يظن بعض من تم غسل أدمغتهم انهم اكثر وطنية من غيرهم، و ان أمر تدخل المجتمع الدولي في الشأن السوداني يعتبر من الشؤون المحرمة التي لايجوز تناولها مطلقاً، ويضاف هذا الي لائحة من الممنوعات التي تهدد إستمرار الانظمة الشمولية، ويظل التعامل مع أجهزة الاستخبارات الامريكية والصهيونية في عهد النميري السابق والبشير الحالي من أكبر المهددات للأمن القومي السوداني، وكانت الضربة الاسرائلية لبورتسودان أحد نتائج إنكشاف الحدود الوطنية وعجز القدرات الدفاعية القومية. اذن كاتب هذا المقال ، وكل اصحاب الرأي لايفرحهم وجود الغريب على أراضينا ، لذلك ستتواصل الكتابات الشريفة لفضح هذا النظام الخانع. سذاجة منقطعة النظير هلل الاعلام الانقاذي وفرح لأول حوار لتلفزيون سوداني مع مسؤول أمريكي، عندما افادت السيدة كاثرين فان دي ، أن واشنطن شعرت فعليا بتحول كبير في سياسات الخرطوم تجاه عدد من القضايا التي تمثل محور الاهتمام وعلاقات البلدين، ولكن أردفت السيدة كاثرين حديثها بلكن عندما قالت " لكن هناك المزيد مطلوب عمله من حكومة السودان، على رأس ذلك حل قضيتي دارفور وأبيي وتوفير تأكيدات على عدم دعم الارهاب الدولي مستقبلاً وتنفيذ التعهدات السودانية حيال اتفاقية السلام الشامل" ان لاستراتيجية الامريكية الحالية تستجيب للوضع الحالي في السودان والحاجة للتفاوض مع حكام الخرطوم من أجل انفاذ البنود النهائية لاتفاقية نيفاشا.وهي كلعبة الشطرنج حيث تم تحريك القطع حسب الفرص و المساحات الخالية، وتتفاعل الاستراتيجية مع كل مرحلة حسب ظروفها باستخدام كل الوسائل بما فيها القوة العسكرية كما ذكر قرايشن من قبل. وكان قرايشن قد قال في المؤتمر الصحفي الذي أُعلنت فيه الاستراتيجة الامريكية " Our strategy aims to give the people of Sudan a country that is governed responsibly, justly, and democratically, a country that's at peace with itself and with its neighbors" ان استراتيجيتنا تهدف إلى إعطاء شعب السودان ، بلد يُحكم بمسؤولية ، بعدل ، وبديمقراطية ، بلد يعيش بسلام مع نفسه ومع جيرانه. ان المجتمع الدولي الذي لايريد البشير ان يتعامل معه بعد ان سلمه ثلث القطر ، نجح في توحيد أكبر فصيلين في دارفور بغرض تشكيل قوة تفاوضية ، وسوف يتم وضع الشروط حالما ينفصل الجنوب باستخدام سياسة الجزرة والعصا، وستُعنى المرحلة الثالثة والاخيرة بتغيير السلطة القائمة في الخرطوم بغرض التحول الديمقراطي وإنفاذ حقوق الانسان . وقفة أخيرة - نريد حكومة ظل لقد وصلت بلادنا الي قاع إنقطاع العشم بعد ان أفسدت الانقاذ الوطن ودمرت الحياة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية و ... الخ والآن تتسارع وتيرة سقوط النظام ولكن سرعة إنهيار الوطن لا تحتمل الفرجة، ان وجود حكومة ظل تشرع في وضع سياسات وخطط تشمل كل مناحي الحياة بما فيها قواتنا المسلحة هو التحدي الماثل امام المعارضة السودانية بالداخل والخارج. * www.yarranile.com