كتبت الاستاذة رشا عوض كلمة ردت بها على كلمة سلفت لي حول تعليق لها حول بعض الكٌتاب الذين لم يقبلوا صفح السيد سلفا كير للشماليين. ولم أقبل أنا أيضاً بذلك الصفح ليس كشمالي مثل الذين عابت رشا عنصريتهم ومؤتمروطنجيتهم بل كشمالي شيوعي. وهذا تمييز غير واضح أنه محل اعتبار رشا التي الناس عندها شمال مجلل بعار الرق والدم وجنوب مظلوم. ولم أرفض سماحة سلفا كِبراً كما ربما فعل شماليون آخرون: منهم وباري منهم. فقد حرصت بصفتي الموصوفة، الشيوعية، ورفاقي القيام طوعاً منذ نشوء حركتنا في الأربعينات بما طلبته رشا من "الكادحين بقلمهم" تحديداًً هو استشراف عهد جديد للآخاء السودني مخلفين الماضي أو ما شئت من خلفنا. ربما صدقتني رشا في زعمي هذا أو ربما لا. ولكنها سيصعب عليها تكذيب منصور خالد الذي هو بمنزلة المعلم عندها في "سفره الرائع" كما قالت. فقد عاج منصور بعد لأي "وعكم" نقدي مسؤول في كتابه "قصة بلدين (صفحات 26-27 ) ليقول بأن حزبنا فريد بين القوى الحديثة حيال بناء الوطن والهوية من هذه الوجوه: 1-فلاحه في إقامة حركة نقابية تجاوزت العرق والقبيلة مما يساعد في بناء الأمة. 2- كان مع الحزب الجمهوري أول من أعترف بخصائص الجنوب المميزة. ودعا لحكم ذاتي للجنوب منذ 1954. 3-لم يميز بين الأعراق في تخير قياداته فادخل فيها ناشطات من النساء والمرموقين من "الزنج المنبتين". 4- وكان الحزب الشمالي الوحيد "الذي عبر عن درجة من الحذر حيال الهيمنة الثقافية على الجنوب". اي أنه لم يفشل أو لم يدمنه. جفت الأقلام ورفعت الصحف. طَلبتٌ من رشا في كلمتي السابقة وعياً أوطد بمسألة الرق لأنها تنتمي إلى تقليد ثقافي شمالي مهم هو المهدية موسوم بالرق. ويكفي أن مهوساً علمانياً من اليسار الجزافي في المهاجر رسم المهدي محفوفاً بقطيع من الجواري الناهدات في صفة الحريم. وقد أحسنت رشا الدفاع عن المعني التحرري للمهدية وإجراءاتها التي حدت من النخاسة ثم اعتذرت لها بعصرها الذي لا يمكن لها أن تفوته.ولكنها لن تقف عند رق المهدية وغير ملزمة بالدفاع عنها من هذا الجانب. وهذا هو بالضبط الوعي الأوطد المطلوب الذي يرى الرق نظاماً من نظم الإنتاج كالإقطاع والرأسمالية ذا طابع عالمي وليس عاراً وشناراً حتى جنى الجنى. فأهم مواثيق التحرر مثل الدستور الأمريكي كان أميز كاتبيه من ملاك الرقيق. وكنت نصحت رشا أن تطلب هذا الوعي الأوطد من غير اليسار الجزافي الذي جعل موضوع الرق مفردة أخلاقية فضائحية لمعارضة الإنقاذ ك"عقل عربسلامي" موبوء بالنخاسة من دون العالمين. وأدعو رشا مرة أخرى هنا لوعي أوطد بساسيات الاعتذار من جهة انتسابها الأنصاري. فالجنوبيون متفقون في أنكم وقفتم ضد اتفاقية أديس أبابا 1972. وهم على صواب. فقد كتبت الجبهة الوطنية تستنكر الاتفاقية لزعماء العالم العربي ككيد للإسلام والعروبة. ثم هجمت الجبهة على الخرطوم في 1976. وفهم الجنوبيون أنها تريد التخلص من نميري لتعود بعقارب أديس أبابا إلى الوراء. وقد وجدوا مصداق قولهم لاحقاً حين ترافقت المصالحة الوطنية للأمة والإسلاميين ونميري مع نكسة اتفاقية إديس ابابا. وقال فرانسيس دينق إن من أفشل هجمة الجبهة هم حرس نميري الجنوبيون والتعبئة الجنوبية والعالمية من جوبا التي قادها بونا ملوال. فمن يعتذر لمن هنا؟ الجبهة التي لم تقبل بالحكم الذاتي للجنوبيين أم الجنوبيون الذين شاركوا بهمة في تثبيت مستبد وسفك دماء "المرتزقة"؟. والحاضر يكلم الغائب: أنا عبد الله الشيوعي الشمالي المسلم العربي دا لم أطلب صفحاً ولن أقبله. الله الغني!