بسم الله الرحمن الرحيم وأطباء السودان يهددون بإضراب شامل ما لم تُنفذ مطالبهم! ووزارة الصحة تؤكد وفاءها بجميع المطالب! والنتيجة الحتمية لهذه الأزمة الخطيرة هي حدوث الإضراب، وسيكون المواطن هو المتضرر الأكبر من هذا الصدام! ونحن نتهم وزارة الصحة بالتلاعب بأرواح المرضى والاستخفاف بمطالب الأطباء العادلة، وحتى لا نُلقي بالتهم جزافاً فإننا سنورد ما أخفقت الوزارة في تنفيذه: فالوزارة لم ترجع ثمانية من الأطباء المفصولين منذ إضراب العام الماضي، ولم تُنفذ بيانات مذكرة تحسين شروط الخدمة التي وعد نائب الرئيس بتنفيذها بداية العام الحالي، كما أن الوزارة لم تلتزم بحوافز الأطباء العاملين بالمستشفيات الولائية، ولم تُنفذ وعدها بمعالجة أسر الأطباء بالمستشفيات الكبرى مجاناً! لقد عانى الأطباء كثيراً منذ إضرابهم في مارس من العام الماضي، وفُصل ببعضهم من العمل، وواجه الأخرون الاعتقال والضرب حتى تكسرت عظامهم وسالت دماؤهم على بلاط مجلس التخصصات الطبية! وبعد كل ذلك الاضطهاد أصدر سيادة الرئيس قراراً جمهورياً بتحسين شروط خدمتهم! حدث ذلك والبلاد مقبلة على انتخابات 2010م؛ وبدلاً من أن تحرص الوزارة على تنفيذ كل مطالب أطبائها فقد ظلت تماطل تارة وتسوف تارة أخرى، وكانت النتيجة أن هاجر من البلاد أكثر من خمسة آلاف طبيب منذ أبريل 2010م وحتى الآن! هاجروا والبلاد موبوءة بالكوليرا والدرن والكلازارا التي أصابت أكثر من خمسة آلاف وخمسمئة مواطن بالقضارف وحدها! فبينما يجد الطبيب السوداني الاحترام والتقدير خارج بلاده، يعاني زملاؤه من الضرب والصفع بالداخل، أم أننا نسينا طبيب الامتياز الذي ضُرب قبل عدة أيام بمستشفى نيالا، وطبيبة مستشفى الخرطوم التي صفعها شرطي أثنا أداء عملها يوم 8/مايو/ 2011م، وعندما توجه زملاؤها للمدير العام للمستشفى قال إنه غير معني بالأمر! فما الذي يجعل الطبيب يبقى في بلد لا توفر له أدنى بيئة لممارسة عمله؟ فالمستشفيات صارت طاردة لا توجد فيها أجهزة طبية ولا أدوية ضرورية، ولا يوجد فيها عدد كاف من الكوادر الطبية! والأجور متدنية، فالاستشاري السوداني الذي يتقاضى مرتباً قدره ألف ومائة من الجنيهات فإنه لو هاجر إلى السعودية مثلاً سيتقاضى أكثر مما يعادل خمسة وثلاثين ألفاً من الجنيهات.. يتقاضاها معززاً مكرماً .. نخشى أن يأتي يوم لا تجد فيه الوزارة من يضرب عن العمل! tdwg rvad [[email protected]]