حقيقة ما يدور فى ليبيا: هل يدعم الاتحاد الافريقى العقيد فى مواجهة التدخل الغربى وضح بما لا يدع مجالا للشك ان هنالك نية مبيتة لاحتلال ليبيا من قبل قوات غربية او فرض حظر جوى وبرى عليها خلال الايام القادمات .. ولا يعرف او يعلن السبب الوجيه الذى يجعل من هذه الدول تهتم بشان داخلى لهذه الدرجة مقارنة بما حصل فى دول اخرى مجاورة لها غير تراكم هائل من الاخطاء السياسية للعقيد القذافى الذى يسير بلاده بافكار عقيمة وقديمة لا تتماشى والعصر الحديث .. وكانت الحملة الاعلامية العالمية التى تمهد لهذا التدخل غير مقنعة لى وللكثيرين منذ بداية الازمة وتفجرها ولا اقول الثورة وانما انتفاضة الاخوان الليبيين الذين ملوا حكم العقيد وارادوا ان يعبروا بطريقتهم فاذا بهم يجدون اعلاما على اهبة الاستعداد يناصرهم ويبحث عن كل نقيصة فى نظام القذافى ضمن حملة ينقصها الذكاء .. القذافى ليس وحده بالمنطقة من يسوم شعبه سوء العذاب وعندما بدات الحملة الاعلامية ضده لم يفعل اكثر من التهديد بقتل كل من تسول له نفسه التخريب على حسب زعمه وكان يعنى الجماعات الاسلامية التى نشطت مع الانتفاضة .. ولكن الاغرب كان وقوف اعلام كان يعتقد الكثيرون انه ضد الارهاب وضد تلك الجماعات الارهابية وخاصة القاعدة .. وتبع هذه الحملة جانب دينى متمثلا فى القرضاوى الذى افتى بقتل العقيد لانه حسب زعمه قتل خمسة وثمانون ليبيا ونسى المفتى من قتل اكثر من عشرة الف سودانى ويعترف بهم علنا على اجهزة الاعلام العالمية .. هناك تساؤلات عن حقيقة تلك الحملة ماذا تريد ولماذا هى الان ضد العقيد .. لعل اخطاء القذافى السياسية ونرجسيته ماجعلت الكثير من الشعوب لا تتعاطف معه ولكن اكبر خطا ارتكبه القذافى عندما سمح للشركات الامريكية بالتنقيب والعودة من جديد لحقول البترول الليبى .. وبما ان ليبيا ترقد على الكنز الافريقى من بترول المستقبل وموقعها الفريد بالقرب من اوربا ومنتصف العالم .. كان لابد للشركات من التانفس حول هذا الكنز والعقبة الوحيدة من اكتنازه كان هذا العقيد الذى يتحكم فى شعبه بالحديد والنار وله شخصية متقلبة المزاج تم دراستها جيدا مثلما تم من قبل مع شخصية صدام حسين بل نقول ان شخصية العقيد اسهل من شخصية صدام فى الاستجابة للاستفزاز واسهل وضوحا من خلال التصرفات الغريبة المتراكمة على مدى اثنان واربعون عاما .. تهتم امريكا بالطاقة للمستقبل وتدخر بترول تم اكتشافه فى الصحراء الكبرى كبديل لمصادر الطاقة المستغلة حاليا وتقول المعلومات ان دول السودان وليبيا وتشاد ومصر والجزائر ومالى والنيجر هى صاحبة هذا الكنز الامريكى الذى لا يدانيه كنز اخر ولابد من الهيمنة عليه برؤى وافكار جديدة وازالة كافة العقبات التى تقف فى وجهها فى المستقبل ..وخاصة الانظمة التى قد يسبب وجودها عائقا فى استغلالها لهذا الكنز .. لهذا استغرب الكثير من الناس لسرعة قرارات مجلس الامن والاتحاد الاوربى ومعاقبة ليبيا قبل ان تعرف كيف سيتصرف العقيد بل سبقته او قل دفعته لرد فعل اقوى تاذى منه ليبيون عزل من السلاح ...