ان مايجرى فى ليبيا الثورة لم يخفى على احد ، وان الارهاب السياسى قد استغل مطالب الشباب المشروعة فى التظاهر والمطالبة بالحقوق ، وغير وجهتها الى حرب اهلية ستاتى على الاخضر واليابس اذا لم تنتبه اليها القيادة الليبية وشعبها الواعى . فى الماضى القريب جرب الشعب السودانى ثورتين فى اكتوبر 1964 وابريل 1985 ولم نرى احدا يحمل مسدسا فى كلا الثورتين ، والان جاءت الثورة التونسية والمصرية ولقد اقتحمت الجماهير الثائرة كل بنايات الامن ، وكان بوسعها ان تستخدم كل الاسلحة الموجودة ، ولكن نجاح الثورتين كان بالصدور العارية والتى تتصدى لكل الاسلحة ، وتهزمها . ولكن الارهاب السياسى فى الجماهيرية قد اختطف الثورة من الشباب واستولى على الاسلحة بكل انواعها ووجها الى صدور الشعب الليبى وافرغ الثورة من محتواها ووجهها نحو الحرب الاهلية ، فاتحا بذلك كل الاحتمالات اما تقسيم ليبيا الى دولتين او دخول الاستعمار اليها كعراق او افغانستان جديد تذل فيه الانفس الليبية وتنهب ثرواتهم وترمل نسائهم وتيتم اطفالهم . ومن هنا نقول للشباب ان الفتنة التى زرعتها قناة الجزيرة وامامها القرضاوى صاحب الفتاوى الدموية السوداء والتى سوف تستهدف كل الشعب الليبى ولن تستثنى منه احدا . فهذا الثنائى اصبح يشكل بعبعا مخيفا فى ذاكرة الامة العربية والاسلامية . فيجب ياشباب ان تتوقفوا لحظات مع انفسكم لتكتشفوا الحقيقة ، والا لن تجدوا وطنا تتصارعون عليه . فان الارهاب السياسى والذى يقوده تنظيم الاخوان المسلمين او هيئة علماء المسلمين بالوان مختلفة من دولة الى اخرى يريد ان يسيطر على كل الدول العربية ، فما يجرى فى السودان الان هو شكل من اشكال هذا التنظيم وبدعم منه وخاصة شيخ الفتنة القرضاوى ، والذى انبرى ينافح عن حكومة الخرطوم وهى تبيد شعبها فى دارفور . فيا شباب ليبيا الثائر خذوا من تجربة العراق وافغانستان نموذجا حيا وعبرة لكم تحمى بلدكم من الارهاب السياسى والغرب الذى يركض خلفة ، فما اجتمع الاثنان الا وكان الدمار والخراب محصلتهم النهائية . ونقول الى القيادة الليبية ممثلة فى الاخ القائد ان دماء الشعب الليبى سالت انهارا ويجب ان تتوقف بمبادرة جادة صادقة ، تحقن الدماء وتبعد شبح التدخل الخارجى . فتوجه الى قلب افريقيا ففيها من الحكماء من يسمع له الشباب .