ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واصبح الصبح ... فلا السجن ولا السجان باق ؟ .. بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 16 - 05 - 2011


[email protected]
مقدمة :
الخلطة الكونكريتية تتكون من ثلاثة عناصر , بالاضافة الي صاعق ! الاسمنت ، والرمل , والحصي ... والماء كصاعق ! وبعدها يكون في متناول يديك خلطة في قوة الصخر الصلد ! ولكن كل عنصر من عناصر الخلطة الثلاثية , لا يساوي شيئأ يذكر ، لوحده ، وفي انعدام العنصريين الاخريين !
حركة التغيير تحاكي الخلطة الكونكريتية ! حركة التغيير تعتمد علي ثلاثة مكونات وصاعق !
+ حالة احتقان عام ،
+ ثورة شعبية سلمية ،
+ وانقلاب عسكري سلمي ( بمعني رفض الجيش لتعليمات الدكتاتور- الفرعون بقمع المظاهرات السلمية بالسلاح ) !
وصاعق ... قد يكون القشة الاسطورية , او ظاهرة جناح الفراشة , وربما حدث عابر يشكل عود الثقاب !
نجحت حركة التغيير في تونس , وفي مصر لتكامل العناصر الثلاثة المذكورة اعلاه , مع وجود صاعق , فجر القنبلة ، وأحدث التغيير السلمي المطلوب !
علي سبيل المثال لا الحصر , نأخذ النموذج التونسي كمثال !
سادت تونس حالة من الاحباط والقرف الشعبي العارم ! نتيجة مباشرة لاستبداد النظام , وقمعه المواطنين , واهدار كرامتهم ! تفشي الفساد , وزكمت رائحته الانوف ! عمت البطالة , خصوصأ بين الشباب ! سادت حالة من الاحتقان العام الشارع التونسي !
هذا هو العنصر الاول !
قام الشباب والمواطنون بمظاهرات واعتصامات سلمية , بدات في الاقاليم , وامتدت للعاصمة تونس ! واصل الشباب المظاهرات السلمية رغم قمع كلوشاردات االنظام ( البلطجية بالمصري , والبلاطجة باليمني , والشبيحة بالسوري , والكتائب بالليبي , والكتائب الاستراتيجية الجنجودية بالسوداني ) !
كلمة كلوشارد كلمة فرنسية
Clochard
وتعني الصعلوك الذي لا سكن دائم له ولا عمل دائم له !
هذا هو العنصر الثاني !
ولولا انضمام الجيش التونسي للمتظاهرين , ( في حركة انقلابية سلمية ) ، ورفضه تنفيذ تعليمات الرئيس بن علي بسحق المتظاهرين ، لما كتب النجاح لثورة الياسمين في تونس !
هذا هو العنصر الثالث !
وفي هذا الكوكتيل المتفجر , صفعت شرطية في بلدية بوزيد , في صعيد تونس البراني , الشاب بوعزيزي امام الناس ، لانه تجرأ وطالب باسترداد عربة خضاره المصادرة ! فقام الشاب بحرق نفسه , أمام مبني البلدية ... وحرق معه , في ذات الوقت , كل الانظمة الاستبدادية في الوطن العربي ، ومعهم فكرة الشيخ اسامة بن لادن الداعية للمقاومة المسلحة العنفية !
حريقة الشاب بوعزيزي كانت الصاعق الذي فجر الكوكتيل الثلاثي المذكور اعلاه !
لم تنجح حركة التغيير في البحرين , حصريا لانعدام المكون الثالث من المعادلة ! اذ أمتثل الجيش لتعليمات النظام الملكي , وقمع المظاهرات والاعتصامات السلمية بالسلاح الحي ! لم يقف الجيش البحريني مع المتظاهرين المسالمين , ووقف مع النظام الملكي , لاسباب عدة , معروفة للقارئ الكريم ! اسباب مذهبية ( جيش سني ضد متظاهرين أغلبهم شيعة ؟ ) ، حوافز مالية خرافية ، وغير مسبوقة لافراد الجيش , وتدخل عسكري خارجي لرفع الروح المعنوية لافراد الجيش البحريني !
