كأي بشر في هذا الكون تتغشانا رياح التغيير, مرت سنوات طويلة و عجاف و الوطن لم يزل نفسه. فاذا سألنا أنفسنا , هل تغير شيئ؟ و الإجابة قطعاً لا. يقولون إن الجيل اربعين خريف فها نحن منذ الإستقلال و حتى الآن تعدينا الخمسين بخمس سنوات. و السياسات هي نفس السياسات و العقلية السودانية ما زالت تقبع في نرجسية الملوك . مما أكسبنا كشعب ارث الكبت. فعندما ننقلب الى حكام نمارس الكبت على غيرنا. ... ألم تكن الثورة في تونس تعلمنا أو تذكرنا ان الأجيال القديمة قد فشلت و تحكمت في عقولنا؟ ألم تعلمنا هذه الثورة إن الجبناء يهربون و انهم دوما لا يعملون للوطن؟ لأن الوطني الغيور لا يهرب و لا يخاف, فهذه هي الشجاعة التي يتحلى بها الشرفاء. فلنتحد كلنا يد واحدة (كل أبناء الوطن) ضد التوريث الفكري و أحادية القطب في بلد تمتد فيه الأعراق و الثقافات. فلنتحد كشباب هذا العصر و هذا دورنا ضد الطغاة و الظالمين. فهنالك من المحاميين و القضاة الشرفاء ممن يشرفوا وطنهم سيقودون هذه الحملة. حملة لإسترداد العدالة الغائبة, و الأموال المنهوبة, و احترام المواطن السوداني و تحريره من الذل. هذه الحملة إن رتبنا لها بصورة محكمة و سليمة و مهنية سوف تربك النظام القائم. و لنتحد كلنا ابناء الوطن في الداخل و الخارج و ليقدم كل واحد منا مستنداته بالصورة و الورق حتى نسترد أموال المساكين . الذين يشكرون الله على نعمائه و لا يذكرون فضلا للحكومة. هذه الحكومة تعتمد على التطبيل و الدعاية الكاذبة حتى اصبحت سمة جلية فيها. و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. ... و من بعد ألم تكن ثورة مصر الجارة تلهمنا لهيب الثورة. فالثورة في منظوري تبدأ بالقانون و القضاء و المقاضاة ثم من بعد ذلك تسري في هشيم الدولة المتهالكة. لقد فضح الإعلام المصري بعد قناة الجزيرة و بعد رحيل حسني مبارك كل النظام . و هذا هو الإعلام الذي كان بالأمس يطبل له. فالنفسية واحدة و الشعوب اشبه ببعضها البعض. و الجار يتأثر بجاره هذا في الأحوال العادية فما بالك في مثل هذه الأحوال التي اختلط فيها الحابل بالنابل. فالثورة يجب إن نركز فيها على فضح النظام و فضح كل المستور و يمكنني كمواطن سوداني ان اقدم دليلا أو اثنين بما يخصني. فلنجتمع مع بعضنا البعض و ننقذ امتنا فيما بقى من عمر. لنعيش بكرامة و بدون ذلة و مهانة. و ها نحن في المهجر نتلمس خطى الاقتصاد و لكن تغيب من حياتنا معانى الاحترام و التقدير. كل الشعوب العربية مورست ضدها العنصرية القبلية و الاجتماعية و العقدية. و لكنها ستصحو يوما ما و هو قريب. تلك الموجة التي اعترت اطراف الوطن العربي الكبير من تونس الى مصر و بعض الحركات في الجزاير و اليمن و ليبيا و البحرين و الأردن ستغض مضاجع الحكام الذين لا ينامون الليل. و قد اثبتت ثورتي تونس و مصر إن الحكام العرب عبيد للسلطة و للمستعمر الذي اتي بعلاج جديد لاستعمارنا بواسطة الحكام الجهلاء. فقد هزتهم كلهم هذه الثورات. و هبوا مسرعين في تعديل بعض الأوضاع و كذبوا على شعوبهم بتعديلهم بعض المرتبات و هم يسبحون في المليارات. ليس هذا هو المطلوب. و لكننا نقول لمن بيده السلطة في وطننا السودان لا نريد المرتبات كعطية المزين , فهي نعمة ليوم و تزول. و لا نريد صدقة من ارباح شركاتكم, نحن نريد حقوقنا. و من هنا فاننا لا نخصص اشخاص بعينهم فالكل يطاله القانون. و من بعد الحقوق ستطردون كسابقيكم في بلاد العرب. و ستضيق بكم الأرض بما رحبت و ستحاصركم منظمة الشفافية لتفضحكم. اتظنون إن الغرب يودع اموالكم لحبه فيكم ؟ بلى , و لكن لإستثمارها و بعدها يفضحكم. انت تتاجرون بالدين هذا هو الغرب الذي تكفرون به فهو عقدتكم الوحيدة. فمن له مال يودعه في بنوك الغرب المرابية فهذا عقاب من الله لكم ذل في الدنيا و عقاب في الآخرة هذا نصيب من عبث بمكتسبات الشعوب البسيطة. و لكننا سنثبت إن هذا الجيل ليس من ورق و اننا سنمثل الحدث المفصلي الذي سيغير وجه السودان كامتداد لثورة شعوبنا التي صحت من غفوتها. فالتكنولوجيا متوفرة , و هكذا تكون الحرب. ليس هنالك تلفزيون حكومي بعد اليوم و ليس هنالك خداع بعد اليوم. ليس هنالك خوف من العصي الكهربية و لا جلادي النظام غير الشرفاء. وكل ما أعرفه عنهم إن الحكومة تغويهم بالمال عندما انسدت الطرقات امامهم . فيصطادونهم ثم يلوثون اياديهم بمال الشعب و من ثم لا يستطيع إن يقول (بغم) فيستمرئ الحرام بعدما إن كان خطيبا في قول الحق فيصبح الآن خطيبا في تلبيس الحق بالباطل. و لكن ستدور الدوائر و إن الله يمهل و لا يهمل. و على الشعب الشريف إن يعجل حكمة الله في الأرض حتى يعرفوا إن الله حق. فالذين عرفوا الله فقط بالخطب و الثورة الكاذبة سيعرفونه حقا و حقيقة عندما يعريهم عن خداعهم لشعبهم. و لكي يتسنى لنا فعل ذلك نضم صوتنا لصوت المحامي الاستاذ عبد الإله زمراوي و أقول له امضى في طريقك و نحن من وراك . ايها الشباب انتم الآن من تُعلق عليه الآمال. فسيروا في الدرب فانكم واصلون. و اتمنى من الشباب الناضج إن يمارس ثورة قانونية و حقوقية واسعة المجال حتى نربك النظام. الذي يولي علينا جهلاءنا في جميع اصقاع البلاد من ولاة و تنفيذيين. و الجهل هنا معناه الجهل الوظيفي. و أنا هنا لي موقف مع التنفيذيين بولاية الجزيرة و محلية مدني الكبرى ستسفر عنه الأيام إن لم يتم حله . هي مشكلة حدثت لي في الصيف الفائت أو قبل شهور قليلة. و لدي المستندات التي تعري من يريد إن ينهب أراضي الوطن . كأفعال سدنة حسني مبارك يأخذون الأراضي من الشعب و يبيعونها للمقربين بثمن التراب. أو للتقرب زلفى. فويل لهم من الله ثم من الشعب اذا ثار و انتفض. قد سئمنا سياسة الديناسورات المنقرضة. لكننا فقط نلتزم القانون و القضاء. و الله على ما أقول شهيد... أحمد يوسف حمد النيل - الرياض ahmad mohammad [[email protected]]