[email protected] * نشرت أمس رد حزب التحرير ( ولاية السودان ) على مقالى عن مذكرة الحزب التحريضية التى يدعو فيها القوات المسلحة للبقاء بأبيى، وإبطال اتفاق نيفاشا وعدم الاعتراف بدولة الجنوب (الوليد غير الشرعى للغرب الكافر) .. إلخ. * أحب أولا ان أتساءل ..( هل يسمح القانون السودانى بوجود أحزاب أجنبية بالبلاد مثل حزب التحرير ( ولاية السودان)؟! أفهم أن تأخذ احزاب سودانية أسماءها من أسماء أحزاب أجنبية مثل حزب البعث، الحزب الشيوعى، حزب التحرير، الاخوان المسلمون .. إلخ، بدون ان تكون لها صلة عضوية او تنظيمية بها، ولكن ان يكون هنالك حزب أجنبى يمارس عمله فى البلاد تحت سمع وبصر القانون ويسمى نفسه ( ولاية السودان ) فهو أمر فى غاية الخطورة ويستدعى الوقوف طويلا ..!! * ثانيا، يقول حزب التحرير انه متألم جدا أن ( يقرأ كلاما لمسلم يصف فيه افكار الاسلام بالغريبة عن السودان )، وهو يقصد بذلك حديثى عن غرابة المذكرة التى يحرض فيها الحزب الجيش السودانى على نقض العهود وعدم الاعتراف بدولة جنوب السودان، والتمسك بأبيى، فهل مذكرة الحزب هى الاسلام ؟! * ثالثا، يقول حزب التحرير انه لم يصف الجنوبيين بالكفرة فبماذا نصف حديثه عن دولة الجنوب بانها الوليد غير الشرعى للغرب الكافر ؟! رابعا، يقول الحزب إن القوات المسلحة لم ترفض استلام المذكرة، فليته وضح لنا من قام باستلام المذكرة من الجيش .. ولماذا منعت الحكومة وصول المشتركين فى المسيرة لمقر الحزب دعك من الوصول للقيادة العامة للجيش كما خطط لها المخططون ؟! * خامسا، يقول الحزب انه لا يسعى لاقامة خلافة تركية فى البلاد، فلماذا تزامنت المسيرة مع الذكرى المئوية لانتهاء الخلافة العثمانية فى تركيا، كما نوه الحزب فى كل اعلاناته التى تدعو الناس للمشاركة فى المسيرة ؟! * سادسا، يقول الحزب ان كل ما قيل عن الدولة العثمانية هو افتراء من الغرب عليها، وعلى ان أقرأ كتاب الدكتور عبدالعزيز محمد الشناوى ( الدولة العثمانية دولة مفترى عليها) للتأكد من ذلك، فلماذا إذن ثارت عليها الشعوب الاسلامية والعربية ومن بينها الشعب السودانى الذى ذاق الأمرين من ظلمها وقسوتها وقططها المسعورة ؟! * سابعا، يقول الحزب انه لا دخل للتنوع فى تنظيم حياة الناس، فماذا يعنى (التعارف) الذى ذكره الله فى القرآن الكريم ان لم يكن احد اهم مقومات تنظيم حياة الناس، بل ان الله سبحانه وتعالى يقول ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) .. أى ان الهدف الاساسى من التنوع الذى اراده الله هو ان يتعارف الناس، فماذا يعنى ذلك ؟! * ثامنا، يقول حزب التحرير (أما ما ذكره الكاتب من مشاكل للتنمية وغلاء الأسعار وغيرها، فإنها ليست مشاكل في ظل نظام الإسلام) .. فما هى إذن، وكيف يمكن لحزب التحرير ان يحلها ويتعامل معها عندما يتقلد الحكم بعيدا عن الشعارات الجميلة التى تستخدم لاستلاب عقولنا وتأجيج عواطفنا ؟! الاخبار، 20 يونيو 2011