[email protected] مقدمة ! رحب الشعب السوداني , والاحزاب السودانية بوفد الأحزاب والقوى السياسية المصرية الزائر للسودان ( الخرطوموجوبا – من 6 الي 9 مايو 2011 ) ! ونستعرض ادناه بعض الملاحظات علي هذه الزيارة الميمونة : أولأ : زار وفد الأحزاب والقوى السياسية المصرية الحالي , خلال شهر ابريل المنصرم , يوغندة , وتنزانيا واثيوبيا ! وناقش مع حكام هذه الدول مسالة مياه النيل , وبالاخص اتفاقية عنتبي الاطارية للتعاون بين دول حوض نهر النيل ! الاتفاقية التي اجازتها 6 دول نيلية , ورفضتها مصر والسودان ! كانت مصر , منذ زمن الفرعون الاله خوفو وحتي اندلاع ثورة 25 يناير تعتبر نهر النيل , نهرأ مصريا بامتياز ! ولا تسمح لاي دولة من دوله المتشاطئة المساس بتصرفاته الطبيعية ! تعتبر مصر نهر النيل كرمز لسيادتها , وعزتها ! فهي اولا واخيرا هبة النيل ! ثم الم ينادي فرعون موسي في قومه : وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ ! قَالَ يَا قَوْمِ : أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ؟ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ؟ ﴿51 - الزخرف ﴾ ولاحظنا تغييرا تكتونيا في سياسة مصر النيلية بعد ثورة 25 يناير ! اختفي التبجح والتهديد بشن الحروب ودق الصدور , ليحل مكانهم رغبة في التفاوض والخد والهات , وتفهم للاحتياجيات المائية لدول حوض النيل ! ثأنيأ : زيارة وفد الأحزاب والقوى السياسية المصرية الي كل من يوغندة وتنزانيا واثيوبيا , خلال شهر ابريل المنصرم , كانت , حصريأ , لمناقشة ملف مياه النيل مع الدول المعنية ! وبالتالي فالسبب المخفي لهذه الزيارة للسودان , هو التنسيق في ملف مياه النيل , لمصلحة مصر ما بعد 25 يناير ! ولكن سوف يكتشف الوفد المصري ان السودان ليس عنده من شئ يقدمه لمصر في هذا الملف النيلي ! خصوصا بعد انفصال دولة جنوب السودان الدستوري في 9 يوليو 2011 ! دولة شمال السودان دولة مجري وليس عندها من شئ تقدمه لمصر ؟ بل علي العكس , مصالح مصر متضاربة ومتعارضة مع مصالح دولة شمال السودان , في ما يخص مياه النيل ! لانهما الدولتان الوحيدتان اللتان تستعملان مياه النيل لاغراض الري والزراعة بشكل مكثف ! اذ تعتمد دول المنبع الثمانية الاخري علي الامطار في الزراعة ! سوف تكتشف مصر , لاحقأ , ان العدو نمرة واحد لها بين دول حوض نهر النيل هو دولة شمال السودان ! قاومت مصر تشييد خزان الروصيرص , وحاربت بشراسة مشروع تعلية خزان الروصيرص , لان هكذا تعلية تتم لاغراض الري والزراعة ... اي سحب مياه من النيل الازرق ! مما يهدد حصة مصر في مياه نهر النيل مستقبلا ! ووافقت مصر , علي مضض , ببناء سد مروي لتوليد الطاقة الكهربائية ! وفقط لان مياه السد لن يتم استعمالها للري والزراعة , مما لن يؤثر علي حصة مصر المائية مستقبلا ! ثالثأ : مادام ان الهاجس الاساسي لزيارة وفد الأحزاب والقوى السياسية المصرية لدولة شمال السودان هو : ملف نهر النيل , فيمكن ان نقول ان دولة جنوب السودان اهم لمصالح مصر الاستراتيجية النيلية من دولة شمال السودان ... وبكثير وكثير جدأ ! كيف ؟ دعنا نري بالحساب , فهو بت نجيضة , كما تقول المبدعة ! حمولة بحر الجبل السنوية , وهو يدخل مستنقعات السدود من يوغندة , تبلغ في المتوسط 33 مليار متر مكعب من المياه ! حمولة بحر الغزال السنوية ( بما في ذلك بحر العرب ونهر جور ونهر لول ) , وهو يدخل مستنقعات السدود , تبلغ في المتوسط 12 مليار متر مكعب ! حجم المياه الداخلة منطقة السدود . من الجنوب من يوغندة , ومن شرق السدود , تبلغ حوالي 45 مليار متر مكعب , في السنة , في المتوسط ! تخرج من مستنقعات السدود كل سنة في المتوسط حمولة مقدارها 16 مليار متر مكعب , عند ملكال ! وتضيع في مستنقعات السدود حوالي 29 مليار متر مكعب ! وكلما زادت تصرفات بحر الجبل وتصرفات بحر الغزال , قبل دخولهما مستنقعات السدود , كلما زادت الفواقد ! بحيث يكون الخارج من مستنقعات السدود ثابتا عند 16 مليار متر مكعب عند ملكال أو 14 مليار عند اسوان ! أذن : اذا استعملت دول الهضبة الاستوائية الستة ( يوغندة , تنزانيا , كينيأ , بروندي , رواندا , الكنغو ) 29 مليار من مياه النيل الخارج من بحيرة فكتوريا , كل سنة , لاغراض الري والزراعة من جملة حمولة النيل البالغة 33 مليار متر مكعب عند نمولي ! فان حمولة النيل عند اسوان ( 84 مليار متر مكعب في السنة ) سوف لن تتأثر ! وطبعا هذا افتراض خيالي لا اساس له من صحة علي ارض الواقع ! ببساطة لان هذه الدول لا تحتاج لهذه الكمية من المياه , لانها في تخمة مائية مستدامة , لكثرة واستدامة الامطار علي اراضيها ! أذن ليس هناك ادني خوف علي حصة مصر السنوية الحالية , عند اسوان (حوالي 55 مليار ونصف مليار متر مكعب ) من تغول هذه الدول الست المذكورة اعلاه , علي الحمولة الطبيعية لنهر فكتوريا ! مستنقعات السدود تشكل سد طبيعي يحجز كل سنة حوالي 29 مليار متر مكعب , ويمكنه تعويض اي خسارات ناتجة من هذه الدول الستة بفعل الري والزراعة ! بالاضافة الي ما سبق ذكره اعلاه , فانه وبحلول عام 2017 , تتجاوز احتياجيات مصر المائية السنوية حصة مصر الحالية من مياه النيل ( 55 مليار ونصف مليار متر مكعب في السنة ) ! وليس من حل ناجع وناجز لهذه المعضلة السيزيفية سوي مشروعات تجفيف مستنقعات السدود ( جنقلي ومشار وبحر الغزال ) ! نصل الي الخلاصة : وهي ان مصالح مصر المائية الاستراتيجية ( زيادة ايراد النيل الطبيعي عند اسوان ) تتواجد عند دولة جنوب السودان , وسدها الطبيعي عند مستنقعات السدود ! التي تمثل الفواقد السنوية منها , كل سنة , اكثر من 29 مليار متر مكعب من المياه ! ولكن اين ياتري المفتاح لهذه الطبلة النيلية ؟ مكة الاستوائية التي يتحتم علي وفد الأحزاب والقوى السياسية المصرية الحج اليها تسمي ... جوبا ! وليس الخرطوم , وليس كمبالا , وليس دارالسلام ! سوف يجد الوفد المصري المفتاح للطبلة النيلية في جوبا ! ربما ايضا , وبمستوي اقل , في اديس ابابا ! ولكن سوف يكتشف الوفد المصري ان جوبا فتاة لعوب لن تتجاوب مع مشاغلاته وغمزاته , ولعبة الثلاثة ورقات ملوص , الماركة المصرية المسجلة ! خصوصأ والوفد سوف يمضي اقل من 24 ساعة في جوبا ... المحطة المفصلية ! دعنا نري ادناه كيف يمكن للوفد المصري الثوري كسب قلب هذه الفتاة اللعوب ! ( عذرأ للاطالة في موضوع مياه النيل ! ولكنه السبب