقيا وخلال العهود التى تلت انفرط عقد ذاك الاجماع وذلك لسببين رئيسين هما
اضحت النظرة الى السودان تقوم على الاعتقاد بان السودان و هو تجمع قام وفقا لصدفه تاريخيه محضه-لاجزاء وثقافات متعددة مختلفه وانتمت سابقا لكيانات ثقافيه تقليديه وبالتالى يمكن ان توجد اداب لهذة الثقافات والاجزاء لا تدخل ضمن الادب القومى
-حاليا لا تجوز الاشارة الى سودان موحد نسبه لواقع الحروب الاهليه بين اجزائه والتناحر والتباعد بين مواطنيه وثقافاته وهى عوامل لا تساعد على توحيد الجهود و الابداعات الادبيه
-الى جانب انفراط عقد الاجماع السودانى حول وجود ادب قومى كانت هنالك الاجواء الثقافيه والفكريه السلبيه وذات الطابع الارتدادى وشملت هذة القهر السياسى للمجتمع والفكر والادب والثقافه تغليب فكر التقويه الاسلاميه والاصوليه الدينيه على سائر الفكر و انعدام الرغبه فى تحديث الفكر والادب والثقافه والعزله عن التقدم الفكرى والثقافى على المستوى العالمى
وتتطلب الاشارة الى ان الوطن وادبه القومى قد اضحيا مشروعا متنازع حوله وغير مستقر وتتطلب التفكير فى اسباب جعلت الغلبه للاعمال الادبيه السودانيه المصاغه بالغه العربيه فى مجال الادب السودانى ومن بين هذة العوامل مايلى
-ان جل الاعمال الادبيه نثرا وشعرا بالغه العربيه تلقى النشر وتنقد وتقيم ادبيا و جماليا
-كانت الاعمال الادبيه التى يثنى عليها القارئى السودانى او النقاد السودانين او العرب تدخل مرحله ال canonization
اى تدخل فى لائحه الاعمال الادبيه السودانيه المعترف بها
-ولعل ضعف حظ اى انتاج ادبى لسودانى ينتمى الى ثقافه فرعيه(اى غير عربيه وغير ناطق او كاتب بالغه العربيه)كان حط كل انتاج مثل هذا من النشر والنقد والتقيم والانتشار كان حظه نادرا للغايه وادت الندرة الى افتراض عدم وجود اداب خاصه بالهويات الثقافيه والاجزاء السودانيه (الفرعيه) الاخرى
يراد الى هذة الحقائق المتعلقه بالادب السودانى القمع السياسى و الحربى للحركات السياسيه والثقافيه للاجزاء السودانيه الفرعيه وقد ادى الى فض الاجماع حول امكانيه بناء ثقافه قوميه مشتركه واضعف الجهد الادبى والثقافى للاقليات السودانيه
وقبل مواصله نقاش الاداب السودنيه(ادب الاقليات وادب المهاجر السودانيه) نتوقف قليلا عند ماكان يعد الادب القومى للسودان
من اهم خصائصه انه كان يعد رافدا من روافد الادب العربى الحديث وشكلت بدايه الاعمال الروائيه لعثمان محمد هاشم (تاجوج 1948)تليه روايات بدوى عبدالقادر خليل وشاكر مصطفى - ابراهيم الحاردلو وابوبكر خالد ومن ثم ابراهيم اسحاق- بشرى الفاضل ومختار عجوبه الى المحدثين والمعاصرين الفاضل عمر – لنا مهدى-رنا مامون و بثينه خضر مكى وتنطبق على اعمالهم جميعا ماينطبق على سائر الروايات العربيه الحديثه
هدفت هذة الاعمال الروائيه الى تمكين القراء من التمعن فى دوافعهم الانسانيه (الخير منها والشرير)والتفكير فى احوالهم سياسا وفكرا واجتماعا
على الرغم من تجنب الروائين كتابه مايسمى يالسيرة الذاتيه المحضه فان هذة الروايات تعج بالذكريات ونمعايشات للعهود والاماكن التى تتناولها تلك الاعمال الروائيه
وفى جميع هذة الروايات يأتى الاحساس بالانتماء (مشكله الهويه) مصاحبا للسرد وعمرت هذة الاعمال الروائيه بتجارب الادباء الذين الفوها وحوت هذة التجارب ماهو لا يسبب حرجا وماقد يسبب الحرج او حتى الحزين بسردة
لقد اضحى العديد من اعمال الروائين السودانين نوعا من ال
