إن التشظي والتشرذم والتفكك الذي يمر به العالم الإسلامي اليوم ، هو نتيجة صراعات الهوى وتكريس منهج الذاتية الضيقة ،وتقزم الأفق السياسي لقيادات تيارات حركات الإسلام السياسي وتطويع الامارة للوصول إلي غايات دنيوية تمسكا بأهداب السلطة ،وإستخداما فاسدا لعصا السلطان لإثخان رقبة كل من يتطاول على أبراج الفساد ،او يمد معوله لإجتثاث شجرته الذابلة،فتثكلت الأفكار وتيتمت الآراء ،وترملت الحقيقة ،فما بات هنالك صدى يتردد ،ولا ثائرة إيمان يتجدد ،فكثر الهرج والمرج بين أئمة كان يؤمل منهم الكثير في إعادة ترميم جدار الإسلام المتهاوي ، ودك حصون الكفر والزدنقة والإلحاد ، فوا أسفا قد تطاول شجيرة الباطل وتمددت فروعها حتى بلغت ‘عنان السماء ، وتقذمت شجرة الحق التي أصبحت ذابلة الأوراق ،معوجة الاغصان ،يابسة الثمار ولعلهم بذلك يكونون قد جافو قول الحق تعالي (( مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)) ولعل هذا التردئ مدعاة إلي سحب ربقة الطمأنينة والأمن ،فأضحى المسلمون خائفون في دورهم ، يصب عليهم سوط الإحن والمحن من كل حدب وصوب وتستباح حرماتهم ، وتنتهك حرياتهم ،وتسلب أرواحهم رخيصة ،كالعير التي تقتلها الظمأ في الصحاري والآكام. لقد أرتد الحقد والتبعية والحسد على الأمة وبالا كإرتداد السحر على الساحر، وما ذاك إلا لإستمراء سياسة الإرتهان والعمالة والإرتزاق والتخوين،وبيع حرائر الذمم في سوق النخاسة الدنيوية فكثر التجسس والتحسس وكشف السوءات ،فما بات هنالك سر يؤتمن عليه ،ولا ذمة توفي ، ولا خلق يصان فأصبح جل المسلمون ثياب رجال علي أجساد شياطين بذا تكشفت سوءات العالم الإسامي ، وهو يعيش في أضعف حلقاته وترابطه، وقدآلت السياسة الدولية علي نفسها أن تغتنم هذه السانحة للإنقضاض علي هذه الفريسة المحتضرة ، ولعل الثورات التي أندلعت في الشهور الخمسة الماضية كانت تمهيدا لصياغة مرحلة جديدة من الإستيطان ، وان كا ديدننا ألا نثني على نزاهة الحكام العرب في إقامة ناصية العدالة ،إلا أننا ينبغي ألا ننسى أن نستصحب مع مثل تلك الظروف دلالات لمعان أخري قد تنبت من تلك الأرض الخصبة للأزمة (( رب كلمة حق أريد بها باطل بعينه)) فالحق الظاهر الذي يتراءى للعيان هو ان تلك الثورات هي هبات جماهيرية لإعادة الحق والحرية واليمقراطية إلي نصابه، وكذلك لا ننسى أن الشيطان قد يربض خلف الاكمة ، ويطل بقرنيه مخفيا باقي جسده طيله النهار ، ثم انه ينتشر ليلا ليصير بعبعا يقض على الصغار منامهم ، ولقد طالب شعب العراق من قبل بإزاحة صدام عن كرسي السلطة ،فتم مرادهم ومن ثم جثم البعبع على صدورهم ، فها هو الشعب يهب لإزاحة حكامه عن كرسي الحكم ولكاني أرى مقاعد ملكوتية شاغرة ،فهل يا ترى من سيشغلها ؟؟ لعله بعبع من البعابيع المنتشرة ،فما أكثرهم في هذا الزمان؟؟ ، [email protected]