الحصري والمخفي لزيارة الوفد المصري للسودان ! ) رابعأ : صرحت مصر 25 يناير بانها سوف تسعي لاقامة علاقات متميزة مع دولة جنوب السودان الوليدة , بان تكون ثاني دولة تعترف بها , بعد اعتراف دولة شمال السودان بها ! وذلك لاعتبارات تخص مياه النيل , حصريأ ! الجنوب انفصل عن شمال السودان , لسياسات نظام الانقاذ الاسلاموية العروبية الاقصائية ! حكومة الجنوب تربط , في مخيلتها , شمال السودان ربطا محكما , بمصر الاسلامية العربية ! علاقات دولة جنوب السودان مع دولة شمال السودان مرشحة لمزيد من التوتر , بعد انفصال الجنوب ! حكومة جنوب السودان سوف تدعم مطالب قبيلة الدينكا في ابيي ! كما سوف تدعم حكومة جنوب السودان قطاع الشمال في الحركة الشعبية , في جنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق , وكذلك حركات دارفور ! وسوف يرد نظام الانقاذ علي تحايا دولة جنوب السودان باحسن منها ! بدعمه للمليشيات الجنوبية المتمردة علي حكومة جنوب السودان ! وسوف يستولد هذا الدعم المتبادل , بالوكالة , توتر العلاقات بين حكومة جنوب السودان وحكومة شمال السودان ! وربما انفجر هذا التوتر في حرب بين الدولتين ! هذا التوتر المتنامي بين الدولتين السودانيتين سوف يلقي بظلاله علي العلاقة بين دولة جنوب السودان ومصر ! وسوف تتوتر علاقة دولة جنوب السودان مع مصر تلقائيأ ! عليه , ولخدمة مصالح مصر الاستراتيجية , اولا واخيرا , يحسن بالوفد المصري ان يساعد الشعب السوداني في الاطاحة بنظام الانقاذ , حسب الاجراءات التالية : + ان ينصح نظام الانقاذ , بان يصل الي كلمة سواء , مع قوي الاجماع الوطني , والي حل استباقي طوعي للتداول السلمي للسلطة , حسب الاجندة الوطنية المطروحة ! + ان ينصح نظام الانقاذ , بان يصل الي حل عادل للمشاكل العالقة بينه وبين الجنوبيين , وبينه وبين الحركة الشعبية ( قطاع الشمال ) , وبينه وبين حركات دارفور الحاملة للسلاح ! لان تداعيات هكذا مشاكل سوف تقع علي راس مصر , في المحصلة النهائية ! ومهما حاولت مصر التنصل والتبرؤ من نظام الانقاذ ! + ان يضغط علي نظام الانقاذ بان يخفف من غلواء خطابه الاقصائي الاسلاموي ( الشريعة دستورأ حصريأ للسودان ) , والعروبي ( اللغة العربية اللغة الرسمية والثقافة العربية المرجعية الحصرية ) , في بلد به 500 قبيلة معظمها غير عربي , وبعضها مسيحي او لا ديني ؟ ولكن لا نتوقع من الوفد المصري ان يفعل ذلك ؟ ببساطة لانه يتجاوز الغابة الي الاشجار ! ويردد مع نظام الانقاذ , الخطب الرنانة الفارغة من اي محتوي , ويردد الاكليشيهات الانشائية الدبلوماسية المسهوكة , التي لا تسمن ولا تغني من جوع ! خامسأ : مصلحة مصر الاستراتيجية تتجسد في المساعدة في الاطاحة بنظام الانقاذ ! وقطعأ ليس دعمه ! عدم الاعتراف به , وعدم البيع والشراء معه ! الشعب السوداني يتطلع للشعب المصري , الذي فجر ثورة 25 يناير ان يساعده في تفجير انتفاضة شعبية سلمية , تطيح بنظام الانقاذ الاستبدادي ! كيف يساعد الوفد المصري في الاطاحة بنظام الانقاذ ؟ كنا نتمني ان يساعد الوفد المصري في هز شجرة الانقاذ الخبيثة , ليسهل علي الثورة الشعبية السلمية القادمة اقتلاعها من جذورها ! تماما كما اقتلعت ثورة 25 يناير نظام الفرعون مبارك المستبد , وقذفت به الي مزبلة التاريخ ! لم نكن نتوقع ان يصب الوفد المصري الماء , ليسقي به شجرة الانقاذ الخبيثة ! لم نكن نتصور ان يعطي الوفد المصري شرعية لنظام الانقاذ المتهالك ! وهو يعرف , وحق المعرفة , ان نظام الانقاذ لا يعدو ان يكون نظام ( مبارك تو ) الهالك في مصر ؟ زيارة الوفد المصري اعطت نظام الانقاذ , فاقد الانفاس , ضخة اوكسيجين , لم يكن يتوقعها ! هذا الموقف الاناني قصير النظر وغير الثوري من الوفد المصري , لدعم نظام الانقاذ الاستبدادي , ربما يفسر : + لماذا لم يقم الوفد المصري بزيارة ثوار ليبيا , وتقديم الدعم المعنوي لهم ضد المجرم القدافي ؟ قطر الصغيرة شاركت بفعالية في دعم ثوار ليبيا ! وتخلت عنهم مصر , ام العرب ! هذا الموقف ربما يفسر لماذا لم تشارك مصر 25 يناير في مؤتمر روما الاخير , وقبله في مؤتمر لندن وفي مؤتمر الدوحة , لدعم ثورة ليبيا ؟ + لماذا لم يقم الوفد المصري بزيارة ثوار اليمن وثوار سوريا , وتقديم الدعم المعنوي لهم ضد المجرم صالح والمجرم الاسد ؟ + لماذا لم يقم الوفد المصري بزيارة قطاع غزة , وتقديم الدعم المعنوي للفلسطينين المحاصرين ؟ ثوار ليبيا واليمن وسوريا وغزة كانوا اولي من ابالسة الانقاذ , بزيارة الوفد المصري الشعبي الذي يمثل ويرمز لثورة 25 يناير الظافرة ! التي شدّت إعجاب العالم بما فيها من عبقرية الابتكار وحضارية السلوك! ولكن ربما نفس شربوت نظام الفرعون مبارك الاستبدادي في كنتوش مختلف ؟ والله اعلم ؟ سادسأ : أستعادت مكونات الوفد المصري ( احزاب , ومنظمات مجتمع مدني, اتحادات فئوية , وممثلو الشباب ) حيويتها ونشاطها بفضل المظاهرات السلمية الشعبية , في ميدان التحرير ! ولكن يصل هذا الوفد الثوري المصري الي الخرطوم وابالسة الانقاذ يهددون الشباب , بل الشعب السوداني , أذا تجرأ بالخروج في مظاهرات سلمية , اسوة بمظاهرات ميدان التحرير المصرية ! يهددونه بالسحق بواسطة كتائب ومليشيات حزب المؤتمر الوطني الحاكم المسلحة ! المرجعيات الثورية , والاخلاقية , والسياسية , والدينية للوفد المصري الثوري تحتم عليه ان يامر الابالسة بالمعروف ! وينهاهم عن المنكر ! وله في تجربته المصرية الثورية الرائدة خير مثال يقدمه للابالسة ! أما السكوت عن الحق فلا يوصف به الا الشيطان الاخرس ؟ سابعأ : علي الوفد المصري الثوري ان يعرف ان نظام الانقاذ الاسلاموي يمثل خطرا قاتلا علي ثورة 25 يناير الديمقراطية المدنية ! لان نظام الانقاذ يتبني الدولة الدينية , ويتبني الشريعة كمرجعية حصرية ! وربما انتقل فيروس هذه العدوي الي مصر من نظام الانقاذ ! ولا نتحدث من فراغ , ولا نلقي القول علي عواهنه ! فادبيات السياسة في مصر تتحدث عن : + احداث امبابة الطائفية الدامية ( السبت 7 مايو 2011 ) , + عن قطع التكفيريين لاذان المسيحيين , + عن دعوة إخوانية لإقامة الخلافة الإسلامية في مصر؟ + عن مخاوف من صعود جماعات التكفير؟ + وعن السؤال المصيري الذي يطرح نفسه بقوة : دولة مدنية أم دولة دينية في مصر ؟ فيروس الانفولونزا الاسلاموية الانقاذية ربما وصل من السودان الي مصر , واجهض ثورة 25 يناير ! يجب ان تتحصن مصر ضد ذلك الفيروس الانقاذي القاتل ! ويتم ذلك بدعم قوي الاجماع الوطني المدنية الديمقراطية , وفضح نظام الانقاذ الاستبدادي الاسلاموي ! الان , وفورأ , وقبل ان يفور التنور , وتقع مصر في حفرة التطرف الاسلاموية الانقاذية الاسنة ! ثامنأ : يقول المراقبون ان الرئيس البشير سوف يحاكي العقيد القدافي , ولن يترك السلطة في اطار اي صفقة , ببساطة لانه يخشي من تفعيل امر القبض ضده , وجره الي لاهاي ! نتمني علي الوفد المصري المساعدة في حل هذه الغلوطية , بان يعرض علي الرئيس البشير ملجأ أمنا في مصر , كما كان الحال مع السفاح نميري ! تاسعأ : القي السيد الامام كلمة عصماء مرحبا بالوفد المصري ( ام درمان – السبت 7 مايو 2011 ) ! وقد قرأ كاتب هذه الكلمات كلمة السيد الامام خمس مرات , وبتدبر وتمعن ! وفي كل مرة كان يكتشف , بلوعة وبهجة , شيئا من المثير الجديد الخطر ! السيد الامام مثلث اسطوري : + ضلعه الاول لمفكر وفيلسوف وشاعر واديب ! + ضلعه الثاني لرجل دولة ورجل سياسة , والسياسة تدخل في كل شئ حتي لعب الكورة ! + وضلعه الثالث لرجل دين وقران , يزاوج بين الواجب والواقع , ويفسر قطعيات الوحي تفسيرا عصريا مواكبا لعصر الانترنيت والموبايل ! وقد اشفق كاتب هذه السطور علي اعضاء الوفد المصري لان الوجبة كانت اكثر من دسمة , وربما احتاج اغلبهم ( وهم بعد خطوط احادية , وليسوا بمثلثات ) لايام لهضمها واستيعابها ! قال : لمصر مكانة خاصة في الكيان العربي بحيث يعزى لها داء ودواء الأمة. ولا شك أن الدكتاتورية في مصر كانت حاضنة دافئة للدكتاتورية في السودان , حتى إذا اختلفت الأيديولوجيات! فالطغيان ملة واحدة , والطيور على أشكالها تقع ! لا يحتاج الوفد المصري لكبير عناء لكي يتعرف , اثناء فترة وجوده القصيرة في الخرطوم , علي الظواهر الاتية : + الابادات الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية الموثقة من قبل محكمة الجنايات الدولية ! + حزب المؤتمر الوطني هو الحكومة والهيئة التشريعية والهيئة القضائية , وهو الشركات التجارية والبنوك وشركات المقاولات ... هو الدولة , بقضها وقضيضها ! + مليشيات النظام الامنية الجنجودية التي تعذب , وتغتصب , وتقتل , دون مسالة ! + اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة التي تعمل تحت السيطرة الحصرية لنظام الانقاذ ! + الفساد الذي يزكم الانوف ! والعطالة المتفشية , خصوصأ بين الشباب ! + تغييب الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني , وقهر الراي الاخر بقوة السلاح ! + تسخير القوات النظامية المؤدلجة لحماية النظام , وصرف اكثر من 75% من ميزانية الدولة علي هذه القوات ! + انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة! + فرعنة السلطان ! + وتزوير الانتخابات! كلمة السيد الامام تحفة فكرية وشعرية وفنية وادبية وسياسية ودينية ! هي ايقونة اخري من ايقونات السيد الامام ! هي ( زيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ! يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ! وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ! نُورٌ عَلَى نُورٍ ! ) !