كنت في السادسة من عمري وكنا نلعب الكره أنا وابن خالي العزيز محمد مبارك الملقب( الجبت) تحت شجرة النيمة في نص الحوش وأمي ومعها مجموعة من نساء الحلة يشربن في الجبنه في الراكوبه وكانت هذه أول كره امتلكها في حياتي قبلها كنا نلعب بكرة الشراب وكنا حافرين حفره جديدة (كنيف) وقام صديق عمري الجبت بشوت الكره باتجاه الحفرة التي كان عمقها ستة أمتار وأنا لانو عارف لو الكره دي وقعت جوه تاني برجع لي كرة الشراب فقمت جاري الحق الكره قبل ماتقع ولحقتها لكن لحقتها جوه الحفره وقعنا أنا والكره في الحفره والجبت جرى وكلم أمي والنسوان المعاها والكواريك ضربت الحقوني الصديق ولدي وقع في الحفرة وناس الحلة اتلموا ناس عمي بشير وجدي الصالح وامحمد علي و ود الماحي جارنا وصاحب الدكان الذي يقع خلف بيتنا طوالي وكل زول كان ماشي بالشارع جانا خاشي واجتمعوا حول الحفره وناداني عمي بشير الصديق انت شديد فرديت عليو أنا شديد بس زحوا شويه مليتوا لي عيوني تراب فكان ردي مطمئن وقعدوا يضحكوا ولا انسى اخي شقيقي حمادي رحمة الله الذي نزل لي جوه الحفره من دون حبل يعني تلب خلفى خوفا" علي ودون أن يخاف على نفسه وبداء يتفقد في جسمي انت كويس ماجاتك حاجه حاسي بي شنو فقلت له والله انا كويس ماعندي أي حاجه بس قول لي ناس عمي بشير ديل ابعدوا شوية من الحفره دي عشان انا عيوني اتملت تراب فناداهم ياحاج بشير الجنى دا شديد فضحك عمنا بشير وقال( عمر الشقي بقي) وفكروا الجنى دا نمرقو من الحفره دي كيف فربطوا قفة وانزلوها لي حمادي وقالوا له دخل الصديق في القفه ونحنا بنسحبوا لي فوق وفعلا" وضعوني في القفه سحبوني حتى تمت عملية الانقاذ بسلامة وطلعت من الحفره وزقردت امي وباقي النسوان وبداء الجميع بالضحك والتعليقات ولم اترك كرتي خلفي طلعتها معاي في القفه وسبحان الله بعد الحادسة دي بي فتره بسيطة تركت الكره لاني بقيت مافاضي عندما اصحابي يلعبوا الكره انا بكون مشيت اجيب القش لي الغنم ولم العبها بعد ذلك الى الأن . وبعد الموضوع دا بي فتره كانت امي تعوس في الكسرة وانا بلعب بقربها وهي تحكي لي قصص بتاعت جدنا وفروسيتوا وكيف كان زول حوبا .وبعد ماانتهت من العواسه قامت تغسل يديها ولملمت حاجات العواسه كانوا عندنا في الحله بيوقدوا النار بي قصب السكر الناشف وانا قاعد العب بي قصبه ناشفة طويله وقمت بوضع القصبه في النار ورفعتها عاليا" وانا اصيح علم السودان علم السودان ولاادري ماذا كنت اظن نفسي اسماعيل الازهري ولا شنو ماعارف المهم الكلام حدث وانا داخل الراكوبه وطبعا" الراكوبه مسقوفة بي القش الذي يسمى الحمرايه ودي زي البنزين لو وصلتها شراره بس خلاص تاني المطافي مابتلحقها واشتعلت الراكوبه وجات امي وهي فزعة ولمن شافتني وانا بامان نظرت في عينيها راحه لم اراها من قبل وكان جنبنا فرن بتاع واحد من البني عامر اسموا عمر النور كانوا بيجوا اهلو الادروبات ديل يشتغلوا معاهو في الفرن من ضمن الناس ديل واحد اسموا بخيت الزول دا كان عمروا حوالي خمسة وثلاثين سنة وانا طفل بس كان يريدني شديد ويعلمني الرطانه وصنع لي سفروق عشان ارعى بيهوا الغنم لمن بخيت دا سمع امي تكورك جاء جاري قال ملك ياهاجه السديق وين قالت ليه الصديق كويس بس عندي عنقريب وزيرين جوه الراكوبه بدور امرقن ودخل البطل بخيت داخل الراكوبه وهي كره ناريه وطلع العنقريب والزيرين وكسر الشعبه عشان الراكوبه تقع والنار تكون في الارض وانا جري مشيت بيت جدي الصديق عبد الرحمن ذلك الرجل الذي لاشبيه له رجل بقامت الجبال كان قليل الكلام كثير العمل لايقبل الكلام المعوج وليس لديه أي نوع من انواع النفاق الاجتماعي لايضحك مع من لايريد ولا يظهر الا مافي داواخله فماتراه منه هو مافي نفسه تجاهك . وعنما راني اركض ناداني تعال هنا ياجنى مالك بتجر قلت ليو حرقت راكوبتنا قال لي ناس امك النعل مافيهم زول جاتوا حاجه فقلت مافي حاجه كويسين قام مسكني من اذني وقال لي انت جنك دا بتخليو متين ثم قال لي اقعد هنا قعد نصك وقام ودخل خلوتو وجاء يحمل في يده بعض التمر وقال لي هاك اكل التمرات ديل وخلي بالك من الغنم مايدخلن في البيت أنا ماشي أشوف ناس آمك الحاصل عليهم شنو وجاي أوعك تتحرك فامؤات له براسي حاضر . وكانت هذه الحادثة سببا" في الاسم الذي يطقه علي عمر النور صاحب الفرن إلى الآن يناديني صديق حريقه.