يتباهى العرب بخارطة الوطن العربى ...لانها على هيئة طائرة ...حيث تمثل مصر مقدمتها...بينما العراق والمغرب ..يمثلان جناحيها الشرقى والغربى,..اما مؤخرة الطائرة فيمثلها السودان.. بالتحديد جنوب السودان.. اى ذيلها و مؤخرتها و اريتريا ودارفور تمثلان خزانان للوقود على طرفى الطائرة..هذبالطبع اذا لحقت الاولى بالجامعة العربية ماكان للجنوب ان يدخل ضمن خارطة الوطن العربى..لولا استماتة مصر واصرارها على دخول السودان فى الجامعة العربية وسط اعتراضات عربية كبيرة و شديدةخاصة لبنان بحجة ان السودان غير مؤهل لهذه الجامعة بحكم شعبه الاسمر والاغلبية الزنجية التى تطغى عليه..فكانت الغلبة لمصر لانها تريد الاستفادة من وجود السودان فى الجامعة العربية للتحكم فى مياه النيل والتى هى بمثابة الروح للدولة المصرية..وعمقا امنيا ضد اسرائيل. ماذا جنى الجنوب من العالم العربى: قامت ثورة توريت القلعة الثورية الاولى للجنوبيين عندما خدعوا وغفلوا فى وحدة لم يكونوا طرفا فيها وقامت مصر وسارعت بمد الحكومة فى الخرطوم بالاسلحة لاخماد الثورة حينذاك..توالت ثورات الجنوبيين..جوزيف لاقو ..واخرها كانت بقيادة قائدنا البطل ..ومحقق استقلال جنوب السودان الدكتور جون قرنق دى مبيور...كان كل الوطن العربى مصطفا مع الخطاب السياسى فى الخرطوم..لانه كان يحمل فى طياته التوجه العربى والاسلامى..ومصنفا الجنوب عدوا فى الوطن العربى..مثل اسرائيل. لاشك ان الحرب مع اسرائيل كانت فى اوجها.. فالصهيونية والصليبية العالمية.. الدوائر الكنسية.. والامبرالية العالمية..والبوابة الجنوبية للوطن العربى.. والوثنية فى الجنوب هى كانت لغة الخرطوم حينذاك..والسلعة الرائجة والتى كانت تبيعها وتسوقها الخرطوم للعالم العربى والاسلامى حينذاك..فتدفقت الاموال على خزينة النظام فى الخرطوم على شكل دعم مالى من الشارع العربى والحكومات العربية ..كل ذلك لدعم المجهود الحربى لخنق الجنوب..وابقائه فى مؤخرة طائرة الوطن العربى..ومع قبض الثمن كان صوت الخرطوم عاليا فى فلسطيين واريتريا.. وحتى فى زنجبار التانزانية..بحجة نصرة العرب هناك..والجنوب يقتل ويعفص ويهان..فى تعتيم اعلامى تام فى العالم العربى..حقا كان الجنوب غريبا فى الوطن العربى..وكان كاليتيم المقهور بلا اب فيه..فكانت الطائرات العراقية واليمنية تدك حصون الجنوبيين دعما للخرطوم..حرب كانت سهلة الحسم لصالح الجنوبيين لولا تدخل العرب.ورغم الثراء والغنى والفردوس فى هذا الوطن العربى..الا كان الجنوب يئن من وطاة الفقر والجوع والمرض والجهل..والاحساس بالغبن والظلم ..واخوة الوطن العربى الكبير لا يعيرونه ادنى اهتمام حتى ولو من باب التصدق او الاخوة الانسانية..وها هو الان النظام فى الخرطوم..يعيث فسادا وقتلا وتشريدا فى دارفور وجبال النوبة..لا احد يدين..ويعطف..ولو من باب الاخوة الاسلامية هذا هو الوطن العربى الذى كنا ننتمى اليه اسميا..وضعنا فيه حظنا العاثر..لكن الى حين. وللحقيقة والتاريخ ايضا ..لن ننسى من العرب الكويتيين..الذين قدموا للجنويين الكثير..