يهدد مجتمعنا اليوم سرطان العصبية القبلية التى اصبحت تثار بشكل بشع وممقوت , لماذا هذة الصرخات القبلية والعصبية الجاهلية ؟ لماذا تثار الان من البعض بعدما وحدنا الاسلام وبعد ان اجتمعنا تحت راية لا الة إلا الله محمد رسول الله صلى الله علية وسلم ؟ هل يؤمن هؤلاء حقا بمبدا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ؟ لا اعتقد ذلك والا لما كانت هذة الصرخات وهذا التقهقر الفكرى فهذا هو رسول الله صلى الله علية وسلم حينما سمع رجلين يفتخران بالقبلية على حساب القبيلة الاخرى قال : { دعوها فانها منتنة } وهاهو الشهيد سيد قطب علية رحمة الله ورضوانة يتجاوز اللون والعرق والحدود ليسمو بانشودتة الرائعة : يا اخا فى الهند او فى المغرب لاتسال عن عنصرى عن نسبى انة الاسلام امى وابى لاشك ان من اشد المهالك ان نربى اجيالنا وابناءنا على النعرات الجاهلية ، ومن اعظم المنكرات ان نسعى فى هدم كيان الدولة المسلمة بمعاول العنصرية والتفرقة ، عيب علينا والله ونحن فى القرن الحادى والعشرين ان نفرق الصف والجماعة بالفخر بالقبيلة والتعريض بالقبائل الاخرى ، فلا شك ان الفاسد فى حياتة والمحبط فى نفسة والذى يشعر بمركب النقص يريد ان يعوض ذلك بمدح قبيلته واضفاء الثناء عليها وحدها واهمال غيرها من القبائل بل والتجنى على القبائل الاخرى ، مؤسف ومولم والله ان يستيقظ الشيطان فى نفوس من كنا نحسب انهم قادتنا ورموزنا وقدوتنا للتوحد فنفاجا بهم يعودون لكهنوت القبيلة وينسون الدين ويغفلون التوحيد والوحدة ماذا ترك هؤلاء للرعاع والجهلة والمفسدين ؟ . مادعانى لسوق هذة المقدمة الطويلة صيحة جاهلية اطلقها وللاسف الشديد من كنا نظن ونحسب انه احد قادة ورموز حركة الاسلام فى هذة البلاد وحاملى لواء وحدتها المدعو محمد احمد الفضل دقشم متجنيا على اكبر القبائل العربية فى السودان قبيلة الكواهلة وهى قبيلة ضخمة العدد اصيلة النسب وهى القبيلة التى اشتهرت بالكرم والشجاعة والسماحة ومكارم الاخلاق وهى حينما يتفاخر ابناؤها لايتفاخرون الا بمكارم الاخلاق لذا قال شاعرهم : حسبى من العلياء كنت الكاهلا تبا لدهر ضاق عنى جاهلا ووضعت فى جوف القريض لطائفى حين ادكرت قواطعا و مناهلا اقمار فى جسد الظلام ضراغم حملوا المكارم فى النفوس مشاعلا اساد من بيت النبى وآلة اعنى الزبير سميدعا ومقاتلا اكرم بهم من سادة واولى تقى جمعوا المفاخر والعلوم نوافلا حتى اذا وقف الكريم ببابهم جعلوه ذا فضل مضى والكاملا منعوه من كيد الزمان وقبحة بمروءة تزرى السحاب الهاطلا حيوة بالترحاب ثم بشاشة تدعو السواجم فى الخدود تقابلا نحن هنا لسنا بصدد ذكر ماثر قبيلة الكواهلة ولسنا بصدد التفاخر والركون لعصبية بغيضة حتى لانكون من الذين ينهون عن المنكر وياتون بمثلة ولكنا بصدد وآد فتنة نائمة ايقظها المدعو دقشم حينما تناول تاريخ الكواهلة بالتعريض والتجريح متحدثا عن