هانئ رسلان: العلاقات بين البلدين أعمق بكثير من مشكلة حلايب الخرطوم- أفريقيا اليوم : صباح موسى [email protected] وصل وزير الخارجية المصري "د. نبيل العربي" مساء أمس إلي الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع المسئولين بالسودان تتعلق بمسار العلاقات بين البلدين ، وسبل دفع آفاق التعاون المشترك ، وكان في إستقباله بمطار الخرطوم وزير الخارجية السوداني "علي كرتي". وأوضح كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم أن زيارة العربي للخرطوم تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين خاصة وأن الجانبين اتفقا علي تبادل زيارات المسئولين على مختلف مستوياتهم وذلك لتحريك الملفات السياسية والإقتصادية، مشيرا إلي زياراته خلال الفترة الماضية لمصر، مبينا أن هذه الزيا رة تعد فتحاَ جديداً في مسيرة علاقات البلدين. من جانبه قال د. نبيل العربي أن علاقة مصر بالسودان علاقة تكامل وتعاون، مؤكدا حرص بلاده علي دفع هذه العلاقات والعمل علي إعادتها إلي ما يجب أن تكون عليه، مشيرا إلي الروابط الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وقال العربي : من الضروري أن تتسم هذه العلاقات بالتكامل والتفاهم التام للوصول الي علاج لكافة القضايا التي تحتاج الى معالجة من منطلق التحسين الحقيقي للعلاقات والدفع بها قدما حتي يصل البلدان الى ما يرغبان فيه من تكامل. ونوه بزيارته السابقة للعاصمة السودانية ضمن الوفد الوزاري الموسع الذي رافق الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته في مارس الماضي..وقال إنه اتفق مع وزير الخارجية السوداني علي كرتي من قبل على أن يتبادلا الزيارات بينهما كل شهر دفعا للعلاقات الثنائية بين البلدين ومعالجة كافة المسائل التي قد تعوق ذلك الهدف ، مضيفا انه سيجري اليوم السبت مباحثات مع كرتي تتعلق بمسار التعاون والملفات المشتركة بين البلدين. كما يستعرض اللقاء مختلف مجالات التعاون بين البلدين في كافة القطاعات بما في ذلك التنسيق والتعاون الاقتصادي وتسهيلات المرور والعبور للافراد والبضائع ، وما شهدته العلاقات الثنائية من تطور في مختلف المجالات في الفترة الأخيرة ، وخاصة تفعيل اتفاقية الحريات الأربع المتفق عليها (التنقل والاقامة والعمل والتملك) أو ما يتعلق بالمشروعات المشتركة لتعزيز التعاون في النواحي الزراعية والغذائية والصناعية وغيرها. ويتابع الإجتماع التنسيق بين وزارتي الخارجية بالبلدين في المحافل الإقليمية والدولية ، وخاصة ما يتعلق بالقارة الإفريقية وقضايا مياه النيل والعلاقات بين دول حوض النيل. ومن المقرر أن يلتقي الوزيران اليوم بمقر وزارة الخارجية السودانية، حيث سيسلم الدكتور نبيل العربي هدية من مصر إلى دارفور عبارة عن سيارة إسعاف بها عيادة متنقلة، تحتوي على أجهزة متطورة لاجراء العمليات الميدانية في تخصصات الجراحة العامة والباطنة والاطفال والنساء والتوليد. كما سيقدم شحنة من الأدوية التي أرسلها الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية والتي تسلمتها السفارة المصرية بالخرطوم وسيتم تسليمها لمنظمات العون السودانية اليوم ومن ثم توزيعها على أبناء دارفور بالتعاون مع الأطباء المصريين الذين سيعملون بالعيادة الطبية المتنقلة. يذكر أن تكهنات أحاطت بتقديم العربي موعد زيارته للخرطوم، والتي كان مقررا لها بعد الرابع عشر من يونيو الجاري، وذهبت إلي أن التقديم ارتبط بإعلان الرئيس البشير أنه سيزور منطقة حلايب خلال الشهر الجاري، إلا أن مصادر دبلوماسية في البلدين أكدت ل " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com أن وزيري خارجية البلدين لن يناقشا هذا الملف خلال الزيارة، وأن المباحثات سوف تتركز على سبل تطوير العلاقات بين البلدين. وأكد رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام الإستراتيجي " هانئ رسلان" أن العلاقات بين مصر والسودان أكثر عمقا من مشكلة حلايب، وقال رسلان ل " أفريقيا اليوم" ليس من مصلحة أحد إثارة هذه المشكلة، بل يجب على الطرفين السعي للوصول إلى تفاهم مشترك، مضيفا أن الحكومتين تعيان ذلك بشكل واضح، لافتا إلي أنه ليس من مصلحة البلدين إثارة هذا النزاع في هذا الظرف الحساس، ففي مصر هناك ثورة، والسودان أيضا لديه تحديات، مع إقتراب موعد الإنفصال الرسمي للجنوب، بالإضافة للتطورات الأخيرة التي حدثت في منطقة أبيي، وتابع ومن ثم لا يجب أن يكون هناك تحرك من طرف واحد في هذه القضية الحساسة، داعيا إلى تفاهم وحرص مشترك لتطوير العلاقات بين البلدين. مشيرا في هذا الصدد إلى الخبر الذي تم نشره في وسائل الإعلام بالإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس البشير إلى حلايب الشهر الجاري. وقال أن الخبر لم يوضح بشكل دقيق ما إذا كان البشير سيزور محلية حلايب التي تقع على الحدود، أم المثلث الحدودي المتنازع عليه، ولذلك حصل لبس لدى الكثير من المراقبين.