غياب المكون الثالث ( انقلاب عسكري ) من المعادلة البحرينية ، كان السبب الحصري وراء فشل محاولة التغيير في البحرين ! ووراء تعثر حركات التغيير في ليبيا ، واليمن , وسوريا ! ذلك ان جزء من الجيش يقف مع النظام الاستبدادي في ليبيا واليمن , مما سوف يؤدي الي حرب اهلية , لا تحمد عقباها , خصوصأ في الحالة الليبية ! أذ حمل المتظاهرون الليبيون السلميون ( في البداية ؟ ) السلاح ، مضطرين ، ضد نظام العقيد الاستبدادي ، وأخلوا بالمكون الثاني ( ثورة شعبية سلمية ) للخلطة الثلاثية السحرية ! وبالتالي لم يكتب للثورة الشعبية الليبية النجاح حتي تاريخه !
اما في سوريا , فقد وقف الجيش وقوي الامن مع نظام الاسد المستبد ! وانعدم بذلك المكون الثالث من الخلطة الثلاثية السحرية ! ولكن لا زالت المظاهرات والاعتصامات الشعبية مستمرة ومستدامة في جميع مدن ودساكر سوريا , من القامشلي الي درعا ! دخول المكون الثالث ( الانقلاب العسكري ) في المعادلة السورية سوف يفتح الباب للصاعق , لكي يفجر القنبلة السورية , التي بدات في التتكان , خصوصأ بعد التهديد المخملي من التركي الطيب اردوغان للرئيس الاسد !
يقودنا ذلك لبلاد السودان !
كما في النموذج الليبي واليمني ، وبالاخص السوري ، فأن المكون الثالث ( الانقلاب العسكري السلمي ) معدوم حاليأ في المعادلة السودانية ! لان القواد العظام في الجيش السوداني معظمهم مؤدلجون وكيزان علي السكين ! وكذلك قوي الامن , وقوات الدفاع الشعبي , والكتائب الاستراتيجية ، والكتائب الجنجودية الطلابية , والكتائب التابعة لامن المؤتمر الوطني ... كل هذه القوي الامنية المسلحة مؤدلجة ومكوزنة !
لا نريد ان نردد المقولة ( كما قال السيد الامام ) ، لان كل تخريجاتنا ، وتحليلنا يعتمدان علي اجتهادات السيد الامام ، وأفكاره ، وليس لنا من فضل ، سوي استرجاع والتذكير بهكذا افكار , كما يسترجع البعير طعامه !
لا يجب ان يصيبنا غياب المكون الثالث ( الانقلاب العسكري السلمي ) بالاحباط والقنوط ... والامبالاة التي تؤدي لقيام حاجز سميك من الخوف , وانعدام الامل !
وبانعدام الامل ، تقع الجرة علي الارض من حالق ، وتنكسر !
في هذا السياق ، دعني اذكرك بالاية رقم 87 من سورة يوسف :
( ... ولا تيأسوا من روح الله ! إنه لا ييئس من روح الله ، إلا القوم الكافرون ! ) !
( 87 – يوسف )
دعنا نستعرض بايجاز ، ربما كان مخلا ، المكونات الثلاثة للمعادلة الثلاثية السحرية المذكورة اعلاه , وعامل الصاعق المفجر ... بالنسبة لبلاد السودان !
بالنسبة للمكون الاول , فحالة الاحتقان وصلت الي ما دون درجة الغليان ببضع درجات ، يمكن عدها علي اصابع اليد الواحدة ! هناك عوامل تزيد من حدة الاحتقان ، واخري متدابرة , تخفف من غلواء درجة الاحتقان !
دعنا نختزل ادناه بعض العوامل ( علي سبيل المثال ، لا الحصر , ) المثيرة لدرجة الاحتقان الشعبي العام ، والمعجلة بتفجير الثورة :
+ أذلال نظام الانقاذ لكرامة الشعب السوداني ، رغم انه سبحانه وتعالي قال في محكم تنزيله:
وقد كرمنا بني أدم !
