رغم كل إنجازات العلم الحديث في كافة المجالات ورغم التقدم التكنولوجي المتسارع ،إلا أن الإنسانية ما زالت محاصرة بتحديات كبيرة ومهددات خطيرة على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي، ونظرا لتطور الوعي نحو الإيمان بوحدة المصير الإنساني وبالتالي حتمية التضامن بين كل شعوب ودول ومؤسسات العالم ووقوفها صفا واحدا ضد أعداء الإنسانية لتحقيق المصالح المشتركة للإنسانية التي مهما تباينت في أعراقها وأديانها وثقافاتها تظل شريكة في هذا الكوكب الأرضي الذي طويت مسافاته وتحول بالفعل إلى قرية صغيرة، وانطلاقا من ذلك نجد لكل آفة من الآفات التي تؤرق إنسان اليوم يوما مخصوصا في كل عام تخصصه الأممالمتحدة لمكافحة هذه الآفة أو تلك، فنجد على سبيل المثال لا الحصر اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي صادف يوم أمس، اليوم العالمي لمكافحة التدخين، اليوم العالمي لمكافحة السرطان، اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، اليوم العالمي لمكافحة الآيدز، اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، اليوم العالمي لمكافحة الجفاف والتصحر، اليوم العالمي لمكافحة الأمية، اليوم العالمي لمكافحة الفساد، اليوم العالمي لمكافحة ختان الإناث، هذا بالإضافة إلى أيام أخرى لتمجيد القيم والمبادئ الإنسانية المعززة للتقدم نحو عالم أفضل وأعدل كاليوم العالمي لحقوق الإنسان، واليوم العالمي لحرية الصحافة، اليوم العالمي للملكية الفكرية، ولكن ألا يحتاج العالم لتخصيص يوم عالمي لمكافحة الدكتاتورية؟ أليست الدكتاتورية هي السبب المباشر أو غير المباشر لتفريخ أخبث الشرور وأفتك الآفات التي خصصت الأممالمتحدة أياما لمكافحتها؟ أليس من المشروع القول بأن مكافحة الفساد والفقر والجفاف والتصحر وعمالة الأطفال والأمية والعنصرية وحتى المخدرات تقتضي مكافحة الدكتاتورية التي تزدهر في ظلها هذه الآفات؟! صحيح هناك يوم عالمي للديمقراطية حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 15 سبتمبر من عام 2007 ودعت الدول الأعضاء بالمنظمة وسائر المنظمات الإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية إلى الاحتفال به لإتاحة الفرصة لاستعراض حالة الديمقراطية فى العالم ، وجعل المثل الأعلى للديمقراطية يتحول إلى حقيقة يجب أن يتمتع بها الجميع فى كل مكان وجعلت الهدف من ذلك تسليط الضوء على أهمية خلق ثقافة التسامح فى المجتمع والحياة السياسية بصفة خاصة ، وتخصيص يوم للاحتفاء بالديمقراطية يعني ضمنيا إدانة الدكتاتورية، ولكن رغم ذلك فإن الدكتاتورية كارثة إنسانية تستوجب أن يسلط عليها الضوء مباشرة، وتستنفر الجهود لتتبع جذورها وأسبابها وآثارها على الواقع، وإحصاء ما تسببت فيه من خسائر مادية ومعنوية للشعوب التي ابتليت بها ، ولذلك نتمنى أن تخصص الأممالمتحدة يوما لمكافحة الدكتاتورية، وليت ذلك اليوم يكون يوم سقوط القذافي أو بشار الأسد الذي نتمنى أن يكون في أحد الأيام المتبقية من شهر يونيو الجاري، وأكثر الدول المعنية بمثل هذا اليوم هي الدول العربية التي ذاقت الأمرين من الدكتاتورية وتحتاج إلى اقتلاع هذه الآفة من جذورها rasha awad awad [[email protected]]