المؤتمرالعام الثاني 20 22 ابريل 2011م القاهرة فخامة السيد/ الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان اسمحوا لي ونيابةً عن "الجبهة السودانية للتغيير" أن أتقدم إليكم وعبرك، لشعبنا في جنوب السودان بالتحية والتهانئ الحارة والصادقة، للإنجاز التاريخي والعصري، في تقرير مصير واستقلال جنوب السودان. فقد أنجزتم هذه التجربة الانتخابية الديمقراطية في شفافية وبطريقة مثالية شهد وصفق لها العالم بأسره. كما نعرب عن أسفنا وحزننا لفقدننا جزءاً عزيزاً وهاما ومقدراً من بلدنا، كنتيجة مباشرة وحتمية لا مفر منها، لتراكمات عقود من الحماقات السياسية والفشل المرير وعدم تنفيذ عشرات السنوات من الوعود. وقد توجت هذه المأساة نتيجة الي إستدامة التميز العنصري والعرقي، والاستغلال الاقتصادي، والتهميش السياسي وحقن الدين في السياسة التي اتبعتها الجبهة الإسلامية القومية. على الرغم من أننا ننأى بأنفسنا عن هذه السياسات من الظلم الهيكلي، والمطابقة والهيمنة الثقافية والعنصرية والطائفية السياسية والأصولية الدينية، الا اننا نعتذر، ودون تحفظ، لشعبنا في جنوب السودان عن الأعمال الوحشية والظلم الذي وقع عليهم طيلة هذه السنين، وفي الوقت نفسه وعلى قدم المساواة نحفظ لهم حقهم الديمقراطي في اختيار الانفصال والاستقلال. عقدت الجبهة السودانية للتغيير (الجبهة الوطنية العريضة لجنة التسيير سابقاً) مؤتمرها الثاني في القاهرة في الفترة بين 20 - 22 أبريل 2011م. ودون تحفظ او غموض ادان المؤتمر سياسة الحكومة المركزية التي سوف تقود حتما لمزيد من الانشطار والتفكك وتشتيت السودان. كما نؤكد التزامنا بالعمل الجاد والمثابر لاسقاط هذا النظام الأصولي و اقامه دولة مدنيه ديمقراطيه فدراليه متعدده الاعراق والديانات والثقافات يفصل فيها الدين عن الدوله ويتساوي فيها المواطنون في الحقوق والواجبات كافة علي اساس المواطنه وحدها دون غيرها و يقوم التشريع فيها علي الارادة الحرة للشعب عبر مؤسساته الدستوريه وحدها وتحقيق التنمية المنصفة والعدالة الاجتماعية. نحن نعتقد أن وحدة السودان، مع أبعاده الأفريقية العربية وديانته الإسلامية والمسيحية والأفريقية التقليدية، ينبغي فقط ان تشُكل على أساس المواطنة المتساوية والتي يجب أن تسمو بفعالية فوق أي تقسيمات قبلية او دينية. نحن نطمح لاقامة علاقة حقيقية ومتبادلة مع دولة جنوب السودان على أساس الاحترام والتفاهم والأخوة والمصالح المتبادلة. كما أننا نتطلع للعمل معا جنبا إلى جنب من أجل حل خلافاتنا وتحقيق أهدافنا المشتركة في السلام والديمقراطية والتنمية الاجتماعية. أنني لفخور أن أعلن أن أعضائنا أعربوا عن رغبتهم واستعدادهم للمساعدة في إعادة تأهيل وتطوير الخدمات العامة والمساعدة في بناء وتشييد الدولة المعلنة حديثا. المخلص ، الدكتور أحمد عباس ابوشام رئيس الجبهة السودانية للتغيير 13 يونيو 2011م