+ أنفصال الجنوب , والتفتيت المتوقع لبلاد السودان من اطرافها في دارفور والشرق , والتفلتات الامنية في باقي ربوع السودان !
+ اكراه الشعب علي قبول المرجعية الاسلامية ( الشريعة كدستور ) والمرجعية العربية (الثقافة العربية كمرجعية حصرية ) لبلاد السودان , وبها اكثر من 500 قبيلة معظمها غير عربي , وبعضها غير مسلم !
+ عدم اعتراف نظام الانقاذ المستبد بالمواطنة كمرجعية حصرية للحقوق والواجبات !
+ أنتشار الفساد ، المرئ رأي العين , في جميع القطاعات , وبمعدلات فلكية ضمن قادة ومنسوبي نظام الانقاذ !
+البطالة المتفشية ، خصوصأ بين الشباب !
+ أنتشار الفقر المدقع ، وفشل معظم المواطنين في تامين قوت يومهم !
+ أذلال كرامة الشعب السوداني الابي , وتلطيخ وجهه بالعار ، لوجود صورة رئيسه في ملفات الانتربول في كل دولة من دول العالم ، كمطلوب لمحكمة الجنايات الدولية ، للابادات الجماعية التي ارتكبها في دارفور !
اعلاه غيض من فيض !
اما العوامل التي خففت ، ولا تزال تخفف من حدة الاحتقان ، وبالتالي تؤخر في تفجير الثورة ، فيمكن ذكر بعضأ منها ، أدناه :
+ أتفاقية السلام الشامل ( نيروبي – 9 يناير 2005 ) ، اعطت نظام الانقاذ شرعية زائفة , ودعم اقليمي ودولي خلال الفترة الانتقالية ( 6 سنوات ) ، المنتهية في يوم السبت 9 يوليو 2011 ! كات هذه الاتفاقية بمثابة الماء الذي تم دلقه علي حالة الاحتقان العام ، كما أظهرت مظاهرات استقبال الرمز قرنق ، في الخرطوم ، في يوليو 2005 !
+ خصي نظام الانقاذ للطبقة الوسطي بشتي الوسائل القردية الشيطانية ! والطبقة الوسطي هي موتور التغيير في اي مجتمع حديث !
+ جاهزية قوي الامن الاخطبوطية المتعددة ، وأختراقها وتشتيتها الاستباقي القهري ، لاي مظاهرة أو أعتصام سلمي ! مما اٌقام حاجزأ سميكا للخوف , تبعه أحباط عام وعدم مبالاة ، بل فقدان للامل لاي تغيير سلمي للنظام المستبد !
+ ضعف وسائل الاتصالات الحديثة ( انترنيت ، فيسبوك ، تويتر , تلفون محمول ) لتعبئة وجمع المتظاهرين في مكان واحد في وقت معلوم , للمظاهرات والاعتصامات السلمية !
+ تغييب والضعف الهيكلي لقوي الاجماع الوطني المعارضة !
دعنا نأخذ بعض الامثلة :
+ في الحزب الاتحادي الديمقراطي ، نجد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني , باقواله وافعاله (ربما عدم افعاله ؟ ) ، أكبر مخذل ومحبط لاي بارقة امل في التغيير ! يتعامل مع محن بلاد السودان بالرموت كونترول من خارج بلاد السودان ! يتحالف مع ابالسة الانقاذ طمعأ في ذهب الابالسة المسروق لشخصه الكريم ... دراهم معدودة من عرق جبين الشعب السوداني ! يرسل ابنه للدعاية للرئيس البشير ابان الحملة الانتخابية الرئاسية الاخيرة ، وضد مرشحه الرسمي حاتم السر ! مقاطعته المستدامة لقوي الاجماع الوطني المعارضة ، حسب قانونه المعروف بالعصي المدفونة والعصي القائمة ! فقدان بوصلته الهادية بعد ثورة 25 يناير , باختفاء لواات جهاز المخابرات المصري ، الذين كان ينفذ تعليماتهم حرفيا , ودائما ما تكون ضد مصالح بلاد السودان ! في هذا السياق ، يمكن أعتبار مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مصريأ , اكثر منه سودانيا !
