اربع من كنّ فيه كان مختل العقل ... ووصفناه يالسسكوباث Psychopath 1- ضمير غائب. 2- فشل فى التعلم من سابق التجارب. 3- عدم الاحساس بمشاعر الأخرين. 4- مواجهة الاحباط بالعدوان والاندفاع دون التفكير فى عواقب الامور. وهذه الصفات نراها مجتمعة كلها فى طواغيت هذا الزمن على امتداد الوطن العربى كله سواء الذين تهاووا وسقطوا أو الذين فى قائمة الانتظار. ولكنها على كل حال تبدو بشكل اوضح عند ملك ملوك افريقيا. كل المرضى النفسانيين يستحقون الشفقة الا القذافى .. الذى يبدو كمثله من السايكوباث : واثقا من نفسه... ومعتزا بها .... قويا لا يهمه شىء.... مهاجما بلا ترو.... معجبا بذاته صراحة... اعجابا يصل الى درجة الزهو والغرور,,, ولذا فهو يكثر من شتم الاخرين بألفاظ تقدح فى الاخلاق مثل : الكذب.. النفاق... النذالة... الغدر... الخسة.... ....والخ ولا يتورع عن وصفهم بأوصاف الدونية والصغار....مثل الجرذان...والجراثيم وما الى ذلك.... والسايكوباثية – عزيزى القارىء - تتكون من مقطعين ...سيكو ...ومعناها النفس ....وباث ...ومعناها الاضطراب والاختلال. هى اذن (اختلال أو اضطراب النفس) وقديما كانوا يقولون عليها (مرض الاخلاق) .. Pathology of Character وهو أول اضطراب عقلى يتم وصفه وتشخيصه على اسس اخلاقية بحته. وهو اخطر مرض عقلى على وجه الاطلاق... اذ يتعدى اثره الفرد الى المجتمع .. بصورة مدمرة ومرعبة . المتأمل لعقلية القذافى وسلوكه بحسب ما شاهدناه ، يؤكد بجلاء وجود الصغات الاربع المشار اليها. ومشكلة القذافى ليست فى ظاهر سلوكه بقدر ما هى فى ضعف كيانه الداخلى (الذات الداخلية) وتشوهه وعجزه . وهو يدرك هذا العجز والقصور قى نفسه ويبذل بينه وبين نفسه محولات عدة لحل هذا الاشكال القائم ، ولكنه يعجز . ويمكننا ان نشاهد جزءا من محاولاته فى الحل وذلك حينما يطلقها فجة منفرة ومتحدية ... ثم يحاول أن يخفى ما تبقى من محاولاته تلك وذلك ياضافتها الى السلوك الدمث العادى المتبقى داخل اعماقه .. ولذلك يبدو متناقضا فى عيون الناس ... فهو تارة ملك ملوك أفريقيا ...وتارة اخرى رجل من عوام الناس لا يملك سلطة ولا حكما.... وهو تارة ضحية مغدور بها ... وتارة اخرى صخرة صماء ... تحطمت عليها طائرات اميريكا ... وتارة يزعم بأن البلد فى فوضى واضطراب ... وتارة اخرى يقول ان الاحوال هادئة ... ولا يوجد ما يعكر صفو الأمن .... ولكننا – مع ذلك- وفى قمة تحديه اللااخلاقى وتعديه السافر وانانيته المفرطة وتناقضه البيّن ، يمكن لنا اذا ارهفنا السمع واحسنّا الانصات الى عمق أعماقه ... يمكن لنا ان نسمع صراخه ( أنا السبب .... أنا السبب )..... تعالوا ننظر الى الصفات الاربع المشار اليها اعلاه ونشّرح شخصية ملوم ملوك افريقيا على ضوئها. 1- انعدام الضمير واختفاء مشاعر الذنب والتبرير بدا موقف العقيد من الداخل متحديا .... و لا بدّ من أن نرى هذا الشىء . فالرؤية هنا هى اهم الخطوات الأولى التى تسمح لنا برؤية حقيقته السيكوباتية . ويجب أن أشير هنا الى أن القذافى لا يجهل فى نفسه سلوكه اللااخلاقى هذا – مثله فى ذلك مثل كل سايكوباثى- بل هو يدرك اغلبه . هو لا يدركه فقط بل ويمارسه علنا وبوعى شبه كامل ، ليس هذا وحسب بل يبرره فى كثير من الاحيان. وهذا السلوك اللاخلاقى ليس مرادفا للجريمة فى تظر القانون والطب النفسى. اذ يجب التنبيه ابتداء على انه ليس كل مجرم سيكوباثيا ، وليس كل سيكوباثى مجرما بمعنى انه يقع تحت طائلة القانون. ولقد افزعنى قول احد الثوار الليبيين حينما اعترض على الذين قالوا باختلال عقل العقيد . فتملكه الغضب ، وحركته شهوة الانتقام وانبرى قائلا (ما هذا الكلام الفارغ .. لا نقول انه مريض ومختل العقل....حتى لا يفلت من العقاب). وهذا القول لا نهضمه نجن اطباء النفس كما لا نتفهمه . أقول هذا ... دون الدخول فى اى مجادلات فلسفية أو سياسية ، فالمريض مريض وهو اهل للعلاج ، والمجرم مجرم وهو أهل للعقاب . هذا ... والقذافى له دائما تبريرات لأفعاله. هذه التبريرات – أو وجهات النظر ...