حرب قديمة مابين الكواهلة والشكرية لايعلم عنها الجيل الحالى شئيا ولم تدون فى ادبياتهم ولا فى صفحات تاريخهم الناصع وهى سحابة صيف عابرة بين القبيلتين مرت بحمد الله ، وكآنا بة يريد الان ان يرى هذة الفتنة تطل براسها مرة اخرى ، نعم فلقد تطاول دقشم على قبيلة الكواهلة وتاريخها وسط دهشة واستغراب كل الحضور بل واستهجان وامتعاض اهلة وعشيرتة ونحن نعلم تماما انة لايمثل اهل قرية البرسى ولايمثل قبيلة الجعليين التى نكن لها كل احترام وتقدير وهى تعيش بين اهلنا فى شرق سنار فى سلام ووئام ومحبة وبينهم مابينهم الان من نسب وتصاهر وتعايش ،ولعل مصدر دهشة السادة الحضور جاءت لعدم وجود مناسبة تقتضى الحديث عن الموضوع ثم ان المدعو يحتل مركزا قياديا بالحزب الحاكم وكان يحسب من المستنيرين ،ونحن هنا لسنا بصدد الصاق التهمة بالحزب الحاكم انما الموقف يمثل المذكور وحدة وقد قصدنا ان نبين ان مسلكة قد اثبت دلالة المثل الشعبى المآثور القلم مابزيل بلم ،ولعل من المدهش حقا انة اطلق هذة الاساءات فى محفل تربوى حيث كان يقام احتفال بمصححى شهادة الاساس بولاية سنار فى قرية البرسى بشرق سنار وكان عدد من ابناء القبيلة شهودا للحدث وكان من الممكن ان تحدث كارثة لولا سماحتهم المعهودة , ولقد افسد بتصرفة القبيح هذا فرحة اهل القرية والمنطقة بالتجربة حيث كان مقر التصحيح حكرا على مدينة سنار ويشهد اهل قرية البرسى بان الكواهلة قد اتوا بجمالهم وذبائحهم اكراما للمعلمين وانجاحا للتجربة بينما اتى هذا الدقشم بسمة الزعاف ليفسد على اهل القرية فرحتهم وعلى اهل المنطقة تعايشهم . ومن عجب ان هذا الدقشم ليس له فضل بين اهلة وعشيرتة ومنطقتة مثلة مثل ابناء المنطقة فى المركز او الحزب الحاكم فما من قرية من قرى الكواهلة الا وهى تشهد للباشمهندس احمد عباس باهتمامة وتواصلة ودعمة اللامحدود للخدمات ، وتشهد ذات القرى للدكتور بابكر محمد توم بالفضل والعرفان والثناء على ايادية البيضاء ودعمة لموسسات التعليم فى المنطقة اما دقشم فلا يعرفون عنة إلا التعالى والتكبر والاعراض والاجحاف وسد ابوابة دونهم . ان على الحزب الحاكم ان يحترم قواعدة وجماهيرة من ابناء هذة القبيلة والتى اخلصت فى وقفتها معة لاسيما وهو مقبل على فترة انتخابات وذلك باجبار هذا الدقشم على اعتذار مشهود للقبيلة وابناؤها وعلية ايضا ابعادة من اى واجهه سياسية لانة معول هدم لامعول بناء واحسب ان هذا الاعتذار كفيل بنزع فتيل الفتنة التى تسبب فيها ، وعلى قادة الحزب الحاكم البشيروعلى عثمان ودكتورغازى وهم الذين تربطهم اواصر المصاهرة بهذة القبيلة المفترى عليها ، عليهم ازاحتة حتى لايتطاول على قبيلة اخرى فيتسبب فى تفتيت النسيج الاجتماعى بافعالة المشينة هذة ،خاصة ومنطقة الوسط كما يعلم الجميع هى مثال رائع للتعايش السلمى والتعافى الاجتماعى . بقلم : بابكر محمد يوسف موسى [email protected]