Influential Books
داخل السودان فقط ولم تلقى شهرة وسط القراء العرب او النقاد فى تلك البلاد ولم تلفت الانظار عالميا ولعل اسباب هذا تعود الى
لعله لم يستطع روائى سودانى مكث داخل السودان ولم يهاجر لم يستطع كتابه نوعا راقيا من الروايه تتحدى الاحكام العانه لما يعرف بالروايه والادب القصصى
لم يستطع روائى سودانى ان يتحدى الافتراضات الرئيسيه والمتعلقه بالطريقه التى يساكها القارئ فى التقدم من فصل الى فصل فى الروايه(امثال الحبكات او المكائد المتبادله)بحيث يمكن ان تتعددالقراءات والتوبلات لاحداث الروايه الواحدة
Alternative or interpretative reading القراءة التأويليه والتفسيريه
غاب عن اغلب هذة الروايات وصف العوالم العظيمه والملئيه بالاحلام
خلت من التجرد (عدم التحيز)والفصل المرير
عمرت بالرمزيه الملتويه وغر مباشرة اى انها كانت نوعا من oblique allegory
هذة هى اهم اسباب محدوديه اثر الاعمال الادبيه السودانيه الداخليه
هذة هى بعض الاسباب التى حالت بين كل روائى سودانى فى داخل البلاد من الحصول على القبول والانتشار عربيا و دوليا مثلما لقيه ادب مهاجرين او مغتربين سودانين(مايشار اليهم بالدايسبورا السودانيه sudanese diaspora)
وكما يدل واقع الحال فاننا امام ديسبورا سودانيه يبلغ عدد افرادها بضعه ملاين وانها تتفرف فيما بين الخليج وشمال افريقيا واوربا الغربيه وامريكا الشماليه واستراليا وان اجيالها المتعددة انتجت ادبا روائيا ويمكن اعتبارة سودانيا لانه
الفه معنيون بالشان السودانى(تاريخه وثقافاته)عادات اهله فلكلورة واثرياته واحداثه السياسيه الهامه
ان هؤلاء الادباء وان اقاموا خارج السودان كانوا على درايه بالقيم السياسيه والاجتماعيه وبالادراك الحسى والقيم الجماليه والادبيه الغالبه وسط السودانين عامه
وفيما غير مايجمع بين الاعمال الروائيه السودانيه فى المهجر هنالك اختلاف مناحيها
فاذا ما كتب الطيب صالح (رحمه الله)بالغه العربيه وترجمت اعماله الى اللغات الاروبيه فان الجيل الثانى للمهجر السودانى فى اروبا الغربيه كتب بغير اللغه العربيه بل ان جمال محجوب وليلى بى العلا كتبا بالانكليزيه ومن ثم ترجموا الى الفرنسيه وهنالك من كتب باللغه العربيه ابان اقامته فى مهاجر عربيه و اوربيه مغايرة ومن بين هؤلاء امثال امير تاج السر(الخليج العربى)من اعماله مرايا ساحليه
ويتميز ادب الدايسبورا باهتمامات تختلف عن اهتمامات الادب الموطن ففيه يتحول الوطن الاصلى الى البقعه التى يبدأ منها التهجير وترتبط به حكايات الرحلات المنهكه التى فرضها سوء احوال وطن الاباء ونريع النشأة الباكر وعادة يشمل ذلك الفقر والاملاق والقمع و الاضطهاد او الاحتراب الاهلى
يعنى كثيرا بتجربه العيس (كاقليه)فى المهجر وفى البدايه يمثل المهجر فسحه (موقعا)سلسه ومتحوله(fluid and changing space)
تشمل على قدر كبير من ضرورات التعامل والمساومه فى العلاقات مع المجتمع المضيف وقراءة وكذلك يعتمر المهجر بالكثير من التحديات
تنوع تجارب اجيال المهجر فمثلا عد الطيب صالح (رحمه الله)نفسه مغتربا وليس مهاجرا على الرغم من قضاء زهاء 50 عاما والزواج باسكوتلانديه وعيش بناته فى المهجر وهنالك من عد المجتمع المضيف exile home
وهناك من عاش مندمجا وبسلام وفى ترف واهتم بالتعدديه الثقافيه وبوجود دياسبورات عديدة(يفوق عددها ال100 وتتحدث بلغات شتى ولها هويات ثقافيه مغايرة) وضرورات التعامل معها وهذة التجربه هى التى ادت الى بروز ادب الديسبورا
