بعد تحديد موعد الإستحقاق الإنتخابي بشكل قاطع ومحدد بدأت الأحزاب تتحسس رصيدها الجماهيري ودخلت في عمليات بحث وتنقيب في دفاتر الماضي الإنتخابي في محاولة لقراءة ملامح التحالفات في المرحلة القادمة ، رغم حالة السيولة السياسية التي تفرض نفسها علي المشهد السياسي تبدوا هنالك ومن علي البعد ملامح تكتلات وتحالفات أولية تطل بوجهها علي الملعب السياسي وتدفع نحو إصطفاف جديد تحت لافتات تبدو جديدة وإن كانت في أحايين كثيرة غيرذلك . في الإتجاه المعاكس بدأت ملامح الفريق الثاني الذي يضم أحزاب اليسار والهامش بقيادة الحركة الشعبية تتشكل وظهرت أول رسالة تؤشر لبداية فاصل من الخلافات بين أحزاب اليسار والأحزاب التقليدية داخل تحالف المعارضة عندما أبدت الأحزاب اليسارية تبرمها من مواقف الأحزاب التقليدية بخصوص قانون الإنتخابات وكالت لها العديد من الإتهامات وشككت في موقفها كما أوردت ذلك الخرطوم 23/2/2009م . ومن الملاحظات التي تستدعي التوقف والتأمل أن الموقف من المؤتمر الوطني سلباً أو إيجاباً يحدد إلي درجة كبيرة موقع الحزب من التحالفات وخطى الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم خطوات في إتجاه فرز المواقع في خارطة التحالفات القادمة وقال في أعقاب ملاسنات حادة بينه وبين بعض قيادات المؤتمر الوطني أن الحركة قد تفكر في صيغة قريبة من التجمع الوطني الديمقراطي والصيغة المقترحة أو التي تقع في دائرة أماني وأحلام باقان تعني أول ما تعني أنها لن تستوعب الوطني والأمة وخاصة أن الأخير بينه وبين الحركة الشعبية ماصنعه الحداد ، في المقابل مضي الإمام الصادق في عكس إتجاهات باقان وقال في تصريحات صحفية ( لسنا أعداء للمؤتمر الوطني وعلاقتنا به مثل الثيرمومتر ودافع إتفاق التراضي ) القيادي السابق بالحزب الإتحادي والمنتقل حديثاً إلي الوطني نظر إلي مسألة التحالفات من ذات زاوية الإمام الصادق وحاول إستشراف ملامح المرحلة القادمة وقال : " القواسم المشتركة بين الأمة والوطني والإتحادي تتيح إمكانية تأسيس تحالف سياسي في المرحلة القادمة " . الإشارات والتصريحات أعلاه تبرزبعض ملامح التحالف الذي يضم الوطني والأمة والإتحادي ومخاوف أحزاب اليسار من الأحزاب التقليدية توضح ملامح التحالف المقابل لتحالف أحزاب اليمين وتؤشر لإتجاه حركة أحزاب اليسار والهامش . يقول القيادي البعثي محمد ضياءالدين تحالف القوي الوطنية يضم الأحزاب التقليدية واليسار ولكن في ظل عدم مصداقية بعض الأحزاب تظل كل الإحتمالات مفتوحة وخاصة أن عضوية بعض الأحزاب التقليدية رغم إنضوائها تحت لافتة التحالف تلتقي سراً وعلانية مع المؤتمر الوطني . يستبعد محمد علي المحسي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي التحالف مع الأمة والإتحادي ويضيف : " لن نتحالف مع أحزاب فقدت فرصتها في المستقبل نحن نختلف معهم في الفكر والتوجه الإقتصادي هم مع الخصخصة والسوق الحر ونحن مع العدالة الإجتماعية والتوجه الإشتراكي " . إفادات محسي ومحمد ضياء الدين توضح بعض الفروقات والإختلافات بين التحالفين ولكنها قطعاً لا تكفي لتكوين تحالف جديد دون الإيفاء ببعض المطلوبات الأساسية ، وهنا يشير محسي إلي بعض الصعوبات التي قد تواجه الأصطفاف الجديد لقوي اليسار والهامش مثل موقف الحزب الشيوعي من الأحزاب القومية وحالة عدم الثقة المتبادلة بينهم .في الجانب الآخر الطريق ليس مفروشاً بالورود أمام الوطني والأمة والإتحادي لتكوين تحالف جديد يقفز فوق المرارات السابقة .