في عهود الدكتاتوريات المظلمة تستخدم سياسة التعتيم الاعلامي والتغييب ونشر ثقافة الجهل لحجب الحقائق عن الرأي العام وتجد هذه الأنظمة مجموعة من الارزقية والهتيفة والمطبلاتية يدعمون سياستها ويرسخون لها كما أن تاريخ الشعوب القديم والحديث يحدثنا عن هذه النماذج التي مارست كل أنواع التضليل والاكاذيب ويحدثنا أيضا عن نهايتها في مذبلة التاريخ بعد إنتصار إرادة الشعوب .. ومع القفزة الهائلة في عالم الإتصال والتغييرات الكبيرة التي أحدثتها في المجتمعات وكان نتاجها الثورات العظيمة التي أسقطت دكتاتوريات كانت تعتقد أن مجرد التفكير في زحزحتها ضرب من الجنون لتثبت أن إرادة الشعوب كما ذكرت أقوي من كلمة نفاق وتزييف حقائق وتجميل قبح لاتخطئه عين أو محاولة للتغطية علي واقع منهار وأن كل ذلك لن تغطي عليه اقلام مأجورة أو وسائل إعلام تباع وتشتري في سوق النخاسة وعلي عينك ياتاجر . قادني إلي هذه المقدمة الحديث المستفز لرئيس مجلس إدارة نادي المريخ جمال الوالي والذي اشعرني للحظة أن من يطلق هذه التصريحات ليس رئيس نادي عادي وأكرر هذه الكلمة للمرة المليون لأن إمكانياته وقدراته الإدارية المتواضعة أقل من عادية فقد تقمص الرجل شخصية من يملك السلطة المطلقة واين؟ في نادي لكرة القدم .. هل هكذا تدار المؤسسات ؟ يجلس الرئيس واضعا رجل علي أخري وعينيه يتطاير منها الشرر وفي حضور الاعلام .. هل هكذا تدار المؤسسات؟ واللاعبين قليلي الحيلة مغلوبين علي أمرهم لايعلمون أي ذنب إرتكبوا حتي تنظم له هذه المحاكمة العلنية إن جاز التعبير التي نقلتها وسائل الإعلام علي الهواء مباشرة(تاني يوم) .. هل هكذا تدار المؤسسات؟ كنا نسمع ومرات نقرأ أن النظام الدكتاتوري الفلاني عاقب لاعبي المنتخب أو نادي من الاندية بالسجن لأنهم اخفقوا في مهمة كروية ... ونسمع ومرات نقرأ أن النظام الدكتاتوري العلاني أصدر عقوبات قاسية علي عدد من اللاعبين لأنهم أيضا أخفقوا في تحقيق نتيجة إيجابية .. ونقرأ ونسمع عن لاعبين هربوا من قهر الحكومات ولم يعودوا مع البعثات إلي بلدانهم .. اللغة التي تحدث بها جمال الوالي للاعين تؤكد علي شيء واحد أن رحيل هذا الرجل عن الديار المريخية امر لايحتمل التأخير يوم واحد فعندما يفاجأنا الرجل بقوله (لن أتردد في شطب كل هذه المجموعة والتعاقد مع لاعبين جدد يقدرون الشعار ويقاتلون من أجله)كما ورد بصحيفة الصدي.. فهذه الكلمات لوحدها تقدم لنا شخصية متسلطة وغارقة في الأنا (لن أتردد في شطب) .. تقدم لنا هذه الكلمات قرار الفرد .. تقدم لنا هذه الكلمات وفاة المؤسسة وتشييعها إلي مثواها الأخير .. إرحل يارجل فلم يعد لديك ماتقدمه وإن كان هناك من يستحق الشطب أو التغيير فهو أنت وليس اللاعبين .. إرحل فقد إستنفذت كل الفرص وهذا الجيل من اللاعبين ليس جيل النكسات فالنكسات لم تتوقف من اللحظة التي جلست فيها علي كرسي الرئاسة .. ثمانية أعوام كم تغيرت وجوه اللاعبين وانت الوحيد الباقي وكم مرة تغيرت وجود المدربين وأنت الوحيد الباقي وكم مرة تغير أعضاء مجلس الادارة وأنت الوحيد الباقي رمزا حقيقيا للفشل الاداري. والجلسة المنقولة إعلاميا والتصريحات المنشورة إعلاميا تؤكد أنك مازلت هاويا في عالم الإدارة وأنك الاداري الوحيد عالميا حسب معرفتي الذي يحاكم اللاعبين بهذه الطريقة (البلدية) ولاأود قول المتخلفة .. ولكنها سياسة الهروب الفاضح فأنت تهرب أيها السيد من إخفاقاتك وفشلك المتواصل وتسعي لإلباسه شماعة اللاعبين .. فاللاعبون لم يختاروا طرق اللعب التي إتحفنا بها المدرب المتواضع البدري والذي رفضته من قبل جماهير الاهلي المصري واجبرته علي المغادرة .. المصيبة انك إداري عادي لأنك لو كنت صاحب فكر مثلا لعرفت أن سلاحك الوحيد أمام الجماهير هم هؤلاء اللاعبين ولعلمت أيضا أن ماتردده الابواق المساندة لسياساتك لن تغطي علي الحقيقة المعروفة لدي جماهير .. إرحل hassan faroog [[email protected]]