يحدثنا التاريخ أن العام 1963شهد واحدة من أكبر الثورات التي شهدتها أمريكا فقد تجمع حوالي 250 ألف شخص منهم حوالي 60 ألف شخص من البيض إتجهوا نحو نصب لينكولن التذكاري للمطالبة بحقوقهم المدنية، وشهدت هذه المظاهرة إلقاء المناضل الامريكي مارتن لوثر كنج لأروع خطبه وأكثرها قوة " لدي حلم" والتي قال فيها مازال صداه يتردد حتي الآن في أرجاء الكرة الارضية "إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم"، ووصف مارتن كينج المتظاهرين كما لو أنهم تجمعوا لاقتضاء دين مستحق لهم ولم تف أمريكا بسداده، وبدلاً من أن تفي بما تعهدت به أعطت الزنوج شيكاً بدون رصيد أعيد وكتب به إن الرصيد لا يكفي لصرفه. وعندما تفوه مارتن لوثر كنج بكلماته هذه لم يكن يدري أنه بعد إغتياله بحوالي(42عاما) (1968) سيجلس علي كرسي الرئاسة في البيت الأبيض رجل أسود إسمه باراك أوباما الذي تم تنصيبه في العام (2009) .. ومثل ما (لكنج) حلم لم يشهد تحقيقه لدي أيضا حلم أتمني أن أراه علي أرض الواقع مثلي مثل كثيرين تتفاوت أحلامهم في مقدار الأهمية عند صاحبها سواء كان في مجال العمل أو علي مستوي الحياة الشخصية .. وحلمي في مجال العمل والأجواء المحيطة به أن يأتي يوم نتحرر فيه من عبودية المال في العمل الرياضي بصفة عامة فالعبودية ليس بالضرورة أن تكون عبودية اللون (والآبارتايد) الفصل العنصري مثل ماكان يحدث في جنوب أفريقيا .. ولكن أن تكون أسيرا لفكرة غبية تقول أن المال هو كل شيء وهو المقياس في نظرتك للحياة وحلمي أن تعود الفكرة لتكون هي الاساس وأن لايخرج المال من كونه مجرد وسيلة للعيش الكريم والحماية المشروعة من غدر الزمن . حلمي أن يخرج من الوسط الرياضي إداريين مثل جمال الوالي مثل ماخرج صلاح إدريس والاخيرغير مأسوف عليه لأن خروج جمال الوالي يعني خروج الفكرة الغبية أن المال هو أساس الادارة (رغم الفشل الذي لاتخطئه) .. حلمي أن يخرج مثل جمال الوالي وأن تكون المؤسسة هي سيدة الموقف .. فعندما يخرج الرجل مؤكد أنه لن يخرج وحيدا ولكن سيخرج معه كثير من المنافقين والهتيفة والمطبلاتية والارزقية من الذين ملأوا جسد الرياضة بالبثور والدمامل وحولوها إلي مصدر رزق يتوهمون إتساعه بمقدار إتساع الذمة وإرسال الضمير في إجازة مفتوحة .. خروج إداريين مثل جمال الوالي وإلي الأبد من الوسط سيعيد لصاحبة الجلالة (الصحافة) هيبتها التي نزع عنها برقع الحياء وصار المشتري يتفرج علي المستوي الذي صارت إليه لتفقد أهم خاصية لها وهي تمليك الحقائق للرأي العام وأن تكون مرآة لمجتمعها لتتحول إلي صحافة (بلاط) تسبح بحمد السيد صباح مساء وكأنني أري التاريخ يعيد إلينا عصر سيف الدولة والمتنبيء مع الفارق في مستوي التسول هنا وهناك أو بين عصر وآخر . لدي حلم أن تعود للكلمة هيبتها وأن يتعلم الاداري كيف يحترم الصحفي لاكيف يتفنن في إحتقاره .. لدي حلم أن يأتي يوم نتفرغ فيه للقيام بأصول المهنة وان نركز في الإرتقاء بها وتجويدها والا نتركها حسب (الظروف) لدي حلم أن تطرق الاجيال القادمة من الصحفيين أبواب التدريب والتأهيل بدلا من أبواب الإداريين .. لدي حلم ألا يقتل رؤساء التحرير حلم المهنة النبيل في أجيال قادمة مسلحة بالعلم والمعرفة .. لدي حلم أن يصحو عدد من رؤساء التحرير وقيادات الصحف من غفوة الانانية والجشع والمصلحة الشخصية وأن يهتموا بأوضاع المحررين والا يتركوهم نهبا (للظروف) .. لدي حلم أن تعود الصحف قلاع للحرية والديمقراطية وأن لاتخضع لأمزجة رؤساء التحرير ومصالحهم الخاصة .. عموما هو واقع ندونه الآن وسنكتبه لأجيال قادمة .. وحتي ذلك الوقت أرفع صوتي مع مارتن لوثر كنج (لدي حلم) .