تحدثنا في الحلقة الماضية عن كيفية نجاح ثورتا تونس ومصر عن طريق إدراك الشباب لواقع وجود مجمتعاتهم بدراستهم وتحليلهم للوجود الإجتماعي طبقياً ثم قيادة كل الجماهير العريضة رافعين شعار الشعب يريد اسقاط النظام حتى تحقق النصر في بلديهما على الأنظمة الشمولية وبهذا الشعار خطّوا طريقهم لحكم ديمقراطي تعددي ونهوا حكم الفرد للأبد. وهكذا أصبح طريق تونس خارطة طريق في كل الأوطان العربية، والشاهد على ذلك هبة الشعوب العربية أسوة بتونس ومصر. وهتف الشارع: الشعب يريد اسقاط النظام في كل من ليبيا الجريحة النازفة دماً في كل يوم وحتماً ستنتصر هي والجزائر واليمن السعيد وإمتد لهيبهما من السودان إلى دول الخليج في البحرين وسلطنة عمان التي ذكرتنا بثورة ظفار التقدمية الرائدة في الستينات من القرن المنصرم حيث عملت على محو الأمية لدى النساء. إن هذه الصحوة العربية جميعها طالبت بحقها المطلبي والسياسي بالعدل والمساواة والحرية والعمل الشريف حق للجميع وبأن المواطنة هي أساس الحقوق. وما هذه الإنتفاضات التي عمت الدول العربية إلاّ تأكيد بأن الظروف المعيشية والسياسية واحدة فلا خلاف عليها، ولن تتوقف هذه الصحوة العربية حتى تقضي على الأنظمة الشمولية السارية الجاثمة على صدور شعوبها وسيعم وسيستمر هذا الإجتياح الثوري حتى النصر المؤزر في جميع أرجاء الوطن العربي حتى يتم هدم آخر نظام جائر شمولي عسكري في الوطن العربي أجمعه وإنجاح هتافه العظيم غراساً: الشعب يريد إسقاط النظام حتى ينهي أبد الدهر آخر حكم شمولي دكتاتوري ظالم في الوطن العربي ويتم تشييعه إلى مزبلة التاريخ.