ينتمى ادب الطيب صالح الى المرحله السابقه لبروز
Diaspora literature
ويندرج تطور الادب الروائى السودانى فى المهجر من حيث الاهتمامات فى
-الذاكرة الجمعيه والتصورات والاوهام حول وطن الاباء وانتماءات الجقرافيه والثقافيه وتاريخيه وانجازاته
-الانسلاب او الاساءات التى قد تلحق بالمغترب من قبل المجتمع المضيف
-الالتزام الجازم بترقيه احوال الوطن الام ويلامته ووحدته
-الوعى الجمعى للمغتربين فى المهجر الواحد والتى سرعان ماتتحول الى وعى للدياسبورا المعنيه باكملها وهذا الوعى الاخير هو ما اولد ما يعرف ب
Post colonial novel
والذى عدت خطأ روايه موسم الهجرة الى الشمال من بينه اذ انها تنتمى الى الحداثه الروائيه العربيه و الافرقيه بحكم عصر تاليفها فىالستينات من القرن الماضى وكذلك تخلو تلك الروايه من الاهتمام البالغ بالعلاقات فيما بين الاستعمار و الشعوب المستعمرة
وحاليا مع وجود تحديات الاتجاهات الادبيه والفكريه ( ما بعد الحداثه) اضحى لدينا اداب روائيه مغايرة ومن بينها
1-الادب الروائى المهتم بالعلاقات فيما بين الامبراطويات الاستعماريه والشعوب التى استعبدتها مثال جمال محجوب
In the hour of signs
2-الادب الروائى حول التعدديه الثقافيه فى المجتمع المضيف والتعبير عن تطلعات القطاعات الدنيا او المضهدة فى اطار المجتمع المضيف
3-الادب الروائى المهاجربين من الاجيال اللاحقه والتى تعالج المشكلات التى يواجهونها فى ظروف تعقيد الترتيب المعرفى و الثقافى و الدينى الخ للمجتمع المضيف ووجود مئات الاعراق و التقاليد الثقافيه وخير مثال ليلى ابى العلا
وقد لقى الادب الروائى للاجيال التاليه للمهاجرين لقى النجاح الادبى و اسع الانتشار وبلغ مؤلفوة اعلى درجات النجاح الاجتماعى و الصيت الادبى
ففيما يتعلق بجمال محجوب فقد عدة
Michael A Chaney
فى مصاف اهم كتاب الروايه الافريقيه المعاصرة امثال
Chinuo Achiebe و Wol Soyinka
وهما من جيل سابق اهتم بمشكلات التراث الافريقى الا ان جمال محجوب انغمس فى ما سماة الناقد
(Chaney) ب High modernist reinterpretation of tradition
وتعنى اعادةة راقيه و حداثيه لتفسير التراث واستطرد الناقد قائلا بان فى روايات جمال محجوب فان جذور اجنه التقاليد تعود الى عهود وتاريخ الصدام مع المستعمر وهى صدامات استمرت فى الحدوث طوال سنوات الاحتلال البرطانى التى امتدت من 1985-1955 ويعد هذا الاحتلال مسئولا عن اى تحويل المتعلمين من السودانين الى صيغه عليا ونافذة وكذلك يعد ذاك الاحتلال مسئولا عن استلاب السكان الرعاة والفقراء فى جنوب السودان
)ويقول عن ادب جمال محجوب بانه ينتشر فى غير نظام وبدون اتساق Abiola lrele
فى مناطق متعددة من تعريف الذوات ويقصد هنا تحديد الانتماءات العرقيه والثقافيه –الخ-الهويات ويستخدم جمال محجوب تقنيات روائيه وسرديه راقيه وحداثيه حتى يصبح السرد ليس سردا مجردا بل يحتوى على نقد لاذع للاستعمار
وفى اعتقاد (Michael Chaney)
فان الحداثه قد امدت مؤلف الروايه المعروفه
Post Colonial Novel
قبل جمال محجوب بنوع من المهارة مكنته من التعبير عن وجهه نظر حول التاريخ يقوم على الاهتمام الزائد بالفوضى وفقدان الامل والرجاء واضطراب الاحوال فى المجتمعات التى سبق وان احلها المستعمر ويستطرد الناقد فى القول بان روايات جمال محجوب تقوم يمسح ورسم خريطه للوعى النفسى والسياسى والتاريخ الجغرافى للمجتمعات حديثه الاستقلال و كذلك قيمت نقديا الاعمال الروائيه لليلى ابى العلا فقد عد الناقد الادبى