نضيف الي عامل مولانا التخذيلي ، موقف قيادات وزعامات الحزب الاتحادي الديمقراطي التي انزوت وتشرنقت ( سيد احمد الحسين ؟ ) ، أو هربت تستجدي الفتات من علي موائد الابالسة ( فتحي شيلا ؟ ) , او كونت احزاب كرتونية أنقاذية تسبح بحمد الابالسة ( الدقير ؟ ) !
الحزب الاتحادي الديمقراطي ؟ البركة فيكم !
+ في حزب الامة ، كل المبادرات التي تهدف لازالة الاحتقان , وبالتالي تطفئ همة الشعب للانتفاض ، وتؤخر في ميعاد تفجير الثورة ، مصدرها مصنع السيد الامام الفكري ! ولسؤ الحظ ، فأن السيد الامام محاط بأقزام ، يعوزها الخيال والابداع ، وان توفرت النيات الطيبة !
باستثناء الكنداكة , والسيد مبارك المهدي ، فأن معظم زعماء حزب الامة من العوام ، الذين لا يقدمون ولا يؤخرون ! ربما عناهم امير طاهري الكاتب الايراني ، عندما استخف بزعماء الاحزاب السودانية ، واعتبرهم كالقطع الاثرية !
قال :
شجرة السيد الامام الوارفة الظلال تعطل نمو الاشجار الصغيرة تحتها ! ومصنع السيد الامام الفكري المدور 24 علي 7 ، يبخس بضاعة المصانع الصغيرة الاخري ، الاقل جودة والاعلي سعرأ !
والمشكلة الاخري المعطلة للانتفاضة ، بل أم المشاكل ، في حزب الامة ان السيد الامام مصلح ، وليس بثوري ! فالاصلاح والثورية مفهومان متدابران !
قال عنقالي مثبط للهمم :
ولكن في الاية 117 من سورة هود ، قال سبحانه وتعالي :
وما كان ربك ليهلك القري بظلم واهلها مصلحون !
ولم يقل سبحانه وتعالي ... واهلها ثوريون , وانما قال واهلها مصلحون !
ولكن لا يختلف عنقاليان في أن :
+ محاولات السيد الامام للاصلاح ، بالتي هي أحسن ، في قرية اهلها صم بكم عمي فهم لا يفقهون ،
+ وعدم ثوريته ،
+ وتفاوضه العبثي مع الابالسة ،
+ واجندته الوطنية التي لا يقبل الابالسة باهم بند فيها ( تغيير نظام الانقاذ ) سلميا وديمقراطيأ ! الاجندة الوطنية تعيد الي الاذهان التحالف الاستراتيجي بين حزب الامة والجبهة القومية الاسلامية ( مارس 1989 ) ... التحالف الذي قاد لانقلاب يونيو 1989 الاسود ؟
+ وأخيرأ جهد السيد الامام لاقناع نفسه وضميره بعدم جدوي محاولات تغيير جلد حمار الوحش الانقاذي الملون !
محاولات السيد الامام المذكورة اعلاه ، عوامل مفتاحية في تثبيط الهمة الشعبية وتخذيلها ! وفي تخفيف حدة الاحتقان العام ! وبالتالي في تأخير تفجير الانتفاضة الشعبية ، وتاجيل أحداث التغيير ... المطلوب فورأ !
السيد الامام ... مصلح ؟ نعم !
ولكنه غير ثوري ! وبالتالي معوق للثورة الشعبية السلمية !
وهو لا يمانع أذا تركه الثوار علي الرصيف , وفجروا ثورتهم من دونه , ومن دون عوام حزب الامة !