كما فى التعبير الحديث – قد يكون لها ما يؤيدها حقا وصدقا وقد لا يكون . وبغض النظر عن هذا أو ذاك فان موقف القذافى – أو السيكوباتى- انما هو موقف حكمى تبريرى اساسا. انظر الى قوله (هناك أجهزة اعلام عربية تغمل على تشويه صورة ليبيا امام العالم تخدم الشيطان وتريد اهانتكم. العالم أصبح يعرف ليبيا وحكام العالم كلهم يتقاطرون على ليبيا وليبيا تريد ان تقود افريفيا واسيا واميريكا اللاتينية وكل قارات العالم. هناك مجموعة قليلة من الشبان المخدرين يغيرون على مراكز السلطة و لا ذنب لهم يقلدون ما جرى فى تونس ومصر وهم شبان صغار يافعين تزج بهم فئة قليلة مريضة مندسة فى المدن تعطى الحبوب والنقود لهولاء الصغار وتزج بهم فى معارك جانبية ). وانظر الى قوله ا: (نحن أجدر بليبيا من تلك الجرذان وأولئك المأجورين، من هم هؤلاء المأجورين المدفوع لهم الثمن من المخابرات الأجنبية ؟!، لعنة الله عليهم تركوا العار لأولادهم إذا عندهم أولاد؛ تركوا العار لعائلاتهم إذا كانت عندهم عائلات، تركوا العار لقبائلهم إذا كانت عندهم قبائل. ولكن هؤلاء ليس عندهم قبائل، فالقبائل الليبية؛ قبائل شريفة ومجاهدة ومكافحة، تتقاطر عليّ في هذا الشهر نحن أجدر بليبيا من تلك الجرذان وأولئك المأجورين) . والخطورة لا تكمن فى التبرير وانما تكمن فيما سوف ينبنى عليه ويأتى بعده من سلوك لا اخلاقي مرعب . فلو كان يبرر ولا يفعل لما كانت هناك مشكلة ولما وقع ضرر على المجتمع .. فلا ضرر ولا ضرار. كما هو الحال فى المرض النفسى الأخر والذى نطلق عليه (الشخصية الشيزويدية)....فهذه الشخصية تحاول بقدر الامكان الانسحاب الكامل من كل سوك مشين....وتحاول ان تلجأ الى اساليب اخرى غير التى تسبب الأذى للأخرين... اما العقيد – السيكوباتى- فهو يعلم ما يفعل ...ويبرر ما يفعل...بل ويطلق سهام قذائفه على الجميع..... انظر الى قوله المفزع هذا والذى أعقب تبريره ذاك... قال ( حتزحف معى الملايين.... من الصحرا للصحرا حتزحف الملايين ..نطهر ليبيا شبر شبر... بيت بيت .. دار دار ... زنقة زنقة ... فرد فرد... دقت ساعة العمل..دقت ساعة الزحف.. .دقت ساعة الانتصار...لا رجوع ...الى ألأمام...الى الأمام...ثورة ثورة ثورة ).
2- الفشل فى التعلم من التجارب السابقة. وغياب الوعى بمعايير قيم المجتمع: والقشل فى التعلم من التجارب السابقة واضح فى سلوك العقيد. وحياته كلها كانت فشلا يقود الى فشل. مما يوضح ان نموه العقلى كان يتم بشكل مقلوب. بمعنى أن نزعاته ورغباته البدائية المهددة بالهرب والتناثر يسمح لها بالظهور فى السلوك الشعورى فتكف عن التهديد بالتناثر الخفى وفى نفس الوقت تحقق غاية نشاطها ولكن باللغة العادية والسلوك شبه السوى ونرى عنده كأن الانسحاب يتحقق بالذاتية المطلقة والمواقف القائمة على ضلالات الاضطهاد والبارانويا يمتصه العدوان بصورتيه السلبية والايجابية . ثم يركن الى حالة من التملص والتفسخ تتكشف فى تركيزه على (الان) بحيث تنفصل كل لحظة عن اللحظة التى تليها ، بدلا من أن ينفصل جزء ما من الشخصية عن جزء اخر كما يقتضى الحال عند الأسوياء . ومن هذا الوجود المعكوس نستطيع أن نتتبع جذور النكوص الفيلوجينى عنده المقابل للتكوص الأنتوجينى. وما اعنيه هنا هو ظهور الصفات الحيوانية فيه . اى الصفات البدائية الفلوجينية. ونحن حينما نصف الانسان بأنه حيوان . لا نفعل ذلك استحقارا للحيوان . قالحيوان فى تكامله ودفاعه عن نوعه وبقائه لا يدمغ بالصفات الخلقية التى يتداولها بنى الانسان فيما بينهم . لذلك لا يصح أن نربط الحمار بالغباء ولا النمر بالحذر والغدر ولا الثعلب بالمناورة والمراوغة ولا الحرباء بالنفاق والتلون وهكذا..... واذا كان السلوك الحيوانى صفة بدائية مرفوضة فى القياس الانسانى . فهى مرفوضة بدلالتها النكوصية فى الانسان ، لا من حيث ارتباطها بالحيون ومن هنا فنكوص القذافى وارتداديته الى مستوى السباع فى قتلها وسفكها للدماء انما يحمل معالم التعامل الحسى البدائى المباشر بما فيه من انتقاص حيث لا ارادة ولا تخيير . أى لا قدرة له على التأجيل ولا قدرة له على الأنتقاء بين البدائل. فهو اذن سلوك فج منعكس لحظى ووقتى يتبع منهج اللذة والمتعة لا أكثر و لا أقل . يتبع...