بسم الله الرحمن الرحيم وتواصل وزارة التربية والتعليم استخفافها بعقول أبنائنا وهي تُقَدِّمُ لهم نفس مقررات العام السابق بحذافيرها دون أن تُرْهِقَ نفسها ولو بمجرد الإشارة إلى أن جنوب السودان قد صار دولة مستقلة منذ يناير الماضي. ففي كتاب اللغة العربية للصف الرابع (المنهل) نجد قصيدة: صديقنا منقو، التي يقول أحد أبياتها: "منقو قل لا عاش من يفصلنا" أوَلا تُعَدُّ تلك دعوة صريحة بموت كل من تسبب بانفصال الجنوب؟ وهنالك درس آخر بمقرر اللغة العربية للصف السابع (النبراس) عنوانه: جنوب السودان الإنسان والمستقبل، وفي ذلك الدرس نجد فقرة تقول " لقد عقد أبناء السودان الموحد العزم على جعل جنوب الوطن درة في جيد السودان وقوة في بنائه" (ص35) فكيف سيستطيع المعلم أن يُفَسِّر لتلاميذه مثل تلك الفقرة التي تتحدث عن الجنوب وكأنه درة في جيد الوطن بينما هو في الواقع وطن مستقل؟ ومثل هذا الاستخفاف موجود في مقرر اللغة الإنجليزية للصف الثامن في درس: السودان خلال الخمس وعشرين سنة القادمة، حيث يَعْرِضُ الدرس خريطة السودان القديم ليبني عليها توقعاته بمستقبل السودان "الذي سيصير أكثر ازدحاماً وسيزداد إنتاجه للبترول...". أما مقرر التاريخ للصف الثامن (نحن والعالم المعاصر) فيحتوي على بابٍ كاملٍ عنوانه: "السودان وآفاق المستقبل" فعن أيِّ مستقبلٍ يتحدَّثون والباب لم يُرَاعِ ما حدث للسودان من تقسيم؟ فمازال المقرر يتحدث عن السودان أكبر الأقطار في أفريقيا، وتحيط به تسع دول ليس من بينها دولة الجنوب بالطبع!.... والطامة الكبرى أن المقرر يذكر عدد السكان اعتماداً على تعداد 1993م! فما فائدة تعداد 2010م إذا لم يتم تضمينه في المقررات الدراسية؟ وما هو دور مركز تطوير البحوث من كل هذا العبث؟ إذ لا يُعْقَلُ أن يكون هنالك مركزاً لتطوير البحوث ويعجز عن تدارك المقررات الدراسية وتنقيحها قبل بداية العام الدراسي. ثُمَّ ما هو مصير أبنائنا الممتحنين في هذا العام لشهادة مرحلة الأساس؟ فهل سيتم وضع أسئلة مادة التاريخ اعتماداً على المعلومات التي وردت في مقرر الوزارة، أم سيتم الاعتماد على المعلومات الحقيقية؟ إن هذا المنهج العقيم الذي تنتهجه وزارة التربية والتعليم، سيجعل ثقة التلاميذ تهتز في وزارتهم ليبحثوا عن المعلومة في مصادر أخرى، ولحظتها ستفقد مقررات الوزارة قيمتها التربوية. فيصل محمد فضل المولى tdwg rvad [[email protected]]