رجل كبير طاعن في السن يضع يده على رأسه الاشيب ويتهدج صوته بتأثر كبير ويقول لقد هَرِمنَا ...... هَرِمنَا من اجل هذه اللحظة التاريخيه فاصبح رمزاً للثورة التونسيه المباركه التي اضاءت الطريق للثورات العربيه من بعدها . لاادري لماذا تذكرت السيد الصادق المهدي وتخيلت انه يردد قد هَرِمنَا .... هَرِمنَا ثم يضيف وانهزمنا . لماذا يصب السيد الصادق ماءً بارداً على ثورة الشباب ويقول ان السودان ليس مثل مصر مثلاً ، نفس الكلام كان يقوله النظام المصري ان مصر ليست مثل تونس وكذلك العقيد الليبي يقول ليبيا ليست مثل مصر وتونس وهكذا اجمعين الى سوريا الحاليه ليست مثل ..... واليمن ليست مثل ...... والحمدلله ان الرئيس الجزائري لم يردد هذا القول الفج واعترف بالتغيير ورفع حالة الطوارئ وبدأ خطوات متلاحقه ليسبق الطوفان . في حديث السيد الصادق ذكر ان قوات الامن في السودان مأدلجه ، بالله هل هذا تصريح مسئول ان تلقى السلم امام جلادك المتكبرعليك وانت الاعلى ؟ اما كانت جيوش اوربا الشرقيه والاتحاد السوفيتي لها عقيدة قتاليه مع الشيوعيه ومع ذلك لم تستطع ان تفعل شيئاً مع ثورات شعوبها ؟ وهل تعتقد ان الاسلام السياسي في السودان على قلب رجل واحد ومن في السودان لايملك السلاح ويجيد استخدامه ؟ ان القبائل في اليمن كلها مسلحه ومع ذلك كل المظاهرات والمسيرات كانت سلميه ولان الجميع يحمل السلاح فان المعادله تكون توازن رعب . ثورة الشباب العربي الحاليه لم تقودها الاحزاب وليس وراءها تنظيم وانما قاسمها المشترك الاعظم الحريه ومحاربة الفساد وهما عاملان متوفران للثورة الشبابيه في السودان . وعلى الحكومة ان لاتستخف (بشرارة) واخواتها وان ماحدث من مظاهرتين صغيرتين قبل شهرين جعلت الحكومة تستنفر كل قواها وهي بروفه مفيدة للطرفين وان الحل الامني لايفيد وكل ما سقط شهيداً تنبت الارض الف شهيد . وعلى قادة الاحزاب الذين (هَرِموا) ان يلزموا الصمت على الاقل اذا عجزوا عن (الدواس) . والمسلسل معروف ، مظاهرة ثم شهيد ثم تعم الاحتجاجات والرئيس الامريكي يقول كلمته السحريه ، على الرئيس ان يرحل الآن . ان محاسبة الفاسدين حلم لايتحقق الا اذا ذهب النظام الذي يحرسهم فطالما هم موجودون بالسلطه لا احد يحاسبهم وامامكم الآن رموز الفساد في النظام المصري يحاسبون فهل كان بالامكان مساءلتهم وهم على رأس السلطه ؟ وكذلك السؤال عن دم كل الضحايا في السودان خلال العشرين سنه الماضيه لا يفتح بابه في ظل الحكومة الحاليه التي اتت بانتخابات مزورة على نظام اساساً مبني على انقلاب على الديمقراطيه ان الثورة قادمه .... قادمه وهي الآن جنين يتخلق في احشاء الامة السودانيه وسوف يرى قريباً . اقرب مما تتصورون . عصمت عبدالجبار التربي سلطنة عمان ismat Alturabi [[email protected]]