ورحم الله امري عرف قدر نفسه !
+ الحزب الشيوعي السوداني فقد بوصلته ومرجعيته الفكرية بسقوط حائط برلين , واعتلاء يلستين علي ظهر الدبابة امام البرلمان السوفيتي ، في عام 1989 ! اكثر من 60 سنة من التطبيق العملي المتواصل للفكرة الشيوعية بواسطة دول عظمي تسخر كل امكانياتها لضمان نجاح الفكرة ، منها الاتحاد السوفيتي العظيم والصين ودول شرق اروبا وعدة دول في اسيا ، وكوبا ! اظهر التطبيق العملي المستدام , في كل هذه الدول ، ولعقود متوالية ، فشل الفكرة الشيوعية الذريع ! فانفض الجميع من حولها , حتي احفاد لينين العظيم ! فكيف تتوقع ، يا هذا , أن يلتف حول الحزب الشيوعي السوداني ، اي عاقل له عيون يبصر بها , أو اذان يسمع بها ، أو قلوب يفقه بها !
فقد الحزب الشيوعي ظله !وتربع علي قمته ديناصورات في العقد الثامن من العمر ، يعيشون علي ذكري المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي , والدولية الرابعة لتروتسكي ( 1938 ) !
+ المؤتمر الشعبي يمكن اختزاله في مقولة القصر الرئيس والسجن الحبيس ! المقولة المصحوبة بالبيان بالعمل ، والتي تؤكد ان بضاعته معطونة في الكذب والتدليس والنفاق , والاشارة يمين ، والانعطاف شمالا ! المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني هما احمد ، وحاج أحمد ! مريسة متعفنة من نفس الجركان ، ولكن في كنتوشين مختلفين ! أبالسة في مسوح رجال الدين , والدين منهم براء ! هم ومنسوبي المؤتمر الوطني من طينة نتنة واحدة ... خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم ! هم العدو فأحذرهم ! قاتلهم الله أني يافكون !
خاتمة :
الثورة الشعبية راجحة وعائدة !
سوف يزيد الاحتقان بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ! وزوال الفزاعة الجنوبية , التي كان يرفعها المجتمع الدولي في وجه الشعب السوداني ! سوف يرفع القس فرانكلين جراهام اياديه الشيطانية من دعم ابالسة الانقاذ ، ويفتح الباب مشرعأ لكلاب اللوبيات الصهيونية لتبدأ النباح امام البيت الابيض طالبة القصاص لمرتكب الابادات الجماعية في شعوب دارفور ، حتي لا يبدأ المجرم ابادات جماعية لليهود !
بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ، سوف يختفي البترول الجنوبي ، ومعه 90% من مصادر العملة الصعبة ! وربما وصل الدولار الي عشرة جنيهات ، قبل ان يواصل الانزلاق الحر ، ويرجع الي قديمه ... بالالاف ؟
وعندها يصل الاحتقان الي اللحم الحي ... بل الي العضم !
ويبدأ السكاري ، وماهم بسكاري ، من افراد الطبقة الوسطي في الصحيان !
وتبدأ المظاهرات والاعتصامات السلمية المستدامة في الانفجار ، في شتي بقاع السودان ! بدأا بدارفور ، ومرورأ بجنوب كردفان ، وجنوب النيل الازرق ، وشرق السودان ، ومتضرري خزان مروي ، ومشروع الجزيرة ، والعطشي في بري ابو حشيش ، واكثر من مليون خريج جامعي متعطل !
وينضم المكون الثالث ( الانقلاب العسكري ) ، الي المعادلة الثلاثية السحرية ! بانحياز الجيش السوداني ( ناقص اللواءات والعمداء المؤدلجون ؟ ) ، الي صف الشعب السوداني الثائر !
ويبقي ، وقتها ، ان يظهر الصاعق ، من حيث ندري ولا ندري ! ويفجر الكوكتيل الملتهب !
ويصبح الصبح ... فلا السجن ولا السجان باق !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.