مدعي الجنائية: صمتي لن يساعد الضحايا ولست المسؤول عن طرد المنظمات من السودان طالب لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، دول العالم إلى الامتناع عن الاتصالات غير الضرورية مع الرئيس السوداني عمر البشير، بعد صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني لاتهامات بارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية في إقليم دارفور غرب السودان. ودعا أوكامبو في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى عزل البشير وتجنب حضور أي مناسبة رسمية ترتبط به وتقليص العلاقات الدبلوماسية مع السودان، تمهيدا للقبض عليه. لكن أوكامبو في المقابل نفى أي مسعى للتدخل العسكري في السودان وقال: «نحن لا ندعو للتدخل العسكري، ولا ندعو للحرب أو الغزو لكننا في الوقت ذاته لا نؤيد الوقوف بلا حراك ولا الإنكار». وطالب أوكامبو بتعاون دولي من أجل مطالبة السودان بالتوقف عن الجرائم التي يقترفها، والالتزام بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والمحكمة الدولية. ودافع أوكامبو كذلك عن قراره بتوقيف البشير، قائلا إنه ليس مسؤولا عن تبعاته، خاصة فيما يخص طرد المنظمات الإنسانية من السودان. وأوضح أن مكتبه لا يمكنه التزام الصمت بشأن الإبادة، مشيرا إلى أن «الصمت لن يساعد الضحايا، بل يساعد المجرمين فقط». وقال إن قرار اعتقال البشير كان أمرا ضروريا لمنعه من ارتكاب جرائم جديدة. وأشار إلى أنه سيلجأ إلى مجلس الأمن في يونيو (حزيران) المقبل ليضعه في صورة الأوضاع. وحول الدول التي استقبلت البشير بعد صدور القرار ومن بينها قطر، قال إن هذه الدول ليست ملزمة قانونيا بالقبض على البشير. وحول الأوضاع في غزة، أكد أن مكتبه تلقى أكثر من 300 رسالة تتعلق بالوضع فيها، وأنه يدرس كل المعلومات بدقة لمعرفة ما إذا كان الإعلان مستوفيا للمتطلبات القانونية، وما إذا كانت الجرائم المرتكبة تندرج ضمن فئة جرائم الحرب. وقال إنه يطبق نفس المعايير في كل المواقف. وإلى نص الحوار * صدر قرار التوقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير.. فما الخطوة التالية؟ * هل في الإمكان الدعوة إلى تدخل عسكري في السودان بواسطة مجلس الأمن؟ * قلتم في السابق إنكم ستستأنفون قرار المحكمة، لإضافة تهمة الإبادة الجماعية التي أسقطها القضاة.. على أي أساس سيبني الإدعاء اتهامه للتأكيد على ارتكاب مثل هذه التهمة الكبيرة؟ * هل هناك سقف زمني محدد للخرطوم لتسليم البشير؟ * هل ستتعرض قطر التي استقبلت الرئيس البشير لحضور القمة العربية والدول الأخرى التي زارها إلى أي مساءلات؟ * هل هناك إمكانية للتوقف عن ملاحقة البشير إذا ما سلم المتهمين الآخرين مثلا؟ لا يقوم الادعاء بالدخول في مفاوضات سياسية فعملنا قضائي بصورة أساسية، وكل الأفراد الذين تلاحقهم المحكمة لا بد من تسليمهم. * هل تتحمل المحكمة الجنائية الدولية نتائج قراراتها ونتائجه على سكان دارفور بعد طرد منظمات الإغاثة الإنسانية؟ * متى ستلجأ المحكمة الجنائية إلى الأممالمتحدة لاتخاذ خطوات لاعتقال البشير؟ * هل من المتوقع أن تقتنع المحكمة بمحاكمة البشير وآخرين داخل السودان أو في أي دولة عربية أخرى؟. المحكمة الجنائية في لاهاي هي الحل، فحياديتها واستقلالها يضمنان شرعية تدخلها. هناك ما يقرب من 2.5 مليون شخص يواجهون المخاطر في دارفور وتسعى المحكمة إلى حمايتهم عبر المساهمة في منع وقوع المزيد من الجرائم، وأنا أعمل لصالح هؤلاء الضحايا، وهؤلاء الضحايا أفارقة ومسلمون ويتحدثون اللغة العربية، والعدالة ستقف في صالح هؤلاء الضحايا. * هل هناك أي تطورات بشأن محاكمة المسؤولين الإسرائيليين بشأن جرائم الأحداث الأخيرة في غزة؟