وهنا هم شركاء فى هذا الجرم مثله تماما لهذا لا يحق لها الدعوة بالتدخل واحتلال جزء من ليبيا لارغام العقيد بالرحيل وهو المسيطر على بلاده حتى الان وله من المقدرات العسكرية ما يحسم به شانه الداخلى بقوة السلاح حفاظا على وحدة بلاده وليجنبها شبح التدخل والحظر الجوى المتوقع .. الا ان ما يؤسف له ان تنجر جامعة الدول العربية لهذا المخطط كما انجرت له من قبل فى حالة صدام ووقفت او سهلت للغازى الدخول وها هى الان تسهل التدخل فى الشان الليبى للمرة الثانية .. الا ان موقف الاتحاد الافريقى حتى الان واضح كل الوضوح بان الامر لا يستدعى كل ما جرى وان هذا شان داخلى فى دولة افريقية ومن المحتمل ان يتطور هذا الموقف الى دعم للعقيد ان لم تتدخل امريكا وتفرض على تلك الدول موقفا مغايرا .. تسرعت بريطانيا فى تنفيذ هذا المخطط ومعروف ان المخابرات البريطانية هى من يخطط لاى تدخل لامريكا والدول الغربية بحكم معرفتها بالعالم وخبرتها الاستعمارية القديمة فسارعت الى جس النبض بارسال مجموعة من رجالها الى بنغازى التى يقول الثوار انهم حرروها من قبضة القذافى وبنغازى بالذات تحتلها الجماعة الاسلامية الليبية المتشددة التى تقف الان فى مواجهة القذافى وقواته .. واستطاعوا ارهاب كل سكان المدينة باعلان الانضمام اليهم والا القتل لهم ولاسرهم وهذا ما دعا حركات الاسلام السياسى والاخوان المسلمين فى العالم تقف بقوة مع ما تدعى انها ثورة ليبية بل تتفاخر بان الانظمة القادمة انما هى بشريات الانظمة الاسلامية فى مصر وتونس وليبيا وفلسطين واليمن وتراهن على هذا المستقبل وهذا ما وضح فى خطب القرضاوى وخالد مشعل واخوان السودان الذين يتنصلون من القذافى الان ويصفونه بابشع الاوصاف وينزعون الالقاب الشرفية عنه .. بعد ان كان الصديق الوفى والحميم والذى دعمهم بكل ما يملك لكى يتملكهم بالكامل وقد كان .. وهذا هو السبب .. لم تكن الحملة الاعلامية ذكية بالمعنى الذى يقنع القارىء والمشاهد وهو يرى قوة وعنفوان تظاهرات اليمن والبحرين مقارنة بما يراه امامه من اكاذيب لبعض زعماء المعارضة الليبية الذين يطالبون بالتدخل وحماية زملائهم فى بنغازى من بطش العقيد .. كانت الكذبة الاولى هى انشقاق وانضمام مجموعات من القوات السلحة الليبية وانضمامها الى الثوار وكانت الكذبة الثانية هى سقوط مدن كثيرة فى ايدى الثوار وباسلوب الخم اعتقد كثير من الناس ان نظام القذافى انتهى بكل سهولة وتم فى هذا تعطيل قنوات عدة وسحب ترددها من على الاقمار الصناعية وتشويش اى قناة تحاول نقل حقيقة ما يدور داخل ليبيا .. ولاول مرة يتم التنسيق بين قنوات كانت متنافرة فى الطرح والرؤى وتتفق فى رسالة اعلامية واحدة موجهة نحو العقيد وحكمه وهى قنوات الحرة والجزيرة والبى بى سى والعربية وهى القنوات التى قادت الحملة الاعلامية الغربية على العقيد ولا تزال بطريقة مكشوفة .. وينقصها الذكاء مما جعل الكثيرين يبحثون عن القناة الليبية التى اصبحت اكثر مصداقية من تلك القنوات التى تحاول تهويل ما يحدث بتلك الطرق والاساليب المضحكة ..والقناة الليبية من اضعف القنوات العربية الا انها استطاعت جذب الاذكياء اليها لانها الاكثر صدقا الان فى نقل ما يحدث داخل بلادها وبطريقة بسيطة استطاعت التفوق على هذه القنوات الموجهة بغباء فى عهد الاعلام الحر والسموات المفتوحة .. maale shareef [[email protected]]