بسم الله الرحمن الرحيم من احمد هارون جنوباً الى الاباتشي شرقاً مروراً برسائل حسب الله عمر وسطاً "شمارات وتعليقات " (1) من البرنامج المشاهدة بنسبة عالية برنامج " حتى تكتمل الصورة " الذي يقدمه الاعلامي المتطور بشكل متواتر الطاهر حسن التوم . اخر حلقات هذا البرنامج جمع بين د. عبد الله تيه وزير الصحة " الحردان " ومولانا احمد هارون والي جنوب كردفان والصديقان النور احمد النور ويوسف عطا المنان الصحفيان اللامعان ليس هنالك وجه مقارنه بين مولانا ود. عبد الله " ود الجبال " والقيادي بالحركة الشعبية وذلك من حيث توفر المعلومة ووضوح الرؤية والهدف وسلامة المقصد النهائي في كل ما طرح في قضية انتخابات جنوب كردفان مما يعمق الاحساس بفتح الفرص واسعة للمعارضين للحكومة في اجهزة الاعلام كافة ... حتى يدرك المشاهد والمستمع معاً المتاهات التي تنزلق فيها المعارضة وتلك الاجواء التي تعاند فيها الحكومة او تتخذ فيها مواقف " عزيزة " !!!! المتابع لتلك البرامج الحوارية على قلتها خاصة في الاجهزة القومية تفضح ضعف ادلة المعارضة ضد الحكومة .... ولو أدركت الحكومة نفع تلك البرامج لأكثرت منها خاصة لو نفذت بالشفافية العالية وجرأة وموضوعية وتوزيع للفرص بعدالة مهنية فائقة ... لكن كثيراً ما يتراءى لبعض النافذين ان تلك المؤسسات يجب ان تمضي على رؤية واحدة ... وتخشى تفاوت الرؤى مع ان السنة الحقيقة للكون مبنية على الاختلاف لذا اعتقد جازماً ان حرية الفضاءات تكشف معادن الناس ... اليس الناس بمعادن على طريقة الفنان عادل امام !!! هذه البرامج توضح ضعف المعارضة وخلل رؤيتها للمواضيع المطروحة ... ومعالجتها المتشددة إضافة الى بؤس طرحها . من هذا المنطق وقضايا اخرى يجب ان تدشن فترة الجمهورية الثانية للانقاذ التي تبحث عن كثب لإستهداف معاني الشفافية والحرية والمشاركة والكفاءة والتنوع الذي يمثل ثراء السودان الحقيقي سياسياً و ثقافياً و اجتماعياً .... وفي تقديري ان مثال البرنامج الحوارية المفتوحة مثال بسيط على اخراج كل الهواء الساخن مع احساس عميق بالديمقراطية والمشاركة غير ما يفيد الناس في حق الاختيار لِما هو انفع لهم . ( 2 ) وفي غمرة التغيير وهبة الجماهير واحساسها المتنامي بالظلم يستغل الكيان الصهيوني تلك الاجواء الحالمة بعالم حر ليعتدي على غزة بكل صلفه التقني وجبروته العسكري .... في هذا الوقت بالذات وعلى حين غره تستهدف طائرتان أباتشي سيارة سودانية قليلة الحيلة ومتواضعة الهيكل ليست بالفارهة تماماً ولا بالمهترئة تماماً هي بين المستعملة استعمالاً يناسب دول العالم الثالث او كفاح مواطن بسيط يمتلك سيارة له ولاسرته قصفت تلك الطائرات الاسرائيلية المعتدية السيارة حيث انتهكت الاجواء السودانية بدون اي خطوط حمراء ولا دفعات جوية صاخبة تتعامل مع تلك الطائرات المتقدمة التقنية والمزودة بأحدث أجهزة الدمار . اسرائيل " متعودة دايماً " على طريقة عادل امام مرة اخرى ان تنتهك كل الاجواء العربية وتقتل الاطفال والشيوخ والنساء كيفما اتفق ولا تستحي من العالم الحر حيث تستند على الفيتو الامريكي براحة عالية من إدنتها على كل الخروقات الفادحة . الامر لا يستدعي ان يتدخل الحلف الاطلسي بقوته العسكرية والمادية لحماية المدنيين لان الموت هنا لا يستحق هذا الشرف الاوروبي الكبير .... لا مجلس الامن ولا دولة الخمس يحتاجون ان يتعبوا انفسهم في اجتماعات مطوله او قصيره لنجدة مئات القتلى والضحايا هذا بشأن اسرائيل .... اما السودان فمشكلته واضحة بفيتو امريكي من مجلس الامن ودوله الكبرى تخرج اسرائيل سالمه من كل انتهاكات حقوق ً .... اعتقد جازماً ان وزارة الدفاع تفعل ما بوسعها في امتلاك كل ما تدفع به الشر المتوقع وغير المتوقع كالهجوم الاسرائيلي الاخير . هذا عذر كافي لوزارة لا تحتمل العذر اما حكاية " تهريب " السلاح الى حماس وبرغم دحضه بشواهد القتلى الذين ليس فيهم جنسية فلسطينية او امريكية غير الجنسية السودانية فهذا الموقف يتسق مع يقظة الجماهير العربية والعدوان السافر على غزة !!! لكن هناك ملاحظة جديرة بالانتباه ان القوى السياسية لم تنفعل مع الحادث من حيث الادانه او المطالبة لوقف العدوان الاسرائيلي وهذا خلل اخر واضح في استيعابها لمقتضيات الامن القومي ( 3 ) أعرف اللواء (م) حسب الله عمر منذ نهايات السبعينات وبداية الثمينينات القرن الماضي .... و الفرق كبير من حيث الخبرة والتجربة .... وقليل من حيث العمر الذي يتجاوز بضع سنين بيني وبينه ومنذ عرفته كان على حسم وصراحة ووضوح شديد الصرامة ... يدخن بشراهة وصمت مخيف الا انه رقيق الحال يضحك بصفاء اذ أدركت صداقته . كان يدخن منذ وقت بعيد .... حيث ( التدخين ) في ذلك الزمان حرام حرمة قاطعة ... ولكنه لم يأبه بتلك الأصوات .... أعرفه مخلصاً لفكرته التي خرج من اجلها .... حيث لم تكن هنالك مناصب ولا القاب ولا سيارات ..... شاب يؤمن بفكرة الحرية مسلح بالعلم نهض من وسط الريف الفقير . هذه المقدمة لازمة للشعور ان بعض القيادات نالتها ( الاقلام ) في الاونة الاخيرة من غير علم ... ورغم انني لم التق به لسنوات طويلة.... لكنني أظنه على حاله الفظ يقط تماما اشعت اغبر لم تغيره سنين جلوسه الطويل في مكاتب انيقة مكيفة الهواء . وفي تقديري ان حديث اللواء حسب الله عمر كما ذكر في رسائله أخرج تماما عن سياقه .... حيث مثل حسب الله الذي أفنى زماناً مديداً في الدفاع عن الشريعة ودولتها النامية وحتى لا نتمثل شعر الراحل محمود درويش " الايدولوجيا مهنة البوليس " !!! أرجو من القيادات الحزبية في المؤتمر الوطني مراجعة الرسائل التي تمثل أدباً جديداً ورؤية في نقد الذات والانتباه للمتغيرات الجديدة برغم ان حسب الله عمر ليس شاعراً أو كاتباً !!!!