الجنوب جزء عزيز من بلادنا .....وهو موعود بالسلام والامن والاستقرار والمستقبل الزاهر لبناء ربوعه وتنميتها ،، و لقد عقد ابناء السودان الموحد العزم علي جعل جنوب الوطن درة في جيد السودان وقوة في بنائه وحماية لعزته ومنعته ورخائه وان الطريق الي ذلك انما يكون بسياسة متكاملة في كل المجالات تتوخي العدل وتراعي الاخاء وتغرس الثقة والمحبة . علي هذا المنوال وبعد اكثر من ثلاثة شهور من انفصال جنوب السودان نجد انه لا زالت مناهج مدارسنا تحمل صبغة الوحدة الماضية مع دولة الجنوب المنفصلة عن السودان وهذه العبارات وغيرها لا زالت طاغية وموجودة في المناهج يدرسها اطفالنا مما يخلط في معلوماتهم ويلوث عقولهم بتلك المعلومات المغلوطة التي لم يعرها احد اهتماما ويجلس لتعديلها حتي الآن حيث لا زالت خريطة السودان تلك الخريطة التي تشمل الجنوب بولاياته العشر وثقافاته، وغيرها من الاساسيات التي اصبح امر تدريسها للطلاب انتسابا للسودان مخالفات علمية بعد تطورات التاسع من?يوليو واعلان الجنوب ككيان دولة منفصلة ، وان كانت وزارة التربية والتعليم قد تحدثت بانها ستقوم بتوزيع منشورات علي المدارس تبين التعديلات في المناهج وفقا للتطورات السياسية، ولكن لم تفد متابعات « الصحافة » في المدارس التي التقت منسوبيها عن اي تعديلات فيما يخص المنهج الذي يتحدث عن دولة جنوب السودان ، هذا الحديث وصفه بعض التربويين بانه كارثة يجب تلافيها باسرع فرصة حتي لا يحدث تشويش في عقول التلاميذ خاصة وان كل معلم يسعي الي تعديل تلك المعلومات وفقا لرؤيته الشخصية طالما لا توجد توجيهات محددة يجب ان يتحدث عنها. وعلي الرغم من ان المناهج التعليمية والسلم الدراسي بالبلاد قد تعرض وعلي مر الحقب السياسية الماضية للتغيير عدة مرات اما بغرض المواكبة والتطوير في المعلومات او تماشيا مع السياسات الا ان انفصال الجنوب اثار جدلا كبيرا علي ما يبدو انه لم يتجاوز التربويين وباحات المؤسسات التعليمية خاصة وان الوزارة حتي الآن لم تحرك ساكنا حيال الامر الذي اصبح يمثل في الوقت الراهن جزءا من التربية الوطنية. ولكن بالرجوع الي الوراء نجد بان المعتصم عبد الرحيم وكيل وزارة التربية كان قد صرح من قبل لقناة الجزيرة الاخبارية من قبل اعلان الانفصال في حديث ذي صلة بالامر قائلا : « انه وبمجرد اعلان الدولة الجديدة ستكون هنالك نشرة تعمم علي المدارس تحمل تغيير المعلومات عن مساحة السودان وعن النسب التاشيرية وكل النسب المتعلقة بالتعليم وسيتم رصدها وتبويبها بما يتعلق بمساحة السودان الجديد ». وبعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر علي اعلان الدولة الجديدة الا ان المدارس حتي الآن لم تعمم عليها اي نشرات توضيحية بحسب ما توصلت له «الصحافة » حيث وجدنا طلاب الصف الرابع لا زالوا يصدحون منشدين : انا سوداني وسوداني انا ضمنا الوادي فمن يفصلنا و ... منقو قل لا عاش من يفصلنا «ومنقو » انما يمثل أحد ابناء الجنوب الداعين الي وحدة السودان. ومن مدرسة الامام مسلم اساس تحدث الينا تلميذ الصف السابع أحمد عثمان محمد الذي سألناه عما اذا كان يتم تدريسهم موضوعات عن جنوب السودان لتكون اجابته لي بالايجاب ويقول بانهم في كتاب النبراس - لغة عربية - درسنا موضوعا عن جنوب السودان يتحدث الدرس عن قبائل الجنوب منها النوير والدينكا والزاندي وانهم من اهم القبائل في جنوب السودان وكما تحدث عن ممارسات نشاطات السكان هناك من صيد وجمع للفواكه وتربية الحيوانات منها الابقار ، سكت برهة اخذ يبحث فيها داخل حقيبته ليستخرج لي الكتاب متوقفا عند صفحة 35 التي تطالع الموضوع?