بحلول التاسع من يوليو من عام 2011م , انتهت الدولة السودانية القديمة, ذات المليون ميل مربع .انشقت منها دولة جديدة "جمهورية جنوب السودان " بمساحة تقدر بربع مساحة السودان القديم , حوالي755 ألف كيلو متر مربع , ويبلغ عدد سكانها نحو ثمانية مليون نسمة تقريباً . جنوب السودان, جمهورية ذات هوية افريقية , متعددة القبائل - وان كانت تنحدر من سلالة واحدة - وقليل من جماعات وافدة , مختلفة المعتقدات والديانات , ومتنوعة الثقافات نسبياً ..! ولكنها ليست متفاوتة تاريخياً ..!.جمهورية علمانية أو دولة مدنية بمواصفات غربية وافريقية تحترم الديانات والمعتقدات, ولكن الأصل هو المواطنة . هل تتوقف رحلة تقرير المصير عند محطة " جمهورية جنوب السودان " أم تستمر الرحلة إلى محطات أخرى حيث نشاهد ميلاد جمهوريات جديدة ..؟ لا أحد يستطيع أن يعطي إجابة قاطعة على الأقل في الوقت الراهن..! , مع ذلك إذا استمر نظام البشير بآلياته القديمة وبنفس الفهم العنصري ألإقصائي, حتماً سوف نرى ولادة جمهوريات جديدة بطريقة أو أخرى . هناك من الدواعي التي تجعل السودانيين – من شعب دولة الشمال – أن يفكروا بجدية وبمسئولية عن مستقبل جمهورية شمال السودان , لا شك إنها وريثة أو تركة منظومة سياسية فاشلة ,رغم ان الظروف التاريخية سنحت لها فرص نادرة , كانت يمكن ان تنتهزها وتستثمرها في بناء مستقبل أفضل لأجيالها ولكن هيهات .. ! جمهورية شمال السودان في حاجة ماسة إلى انتفاضة .ثورة شعبية ضد القديم الفاشل, بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى ..وضع الدولة الآن غير قابل للإصلاح البتة , مهما اجتهد المجتهدون أو تفلسف المتفلسفون , محاولة ترميها أو ترقيعها درب من العبث ..!سرطان الجهوية والعنصرية ,والانتهازية السياسية ,والفساد , وغيرها من المفسدات أنهكت كاهل الدولة وقصمت ظهرها ..! , طفا كيل المفاوضات والمؤتمرات والاجتماعات والمشاورات,: نيفاشا , أبوجا , ليبيا , الدوحة ..الخ , لا يستطيع الشعب التحمل أكثر من هذا ..! . بأي شرعية يحكم نظام البشير جمهورية شمال السودان بعد الانفصال..!؟ هل يركب الشعب مطية باسم الدين والعروبة الكاذبة إلى نهاية المطاف , أم يتخذ العزة بالإثم أو حمية الجاهلية أو"الجعلية " كمخرج للأزمة الراهنة ..! في كلا الحالتين الشعب هو الخاسر الأكبر لا ريب.. . في المقابل ماذا يريد هامش السودان الشمالي (دارفور - جنوب كردفان - جنوب النيل الأزرق -شرق السودان - أقصى شمال السودان ) بعد الانفصال ..؟ ما هو المطلوب من نظام البشير لتسوية القضية السودانية ..؟ الإجابة : يجب على نظام البشير ان يرحل..! أو أن يعلن أمام الشعب انه فشل في إدارة البلاد , ويقر صراحة ان الوضع الراهن يتطلب تضافر الجهود القومية والإقليمية لتأمين مخرج آمن من الورطة , فلذا يتحتم عليه ترك الساحة السياسية للشعب بطريقة مناسبة وسلسة . على قوى الهامش الثائرة ان تتفهم وضع دولة شمال السودان المتأزم , وان تتسامى فوق الجراح ,وتأخذ محنة الدولة بقوة , لا يوجد مركز قوة محددة الآن ,هناك عدة مراكز للقوى متنافرة ..! لا أحد أحق بالسودان من قوى الهامش اليوم , آن الأوان على قوى الهامش أن تتحد وتعمل من أجل وطن يسع الجميع ..! تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً * وإذا افترقن تكسرت أحادا حامد جربو /السعودية المزيد على موقعنا