Mike Philips
رواياتها كنوع جديد من تاروايه الانكليزيه المعاصرة والتى يبدو جليا انها اتخذت شكل مؤلفات الكتاب مسلمين يقومون بفحص خطوط التصدع فى مابين مختلف الثقافات الاسلاميه وسبل العيش فى رفاهيه فى الولايات المتحدة الامريكيه وفى بلدان غرب اوربا ويستطرد الناقد المذكور بالقول بان ليلى ابو العلا لم تنهض بمهمه توضيح الاسلام او بان تعيب فيه او بان تسخر منه من منطلق غربى وانها تجنبت اللهجه الحارة وتلك المداهنه والمتملقه وهى النبرة التى اضحت مؤخرا سمه بارزة للروايات الرائجه حول مشكلات الهويه وصراع الثقافات فى بريطانيا واوضح الناقد المذكور ان سردها يبقى هادئا وشاعريا و ان هذا السرد مكن اليلى ابى العلا من تطوير افكار و عواطف بطله روايتها المندنه
Minaret
وان تلك الافكار والعواطف باتت جليه للغايه وعدت روايتها
Minaret و Biography
سيرة ذاتيه للبريطانيه الملونه جرى اصدارها على هيئه السلسه المتصله وفى شأن هذة الروايه ايضا قيل ان اصدارها يماثل ظهور الفتاة للمرة الاولى فى الحفلات الاجتماعيه ان تعمر بالتحدى وجاءت فى وقتها وثتير الامتاع وتاخذ باللب فيما يتعلق بشأن الفتاة المسلمه الشابه(نجوى بطله الروايه)والتى عاشت فى العز و الرفاهيه فى موطنها الاصلى السودان ثم عاشت فى الفقر والحرمان فى لندن وكرد فعل اتجهت الى الدين
وحول روايتها الاضواء الملونه قال النقاد انها اصليه وحاضرة ومعاصرة وانها توجد فى مرتبه منفصله وراقيه منعزله عن الكتابات التى تنظر الى الوراء وتثير السأم وهى الؤلفات التى ملات قوائم المطبوعات فى السنوات الاخيرة وحول روايتها المترجم علقت صحيفه الانترنت بالقول ان ليلى ابو العلا تشدك الى عالمها الخاص حينما تحدد قوة انكسار ضوء الحياة فى بريطانيا رائحتها و اصدائها
لقد لقيت روايات ليلى ابى العلا اعلى تقدير اذ منحت فى عام 2000
Caine price for african writing لقاءمؤلفها (The Musem),
وكذلك منحت فى نفس العام جائزة على روايتها المترجم ويتضح مما اوردناة ان الروايه السودانيه من دون سائر انواع الادب السودانى (مثال الشعر)لقيت نجاحا هائلا الاعتراف الدولى والانتشار الواسع والترجمه الى لغات اوربيه----الخ والى جانب النجاح الهائل لروايات الطيب صالح لقيت روايات جمال محجوب وليلى ابى العلا مايقارب نجاح الروائى السودانى الراحل غير ان ادب الطيب صالح بدى اكثر جاذبيه فى اعين النقاد الغربين فقد عدت روايه موسم الهجرة الى الشمال ل( )القصه التى تفهم او تفسر مجازا
وهناك من النقاد الغربين ممن عدها روايه بوليسيه الفها شاعر من شعراء قصيدة النثر
-وهناك من اعتقد بان المرحوم الطيب صالح قد ملك ناصيه الكتابه الممتعه والممتلئه بالمرح وامتازت بالشاعريه
-وهنالك الاشارة الى النوعيه الغنائيه الفريدة لرواياتها
-وهنالك من يشير الى لغه مكثفه تأجج ظلال رائعه للمعانى
-وهنالك من النقاد من يشير انه يفهم القراء عبر اسقاطات وصفيه
-واخيرا هنالك من النقاد العالميين من اشار الى سخريه محببه وودودة ودعابه
-حلاوة اللهجه السودانيه التى استخدمها
هذة هى اسباب تميز ادب الفقيد الطيب صالح احسن الله عزاء اهل السودان جميعا بفقدانه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.