وتحت عنوان « جنوب السودان الانسان والمستقبل » وجدت بان الموضوع يتحدث عما اشار اليه وبتفاصيل اكثر كما احتوي علي صور لابناء جنوب السودان بثقافتهم ، وليس بعيدا عن الصف السابع نجد بان كتاب «نحن والعالم الاسلامي » قد جاءت في صفحته رقم 107 خريطة للسودان القديم الموحد مع دولة الجنوب الوليدة باسم الممالك الاسلامية في السودان ، وقال أحمد بان استاذة المادة قد درستهم الدرس وقالت في نهايته لهم علي ما يبدو نوع من الاستدراك .. ولكن ابناء الجنوب لم يصبحوا اخواننا بعد الانفصال وقد يعودون «ويحاربوننا» من جديد. وليس بعيد عن المنهج تحدثت الينا من مدرسة ابو ايوب الانصاري الاستاذة مريم آدم يوسف معلمة الحلقة الثانية التي تشمل الصف« الرابع والخامس والسادس » حدثتني نافيه في البداية ما اشار اليه وكيل الوزارة بعزمهم علي توزيع نشرات علي المدارس حول تغييرات المنهج عندما قالت لم يتم ابلاغنا باي منشور عن تعديل المنهج حتي الآن واضافت : لا زلنا حتي الآن ندرس طلاب الصف السادس من كتاب الانسان والكون تحت عنوان الموارد في السودان خريطة السودان القديمة بتفاصيل الموارد الغابية والحيوانية في السودان كما ندرس طلاب الصف الرابع قص?دة صديقنا منقو وهي قصيدة تتحدث عن ابن الجنوب والوحدة . كما كان « للصحافة» حديث مع الخبير التربوي استاذ المرحلة الثانوية حواء عثمان التي ابتدرت حديثها بالقول انه عام دراسي يختلف عن سابقيه لم يعد فيه السودان بذات مساحة المليون ميل مربع السابقة ولا الشعب هو ذلك الشعب السابق لكن مناهج هذا العام لا تحوي ذلك التغيير الذي طرأ علي حدود البلاد وسياستها ، وبعد الانفصال نجد ان الواقع اصبح يتطلب تكوينات بناء منهج دولة جديدة ولا بد من اعداد منهج يركز علي هوية السودان ومساحته وحدوده الجديدة ولا بد من حدوث تعديل واحتياطات لمناهج تستوعب خيارات المرحلة الحالية بانفصال الج?وب فمنذ توقيع اتفاقية نيفاشا وقبيل الاستفتاء كان من المفترض ان تضع وزارة التربية احتياطاتها لمناهجها التعليمية ، ولم تتم طباعة كتب جديدة لهذا العام وان كان العام الماضي قد تعرض الي طباعة العديد من الكتب لمرحلتي الاساس والثانوي وتنقيح بعضها في وقت كان فيه توقيت الانفصال يشير الي ساعة الصفر فلماذا اقدمت الوزارة علي طباعة وتنقيح كتب تشمل في مضامينها معلومات قابلة للتغيير بفعل الواقع السياسي المرهون بالاستفتاء وانفصال الجنوب فكان من الاحري ان تتم الطباعة بعد الحسم السياسي لقضية الجنوب وتعديلات المنهج وفقا للوض? الجديد، الامر الذي يثقل كاهل التعليم بميزانية لا يتحملها التعليم كان من الاسلم ان توجه لخدمة قضايا اكثر أهمية وقتها . واضافت ان وجود الدروس التي تتحدث عن جنوب السودان داخل هذه المناهج خاصة بالنسبة لتلاميذ مرحلة الاساس لان طلاب الثانوي يعتبرون اكثر وعيا ودراية ، فان ذلك يعد خطرا كبيرا على التلاميذ خاصة وان المعلومات اصبحت متاحة للجميع في شاشات القنوات الفضائية ووسائط الاعلام وليس لدي كل الاطفال المقدرة علي استيعاب هذا التناقض ما بين المنهج والواقع ، وفي اتجاه آخر يجد المعلم نفسه بين مطرقة تدريس المنهج المقرر من قبل الوزارة وبين سندان تطورات الواقع الحالي مما يتطلب منا تدريس المنهج وتوضيح المعلومات الصحيحة عقب تدريس الم?رر ولكن حتي متي نستمر بهذه الوتيرة؟؟ فلا بد لادارة المناهج ببخت الرضا من اعداد منهج منقح جديد للعام الدراسي 2012-2013م يجب ان تشرع في اعداده وتنقيحة وطباعته قبل فترة كافية علي ان تتم طباعته بوفرة حتي يغطي كل المدارس بالسودان الجديد .