وعاصمة جنوب السودان (جوبا) شاهدة على ذلك حيث المساكن الشعبيةالتى بنتها دولة الكويت..ومستشفى الصباح العريق وكان عبدالله السريع رحمة الله عليه اعطانا انطباعا جميلا ان الدنيا ما زالت بخير والاخوة الانسانية هى فطرة الله فى الناس... فكانت غضبة الجنوبيين الكبرى يوم ان غزا العراق الكويت بينما كان النظام فى الخرطوم يهلل ويطبل للعراق (بالكيماوى يا صدام ..ويهود ..يهود ال سعود..تخرج جماهير الجنوب فى مسيرات هادرة فى جوباوالخرطوم تهتف باسم الكويت تشد من ازرها وتفديها بالغالى والنفيس.. كل هذا من باب من يفعل خيرا يجده. ونعرف من العرب ايضا ليبيا وقائدها الاممى.افضاله كثيرة على الجنوبيين وكان الرجل الاول فى العالم ضد الظلم فى كل مكان.. وكان صديقا للجنوب وثوراته.. وامثال الطيب مصطفى وزمرته يحسبونه فرعون ليبيا ومجنونها.. ونحن نعده موسى نبى الله الذى كلمه الله دون حجاب..واعقلهم قاطبة وان تكالب عليه الاعداء الان فسيبقى فى وجدان الشعب الجنوبى والشعوب الافريقية قاطبة ومن العرب ايضا نعرف مصر.. الدولة العربية الوحيدة التى كان يتردد اليها قائد ثورتنا..البطل الراحل المقيم الدكتور جون قرنق..قدمت مصر الكثير للجنوبيين فى مجال التعليم العالى..وكانت بمثابة الام الحنون للجنوبيين والنوبة والدارفوريين الذين تدفقوا اليها ينشدون الامان والملاذ بعد ان اشتدت ضربات النظام فى الخرطوم عليهم وتم افراغهم من اراضيهم وكانت جريدة الوفد المصرية تؤازر الجنوبيين وترفع من روحهم المعنوية وكانت الصوت النشاز فى الوطن العربى.. ولم ننسى قلم الكاتب السعودى عبدالرحمن الراشد.قلمه الرشيد والحكيم والمنصف فى الوضع السودانى... هذا هو الجنوب والوطن العربى..والذى ما احس يوما من الايام انه جزء منه..وتبقى الحقيقة الدامغة.. انه سيق الى ديار غير دياره قسرا وعنوة...وبدون ارادته..فعاش جسدا غريبا..وعدوا مصنفا من قبل العرب طيلة هذه العقود من الزمان... اما وقد حانت ساعة الاستقلال والخروج من هذا الوطن العربى الكبير بعد ان حصحص الحق .. وزهق الباطل..وعند رقم الرحلة... التاسع من يوليو 2011..ستقلع طائرة الوطن العربى.. بلا جنوب السودان.. وهى على شكل ضفدعة.. ولسان حالنا يقول..لا اسف يحدونا... ولا دمعة نسكبها.. ولا حتى يدا تلوح بالوداع نرفعها..كما اجبرنا على الدخول فيه غرباء وها نحن ايضا نخرج غرباء ..حفاة..عراة..جياع..كما كنا..لم نحصد من اخوة الوطن العربى الكبير.. غير الحقد والكراهية... وسياسة الاقصاء..والابقاء..ثم الفناء..وضنك العيش..والموت والضياع ..وظلم الانسان لاخيه الانسان.1 اننا نسلم مؤخرة طائرة الوطن العربى لدولة الشمال مكانها الطبيعى ولتبقى البوابة الجنوبية للوطن العربى بحق وحقيقة..وتبقى دولة الجنوب البوابة الشمالية للعالم الافريقى موقعنا الطبيعى..ويبقى بيننا حسن الجوار والمصالح المشتركة..والاخوة الانسانية..ومن عدالة السماء ان الله خلق الطيور كلها.. لكنها على اشكالها تقع...والله غالب على امره لكن اكثر الناس لا يعلمون. بقلم ..عبدالقادر لادو كندا abdelgadir lado [[email protected]]